تحتفي وزارة الأوقاف بهذا اليوم الدولي ذي الغاية النبيلة، وتبذل أسمى معاني الاحترام لذكرى ضحاياه، وتتقدم بأرقى معاني الأمل والتضامن للناجين منه؛ فالعنف على أساس الدين أو المعتقد فيه افتئات شديد على إرادة الله جل جلاله، الذي أراد التنوع وجعله عمرانا لكونه وخلقه، وجعل مفتتح القرآن الكريم آية تؤكد ذلك؛ إذ قال سبحانه: "الحمد لله رب العالمين"، مما يوسع الأفق لاحترام العالمين على تنوعهم واختلافهم، وعلى ذلك، فهذا الشكل من العنف يتنافى مع تعاليم الإسلام بل يدمر مقاصده، وصحيح الشرائع السماوية والقيم الأخلاقية التي دعت إلى صون النفس البشرية واحترام كرامتها وحقها في الحياة الآمنة.
ومن أشنع الجرائم تأصيل العنف على أساس الدين أو المعتقد بالتسييس المنحرف للدين والتلاعب بنصوص الشريعة والانحراف بها من الرحمة إلى العنف والإرهاب، واعتبار ذلك منطلقًا للحكم على الناس في حياتهم وعلى مصائرهم، واستدعاء التدين المغرض لتحقيق أهداف توسعية أو هدم بلاد أو تهجير شعوب أو بلوغ أغراض دنيوية أو فرض فهم سقيم للدين هو أبعد ما يكون عن فريضة الرحمة والإكرام.
وتؤكد وزارة الأوقاف أنها تحتشد وتدعو كل المؤسسات المسئولة في العالم للاحتشاد لمواجهة جرئية ضد فكر التطرف والعنف والإرهاب، وتفكيك أفكاره ومنطلقاته، من خلال البرامج العلمية والإعلامية والأنشطة المشتركة مع المؤسسات الوطنية والدولية، لنشر ثقافة التعايش السلمي، وتعزيز قيم الرحمة، وترسيخ مبدأ المواطنة، وبناء وعي إنساني راشد يرسخ السلام ويواجه الفكر المتطرف أينما كان.
0 تعليق