عاجل

سر زلزال كاسكاديا - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

«ساي تيك ديلي»

بعد سبعين عاماً من وقوعه، كشفت دراسة حديثة سر الزلزال الغامض الذي هز شمال كاليفورنيا عام 1954، بالقرب من خليج هومبولت، بقوة بلغت 6.5 درجة على مقياس ريختر.
الحدث الذي حيّر العلماء لعقود، تبين أنه لم يكن مرتبطاً بصدوع صفيحة «جوردا» النشطة في المنطقة كما كان يعتقد، بل نشأ على صدع إنزلاقي في كاسكاديا، وهو ذاته يملك القدرة على إحداث زلازل كارثية بقوة 9 درجات مثل زلزال عام 1700.
أشار الباحثون إلى أن الزلزال وقع على عمق 11 كيلومتراً تحت منطقة فيكل هيل، شرق مدينة أركاتا، وهو موقع لم يكن يعتقد سابقاً أنه على صلة مباشرة بنشاط الصدع الانزلاقي.
اعتمدت الدراسة على مزيج من السجلات الزلزالية القديمة، والأدوات التحليلية الحديثة، والبيانات الأرشيفية، إلى جانب شهادات حية من أشخاص عاشوا التجربة في طفولتهم.
هذا التحقيق الشامل أزاح الستار عن احتمال أن أجزاء صغيرة من صدع كاسكاديا الانزلاقي قد تتمزق بشكل مستقل، دون انتظار «الزلزال الكبير» التالي.
تتميز منطقة شمال كاليفورنيا بوجود ما يعرف بـ«تقاطع ميندوسينو الثلاثي»، وتشكّله ثلاث صفائح تكتونية، وهي المحيط الهادئ، وجوردا، وأمريكا الشمالية. هذا يجعل المنطقة من أكثر المناطق عرضة للهزات الأرضية في الولايات المتحدة القارية.
ما يميز زلزال عام 1954 أنه لم يتبع نمط الزلازل المعتادة في تلك المنطقة، فبدلاً من أن ينشأ داخل صفيحة جوردا أو على أحد الصدوع السطحية المرسومة على الخرائط، وجد أن مركزه يقع على جزء عميق من واجهة كاسكاديا التي كانت تعتبر «هادئة» في العصر الحديث.
ووصف الباحثون منطقة كاسكاديا بأنها هادئة بشكل مخيف في العصر الحديث، إذ لم تسجل زلازل صغيرة تذكر رغم قدرتها على التسبب بكوارث. ويرجح أن زلزال فيكل هيل، ومعه زلزال كيب ميندوسينو عام 1992، قد يكونان مؤشرين على نشاط غير مرئي في الصدع الانزلاقي.
وأكد الباحثون أهمية الحفاظ على البيانات الوصفية المرتبطة بجمع وتخزين المعلومات الزلزالية، لتمكين الأجيال القادمة من دراسة الكوارث الطبيعية وتحليلها بدقة أكبر. وشددوا على أن كل زلزال، حتى وإن بدا «صغيراً» أو «مجهولاً»، قد يحمل مفتاحاً لفهم أعمق لآليات الأرض.

0 تعليق