كتب خليل الشيخ:
"لم يعد متسع لحفر المزيد من برك الصرف الصحي في مخيمات الإيواء العشوائية المقامة في مناطق ترابية ورملية غير معبدة" هكذا قال المواطن نعيم الحاج أحمد (51 عاماً) النازح في مخيم الأمل غرب القرارة جنوب قطاع غزة.
وتشهد هذه المنطقة وغيرها من المناطق التي تقام عليها مخيمات ومراكز إيواء وبشكل عشوائي طفحاً كبيراً في حفر امتصاص مياه الصرف الصحي التي أنشأها النازحون في هذه المخيمات منذ شهور.
وتفتقر هذه المناطق وكافة مخيمات الإيواء والنزوح لشبكات بنية تحتية، ويحذر مختصون من حجم الضرر البيئي الذي يلحق بالنازحين نتيجة لطفح هذه المياه بين الخيام.
واضاف الحاج أحمد لـ"الأيام": الجميع يعاني من طفح الحفرة الخاصة بخيمته والجميع يحاول حفر أخرى وبذلك يزداد الأمر سوءاً ومن المحتمل دخول هذه المياه إلى بعض الخيام، مؤكداً أن النازحين لم يعودوا يتحملون مجمع القاذورات وحفر الصرف الصحي التي تحيط بها من كل جانب.
ويتابع "طفحت هذه الحفر على الخيام المجاورة لها وتحولت إلى مساحات واسعة من البرك"، مشيراً إلى أن ذلك دفع إحدى النازحات إلى الصراخ والعويل بأعلى صوتها، "هل من منقذ من هذه الحياة القاسية والصعبة؟".
وقالت "أم سفيان" في الأربعين من عمرها النازحة في مخيم ابن خلدون الواقع عند شاطئ بلدة القرارة، إن جميع الجيران وهي أيضا حفروا حُفراً من أجل تصريف المياه العادمة منذ بداية نزوحهم وتلك الحفر الامتصاصية امتلأت وطفحت في المنطقة المجاورة.
وقالت "تخيل أن غالبية هذه الحفر طفحت وأغرقت المساحة الضيقة الموجودة بين الخيام"، مشيرة إلى أن لا يوجد من نتوجه إليه لمساعدتنا فلا تدخل للبلدية ولا وكالة الغوث الدولية ولا أية جهة تهتم بنا كنازحين.
وأكدت "أم سفيان" التي تعيش في خيمة قديمة وبالية إنها تعجز أمام مواجهة الكم الكبير من القاذورات التي تعيش فيها أسرتها لاسيما أطفالها الذين يلهون بين الأتربة القذرة ويقتربون من برك تجمع الصرف الصحي بين الخيام.
ويعيش غالبية النازحين حياة بائسة بسبب تردي اوضاعهم في كافة المخيمات ومراكز النزوح والتشرد للشهر الرابع عشر على التوالي.
قال النازح مراد أبو خاطر (45 عاماً): البيئة قذرة بشكل عام ويضاف إليها الأوساخ والصرف الصحي وتجمعات النفايات تجعل من واقع النازحين واقعاً صعباً وقاسياً ولا يمكن تجاوزه أو تحمله.
وأضاف لـ"الأيام": مشكلة طفح حفر التصريف التي تم انشاؤها مع بداية النزوح تسببت ليس فقط ببيئة سيئة بل فاقمت مخاطر سقوط الأطفال الذين يقضون غالبية وقتهم في الشوارع وبين الخيام في هذه الحفر.
وقال أبو خاطر، النازح في مخيم بجوار محطة التحلية غرب دير البلح: تخيل إننا ننام عند مسافة لا تزيد عن نصف متر من حفرة التصريف الصحي التابعة لأحد الجيران ولا يفصلنا عنها سوى قطعة قماش بالية.
من جانبها رأت مصادر من البلديات والمؤسسات العاملة في مخيمات النزوح أنها لا امكانات متوفرة لحجب تأثير حفر امتصاص المياه العادمة العشوائية في المخيمات، أو حتى اتخاذ ترتيبات من شأنها تقليل الضرر البيئي.
0 تعليق