إذا ذهبتَ إلى كرواتيا ولم تحظ بأوقات استرخاء على شواطئها الساحرة فهي عطلة تفقد الكثير من المتعة، بل وكأنك لم تزر ذلك البلد مطلقاً.
فالشواطئ هناك من أجمل الأماكن في البلاد والأفضل على مستوى قارة أوروبا. وما يجعل شواطئ كرواتيا مميزة هو جمالها الأخّاذ بشكل لا يمكن استيعابه من خلال الوصف فقط إلا عند رؤيته رأي العين. فتخيّل امتدادات من الرمال البيضاء المتلألئة، والمسارات المرصوفة بالحصى في تباين صارخ مع المياه الزرقاء الصافية، مع إطلالات على الجبال والجزر الممتدة على مد البصر.
يتضح هذا الجمال عند قيادة السيارة على طول الساحل الكرواتي بأكمله، من إستريا في الشمال إلى دوبروفنيك في الجنوب.
ويبلغ طول ساحل كرواتيا الإجمالي 1777 كيلومتراً الذي يتضمن الكثير من الخلجان يفوق عددها تلك الموجودة في أي دولة أوروبية أخرى. أضف إلى ذلك ما يقرب من 100 جزيرة، ومن السهل إدراك سبب كون كرواتيا وجهة شاطئية رائدة عند زيارة أحد الشواطئ التالي ذكرها.
زلاتني رات
هل ترغب بزيارة أجمل وأشهر شواطئ كرواتيا على الإطلاق؟ زلاتني رات، شاطئٌ فريدٌ من نوعه، مُرصّعٌ بالحصى اللامع، ويُطلق عليه في الغالب اسم الرأس الذهبي أو القرن الذهبي. وستجد هناك عدداً لا يُحصى من المطاعم والفنادق، بالإضافة إلى المظلات والمقاعد، وكل ما تحتاج إليه للإيجار.
وهو شاطئٌ واسعٌ يناسب العائلات ويوفر كل ما يحتاج إليه الزائر لقضاء يومٍ على الشاطئ في براك والاستمتاع بمشاهدة مغامرات ركوب الأمواج الشراعية وسط نسيم البحر الأدرياتيكي العليل.
بانجي – دوبروفنيك
يُعد شاطئ بانجي أحد أشهر الشواطئ في كرواتيا، ولعلّ ذلك يعود لموقعه في دوبروفنيك التي يعرفها جيداً جمهور مسلسل «صراع العروش». وبالإضافة إلى هذه الشهرة الثقافية تتميز دوبروفنيك أيضاً ببلدة قديمة ساحرة وأسوار عتيقة، وأماكن مثالية للسباحة في المحيط والاستمتاع بيوم على الشاطئ.
ويقع شاطئ بانجي في أقرب مكان بحيث يمكن الوصول إليه من المدينة، ويوصى بحجز طاولة في أحد المطاعم القليلة على طول الشاطئ للاستمتاع بمشاهدة غروب الشمس، فهذا الشاطئ مزدحم دائماً.
ومن يرغب في شاطئ أكثر هدوءاً في دوبروفنيك ومع إطلالة خلابة على المدينة القديمة يمكنه التوجه إلى شاطئ «سفيتي ياكوف» الواقع على الطرف المقابل للخليج من شاطئ بانجي. وبعد صعود درج طويل من أعلى أحد الجروف ستجد الشاطئ وهو امتداد خلاب من الحجارة البيضاء والمياه الفيروزية المتلألئة ولكن ما يميز هذا الشاطئ هو إطلالته المثالية على مدينة دوبروفنيك القديمة، بالإضافة إلى جزيرة لوكروم.
بونتا راتا – بريلا
بونتا راتا هي درة شواطئ ريفييرا ماكارسكا، والأخير هو امتداد ساحلي متعرج يمتد من سبليت إلى دوبروفنيك. ويزخر بشواطئ خلابة ومواقع رائعة، لكن بونتا راتا هو الأفضل بلا منازع.
وبونتا راتا أكبر شاطئ في المنطقة، ويشتهر برماله الناعمة ومياهه الصافية، وفيه الكثير من السياح والسكان المحليين والعائلات، وتتوفر فيه إمكانية ممارسة أنشطة متنوعة ما بين ركوب الدراجات على المسارات غير المعبدة أو الركض على طول الساحل سيراً على الأقدام.
وتتوفر مطاعم للجلوس في الهواء الطلق وتناول الطعام، ورغم أن الأسعار أعلى قليلاً مما قد يوجد في أي مكان آخر إلا أن الأجواء رائعة.
وبفضل الموقع يستمتع الزائر بإطلالات خلابة على سلسلة جبال بيوكوفو من بونتا راتا، ويوجد على مقربة «حجر بريلا» وهو صخرة عملاقة تنمو عليها أشجار الصنوبر، ويقف الزوار أمامها لالتقاط الصور.
ساكارون - جزيرة دوجي
من يحبون الشواطئ ولكن يتخوفون من أشعة الشمس فإن شاطئ ساكارون الواقع في جزيرة دوجي هو الأنسب. فهو محاط بأشجار الصنوبر التي تشكل ظلاً طبيعياً يحمي من الأشعة الحارقة، ويعد شاطئاً مثالياً لمن يتعرضون لمشاكل البشرة تحت الشمس أو للعائلات برفقة أطفال ويحتاجون إلى مكان مظلل، وتوجد مياه هادئة وضحلة تُناسب الأطفال المُصطافين.
كهف بيتينا - دوبروفنيك
يقع أمام هذا الكهف شاطئ لا يمكن الوصول إليه إلا بمعرفة طريقه السري، والوصول إليه يكون باستقلال قارب كاياك أو يمكن طلب التاكسي المائي. وشاطئ كهف بيتينا وجهة فريدة وساحرة، وتجربة لا تُنسى للمغامرين وعشاق الشاطئ. ويقع هذا الشاطئ الحصوي على طول ساحل البحر الأدرياتيكي الخلاب.
وتُضفي الأهمية التاريخية للكهف، إلى جانب جماله الطبيعي، تجربةً لا تُنسى، سواءً بالتجديف بقارب الكاياك، أو الغوص في المياه الصافية، أو حتى الاسترخاء على شاطئه المرصوف بالحصى،
وعلى مدى قرون ظل هذا المكان المنعزل بمنأى عن التطوير المكثف ومحافظاً على جوهره التاريخي، وخلافاً للمواقع الأخرى التي خضعت للتعديل لتسهيل الوصول إليها أو لأغراض السياحة، يحتفظ كهف بيتينا بعلاقة أصيلة بالماضي. تُذكر قصص التجارب التي أُجريت هنا الزوار بالإبداع الذي لطالما ميّز المنطقة.
منتزه كامينياك – إستريا
منتزه كامينياك الوطني (المعروف أيضاً باسم رأس كامينياك) هو أحد أكثر الأماكن البرية جمالاً في إستريا، ويقع هذا المنتزه الطبيعي المحمي بالقرب من قرية بريمانتورا الساحلية الصغيرة، وهو يزخر بالخلجان الصخرية والشواطئ الخفية والمياه الصافية ونقاط المشاهدة المذهلة. وهو الوجهة المثالية للسباحة المريحة، أو مغامرة القفز من المنحدرات، أو حتى مشاهدة آثار أقدام الديناصورات الحقيقية.
ويعد هذا المتنزه الوطني معلماً بارزاً ووجهة سياحية ومؤسسة ثقافية في كرواتيا، ويقع في أقصى جنوب إستريا، ويأتيه الزوار لاستكشاف هذه المنطقة التي تشتهر بشبه جزيرتها الممتدة ستة كيلومترات داخل البحر، مع منحدرات يبلغ ارتفاعها 21 متراً. ويُقال إن تاريخها يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وقد اكتُشفت فيها حفريات ديناصورات.
وعند التنزه هناك يوصى بالسير على طول مسار الديناصورات، وهو اسم على مسمى حيث لا تزال آثار الأقدام ظاهرة في الحجر الجيري، والشاطئ هناك صغير ومُغطى بالحصى لكن المناظر هناك تعطيك صورة أجمل عن البلد وعن الطبيعة نفسها.
0 تعليق