أدى الدكتور علي خليفة وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط صلاة الجمعة بمسجد الموحدين التابع لإدارة أوقاف ديروط شمال بمركز ديروط
وجاء ذلك بحضور الشيخ محمد عبد اللطيف محمود مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بمديرية الاوقاف بأسيوط والنائب محمد عبد الجواد عضو مجلس النواب والشيخ ناصر محمد السيد علي مدير عام المتابعة بمديرية الأوقاف بأسيوط والشيخ أحمد كمال علي مسؤول الإرشاد الديني بمديرية الأوقاف بأسيوط والشيخ أحمد عيسى دياب مدير إدارة أوقاف ديروط شمال والشيخ محمد طلعت ناجي حسين مدير إدارة أوقاف القوصية شرق
وألقى الدكتور عيد خليفة خطبة الجمعة التي جاءت بعنوان إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا"، حيث استلهم من الهدي النبوي الشريف دروسًا سامية حول قيمة التفكير النقدي وأهمية إعمال العقل في تربية النفوس وإصلاح المجتمعات. واستحضر فضيلته ذلك المشهد النبوي البديع حين قال النبي ﷺ لأصحابه إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في أشجار البوادي المتناثرة، وكان في نفس عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنها النخلة، فأجابهم النبي ﷺ بأنها النخلة، في تشبيه عظيم يوضح أن المؤمن كالنخلة، ثابت الأصل، دائم النفع، لا ينقطع عطاؤه ولا يزول أثره، بل يبقى شامخًا مثمرًا راسخًا على الحق والإيمان والاستقامة.
وأوضح وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط كيف كان النبي ﷺ يغرس في نفوس أصحابه قيمة التفكير السليم، ويشجعهم على الإبداع والاجتهاد، مستشهدًا بموقفه مع معاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن وسأله: "بمَ تحكم؟" فقال: "بكتاب الله"، فقال النبي ﷺ: "فإن لم تجد؟"، فأجاب: "بسنة رسول الله"، فقال: "فإن لم تجد؟"، فقال معاذ: "أجتهد رأيي ولا آلو"، فتهلل وجه النبي ﷺ فرحًا وقال: "الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يرضي رسول الله"، في إشارة بليغة إلى أن الإسلام دين العقل الراشد والاجتهاد القويم.
وثم تطرق وكيل الوزارة إلى لغة الحوار البنّاء التي تميز بها النبي ﷺ في دعوته، مستعرضًا ذلك الموقف المؤثر حين جاء شاب يطلب منه الإذن في ارتكاب الفاحشة، فلم يواجهه بالغلظة أو التعنيف، بل خاطبه بلغة العقل والوجدان، قائلًا: "أتحبه لأمك؟ أتحبه لابنتك؟ أتحبه لأختك؟"، وفي كل مرة كان الشاب يجيب: لا والله يا رسول الله، حتى استقامت بصيرته ورجع إلى رشده، فوضع النبي ﷺ يده على صدره ودعا له بالهداية والطهر. وهكذا غرس النبي ﷺ في نفوس أصحابه وأمته أن الحوار الهادئ والفكر المنضبط طريق إلى بناء شخصية راشدة ومجتمع ناضج.
وختم الدكتور عيد خليفة خطبته بالتأكيد على أن الإسلام دين فكر ومعرفة وبصيرة، دين يعلّم أتباعه التأمل والتدبر، وينهى عن الجمود والتقليد الأعمى، مستشهدًا بآيات القرآن الكريم التي تحرك في القلوب والعقول بواعث الوعي: {أفلا يتفكرون}، {أفلا يعقلون}، {أفلا يتدبرون}
ودعا وكيل الوزارة إلى ضرورة غرس هذه القيم في نفوس الأبناء ليشبّوا على الحوار الراقي، والعلم النافع، والفكر السديد، فتنهض بهم الأمة ويعلو بهم شأنها بين الأمم
0 تعليق