والاس وصف هذه القاعدة بأنها ليست مجرد إجراء تنظيمي بل قرار «مخجل»، إذ اعتبر أنها منعت غالبية اللاعبين السود الشباب من استثمار موهبتهم كجواز عبور إلى حياة أفضل. وبرأيه، فإن فرض حدّ عمري بعينه يعني حرمان هؤلاء من الفرصة التي يتيحها الدوري الأمريكي وحده، في وقت تسمح رياضات أخرى مثل البيسبول والهوكي وكرة القدم بدخول الاحتراف مباشرة من مقاعد المدرسة.
وفي حديثه، أشار إلى أن خلف هذه القاعدة ما يثير الشكوك بشأن دوافعها، بل وذهب أبعد من ذلك حين لمح إلى أن المسألة تحمل في طياتها إيحاءات ذات طابع عنصري، قائلاً: «إذا كان بالإمكان أن يتحول لاعب كرة قدم إلى محترف وهو في الرابعة عشرة، أو أن يبدأ لاعب بيسبول مسيرته من المدرسة الثانوية، فما الذي يمنع لاعب كرة السلة من ذلك؟». وأضاف أنه لو كان في موقع القرار، لأعاد فتح الباب أمام المواهب الصاعدة من دون قيود، ليس بحثاً عن «كوبي براينت» جديد أو «كيفن غارنيت» آخر، بل لأن الموهبة، في رأيه، تستحق أن تُمنح فرصة الانطلاق مهما كانت الظروف.
قضية السن القانونية للالتحاق بالدوري ظلت مثار جدل لا ينتهي داخل الأوساط الرياضية الأمريكية. فبينما ترى الرابطة أن القاعدة تحمي الأندية من التسرع في التعاقد مع لاعبين غير ناضجين بما يكفي لمواجهة ضغوط الاحتراف، يؤكد كثير من اللاعبين السابقين أن هذه الحماية المزعومة تتحول في الواقع إلى قيود غير عادلة تحرم الشباب، وغالبيتهم من أصول أفريقية، من تحسين أوضاعهم وأوضاع عائلاتهم في وقت مبكر.
آخر لاعب دخل الدوري مباشرة من المدرسة الثانوية كان أمير جونسون، فيما يبقى اسم ليبرون جيمس المثال الأبرز على نجاح هذا المسار حتى أسطورة مكتملة الأركان. ومع ذلك، يبدو أن عودة ذلك الطريق ليست قريبة، في ظل تمسك الرابطة بقاعدتها، وبقاء النقاش مفتوحاً بين من يراها حماية ومن يعتبرها حرماناً، وبينهم رشيد والاس الذي لا يزال صوته يعلو دفاعاً عن جيل يرى أن الفرصة سُلبت منه ظلماً.
أخبار ذات صلة
0 تعليق