أدى الدكتور عيد علي خليفة وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط صلاة الجمعة بمسجد الجلاب بقرية درنكة بمركز أسيوط
وجاء ذلك بحضور الشيخ محمد عبد اللطيف محمود مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، والشيخ ناصر محمد السيد علي مدير المتابعة بالمديرية والشيخ عادل عمار محمد مدير إدارة أوقاف مركز أسيوط قبلي
وكما شارك بالحضور اللواء علاء سليمان عضو مجلس النواب وخالد عيد مدير مؤسسة الحاج صلاح أبو دنقل والمهندس عبد المحسن محمد عبد المحسن والدكتور شعبان أنور وكيل كلية العلوم بجامعة الأزهر بأسيوط
وألقي الدكتور عيد على خليفة خطبته الجامعة التي حملت عنوان مولد الهادي البشير ﷺ والذي أبحر فضيلته بالحاضرين في رحلة إيمانية إلى رحاب السيرة العطرة، متناولًا الدلالات العميقة لمولد النبي الكريم ﷺ وما حملته تلك اللحظة التاريخية من معانٍ سامية وموحيات إلهية عظيمة. وأكد أن ميلاده كان بداية عهد جديد للبشرية، عهد انقشعت فيه غيوم الجهل والشرك، وارتفعت فيه راية التوحيد والعدل والرحمة، مستشهدًا بما روي عن أم النبي ﷺ حين رأت نورًا أضاء قصور الشام يوم ولادته، دلالة على ما سيحمله للعالمين من هدى ونور، ومشيرًا إلى قول النبي ﷺ: "أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام".
وثم تناول خليفة ما تميز به نسب النبي ﷺ من طهر واصطفاء، وكيف اختاره الله من خير بيت وأطهر أصلاب، مصداقًا لقوله ﷺ: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم". وبيّن أن هذه الخصائص لم تكن مجرد مفاخر نسبية، وإنما إعداد رباني لحمل أعظم رسالة عرفتها الإنسانية. وتوقف عند بعض المحطات البارزة في طفولته ﷺ، ومنها حادثة رضاعته في بادية حليمة السعدية وما نزل بديارها من بركات وخيرات بسببه، ثم حادثة شق صدره الشريف التي هيأ الله بها قلبه لحمل أمانة الوحي.
وقد كان لحديثه أثر بالغ في نفوس المصلين الذين تابعوا خطبته بخشوع واهتمام بالغ، حيث استشعروا عظمة الذكرى وجلال الموقف، وارتسمت على وجوههم ملامح الفخر والاعتزاز برسول الرحمة ﷺ
وختم خليفة كلمته بالتأكيد على أن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف لا ينبغي أن يقتصر على الاحتفالات الشكلية، بل يكون بالاقتداء بسيرته العطرة، والسير على هديه، والتحلي بأخلاقه الكريمة التي جسدت أسمى معاني الرحمة والإنسانية، مستشهدًا بقول الله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.
0 تعليق