على مر العقود، شكّلت الخطابات الملكية السعودية أمام مجلس الشورى محطة محورية لرسم ملامح السياسة الداخلية والخارجية للمملكة، إذ كانت فلسطين دوما في صدارة القضايا التي يوليها القادة السعوديون اهتماما خاصا، إلى جانب قضايا العرب والمسلمين، بما يعكس مكانة المملكة كقلب للعالم الإسلامي وركيزة للاستقرار الإقليمي والدولي.
فلسطين.. لا تغيب
منذ تأسيسها وحتى اليوم، حرصت المملكة في خطاباتها الملكية على تأكيد موقفها الثابت تجاه فلسطين، باعتبارها القضية الأولى للعرب والمسلمين. فقد رفضت جميع أشكال الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وأدانت التهجير والاستيطان، وشددت على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ويبرز في هذا السياق تجديد التمسك بمبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة عام 2002، والتي لا تزال حتى اليوم الإطار الدولي الأهم لتحقيق السلام العادل والشامل.
القضايا العربية
لم تقتصر الخطابات الملكية على فلسطين، بل شملت أيضا قضايا عربية جوهرية، إذ عبّرت المملكة عن مواقف محورية في ملفات سورية ولبنان واليمن والسودان. وقد أكدت في خطابها الأخير على دعم وحدة الأراضي السورية ورفع العقوبات الدولية عنها، والمساهمة في إعادة بناء اقتصادها، إلى جانب مساعيها لتحقيق الاستقرار في لبنان، وإنهاء معاناة الشعب اليمني، والمساعدة في تجاوز أزمات السودان. هذه المواقف تعكس حرص القيادة السعودية على أن يكون صوتها حاضرا وفاعلا في الساحة العربية.
أبعاد إسلامية عالمية
يحمل الخطاب الملكي دائما بعدا إسلاميا عالميا، يبرز مكانة المملكة كدولة تستضيف الحرمين الشريفين وتقود مبادرات لخدمة المسلمين في كل مكان. كما تأتي مشاركاتها الدولية في الدفاع عن حقوق الشعوب المسلمة، وفي مقدمتها فلسطين، كجزء من مسؤوليتها التاريخية والدينية. وإلى جانب ذلك، تؤكد الخطابات الملكية على دور المملكة في تعزيز السلم والأمن الدوليين، عبر التعاون مع المجتمع الدولي لمواجهة التطرف والإرهاب، ودعم التنمية والاستقرار في الدول الإسلامية والعربية.
وثيقة سنوية
تشكل الخطابات الملكية وثيقة سياسية سنوية تجدد التزام المملكة بثوابتها؛ دعم فلسطين، نصرة القضايا العربية، خدمة المسلمين، والمساهمة في أمن العالم واستقراره. وفي ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية، يظل الصوت السعودي حاضرا ووازنا، يعكس قوة المملكة السياسية والدينية والاقتصادية، وحرصها على أن تكون في قلب الأحداث، دفاعا عن حقوق الأمة وقضاياها المصيرية.
أخبار ذات صلة
0 تعليق