لطالما أثارت الصخور الفضائية فضول البشر عبر التاريخ، حيث نُسجت حولها الأساطير والرموز الثقافية، فقد وُجد خنجر من حديد نيزكي ضمن مقتنيات الملك الفرعوني توت عنخ آمون، كما أظهرت الدراسات أن تمثالاً لبوذا احتوى على أجزاء من نيزك يعود سقوطه إلى نحو 15 ألف عام، أما المذنبات، فقد ارتبط ظهورها قديماً بعلامات الغضب أو النذير المشؤوم.
لكن مع تطور علم الفلك، صار التمييز بين الكويكبات والمذنبات والشهب والنيازك أكثر وضوحاً، رغم تشابهها في أنها جميعاً بقايا من ولادة النظام الشمسي.
الكويكبات
بحسب مجلة Science Focus، تُعد الكويكبات أكبر الصخور الفضائية المتبقية من تشكّل النظام الشمسي، وغالباً ما تدور حول الشمس في الحزام الواقع بين المريخ والمشتري، بعضها يُعرف باسم “الطروادية” وتتبع مدارات منتظمة شبيهة بالكواكب، ومن أبرزها الكويكب بينو، الذي زاره مسبار ناسا OSIRIS-REx ليجمع عينات أعيدت لاحقاً إلى الأرض للتحليل.
المذنبات
المذنبات عبارة عن كتل جليدية مختلطة بالغبار والصخور، وعندما تقترب من الشمس، يؤدي ارتفاع الحرارة إلى تبخر جزيئاتها، ما يشكل ذيلاً مضيئاً مميزاً، ويُعد مذنب هالي الأشهر تاريخياً، فيما تنشأ زخات شهب مثل الأسديات عندما تمر الأرض عبر مخلفات هذه المذنبات.
الشهب (Meteors) والنيازك الصغيرة (Meteoroids)
عندما تدخل الصخور الصغيرة القادمة من الفضاء الغلاف الجوي للأرض، تحترق وتُحدث ومضات ضوئية لامعة تُعرف علمياً باسم الشهب، أو ما يطلق عليه عامة الناس “النجوم الساقطة”، أما الأجسام الأكبر قليلاً قبل احتراقها فيسمّيها العلماء نيازك صغيرة (Meteoroids)، وغالباً ما تنشأ من الكويكبات أو المذنبات.
النيازك (Meteorites)
بينما تحترق معظم هذه الصخور في الغلاف الجوي، ينجح بعضها في الوصول إلى سطح الأرض، ليُعرف باسم النيازك، وقد تكون صخرية، أو معدنية، أو مزيجاً بين الاثنين.
ومن أندرها وأكثرها جمالاً تلك التي تحتوي على بلورات خضراء تُسمى بالاسايت، وتُعد من أروع الأحجار الفضائية المكتشفة.
فهم أعمق للكون
رغم صغر حجم هذه الصخور مقارنة بالكواكب والنجوم، إلا أنها تحمل في طياتها تاريخ النظام الشمسي وتساعد العلماء على دراسة ماضيه، وبينما ارتبطت قديماً بالأساطير، فإنها اليوم تُعد من مفاتيح فهم نشأة الأرض والكون.
0 تعليق