عمرو الورداني: المرجعية الدينية تحمي الأمة من التطرف والتشكيك الشعبي
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك فرقًا واضحًا بين الاجتهاد الفقهي المدروس والآراء المتطرفة والغريبة التي تنتشر أحيانًا، مشيرًا إلى أن وجود بعض الأحاديث الضعيفة يزيد من حالة الارتباك لدى الناس.
وأضاف الورداني، خلال لقاء مع الإعلامية منة فاروق ببرنامج «ستوديو إكسترا»، المذاع على قناة إكسترا نيوز، أن الطمأنينة في فهم الحكم الشرعي الصحيح تأتي من دراسة ثوابت الدين الإسلامي والالتزام بمرجعيات دينية معتمدة، وهو أمر ضروري حتى يتعلم الأبناء ثوابت الدين مع مواكبة التجديد المطلوب في كل عصر.
وأوضح أن هناك أربعة معايير أساسية تشبه «مربع الحصن» تحمي الأفراد من الانزلاق في تيارات متطرفة، وأهمها الانتماء لمرجعية دينية معتبرة مثل الأزهر الشريف، الذي يمتلك أكثر من 1000 عام من الاجتهاد العلمي والفقهي المستمر، مشيرًا إلى قول الإمام الغزالي إن قوة فقه الفقيه تعتمد على قوة تصوره.
وشدد الورداني على أنه لا يمكن قبول آراء الأشخاص أو الجماعات التي لا تنتمي إلى مرجعيات دينية معتمدة، معتبرًا أن أحد أبرز أضرار «التدين الكمي» هو تفتيت فكرة المرجعية، ما يؤدي إلى التشكيك في المؤسسات الدينية.
وقال: «التدين الكمي تسبب في ما يمكن تسميته شعبوية الدين، حيث يحاول الجميع امتلاك الدين والفتوى دون تخصص علمي، ما يؤدي إلى انتشار الآراء المتطرفة وعدم القدرة على تمييز الصحيح من الخطأ».
وأشار إلى أن هذا الانفصال عن المرجعيات الدينية يساهم في تفشي الأفكار المتطرفة، لأن غياب المرجعية يؤدي إلى أن يقول كل من شاء ما يشاء دون وزن أو ضابط.
وأكد أن هناك محاولات متعمدة لتشكيك الناس في مرجعياتهم الدينية، وهذا ليس بعيدًا عن السياق السياسي الذي نعيشه، حيث تركت القوى المحتلة «تيارات عميلة» – أي أدوات وتأثيرات مستمرة – تهدف إلى تمكين الاحتلال حتى بعد انسحابها من الأرض.
واستطرد الورداني قائلًا إن تماسك الأمة يكمن في الرباط الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يمتد حتى يوم القيامة، ويمثل جزءًا أساسيًا من ثوابت المجتمع الإسلامي، مشيرًا إلى أن هذا الرباط هو من يحفظ الأمة من التفكك والتشتت.
0 تعليق