تكيّات غزّة آخر معقل للنازحين لتجنيبهم مخاطر المجاعة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:

 

تضطر تكيات الطعام في مدينة غزة للطبخ مرتين وثلاث مرات يومياً لتغطية الاحتياجات والطلب الملح للطعام في ظل زيادة أعداد النازحين وتكدسهم في مناطق محدودة في المدينة.
ومنذ تنفيذ الاحتلال لعمليته العسكرية الواسعة في شمال قطاع غزة مطلع تشرين الأول الماضي زاد الطلب على طعام التكيات بأكثر من ثمانية أضعاف مما كان عليه قبل العملية كما يؤكد العديد من القائمين على هذه التكيات لـ"الأيام".
ويعكس تزاحم وتدافع المواطنين الشديد أمام التكيات العبء الكبير الملقى على هذه التكيات لتلبية الطلبات المتزايدة في ظل استمرار عمليات النزوح القسرية التي تنفذها قوات الاحتلال بشكل يومي في محافظة شمال قطاع غزة.
وتسبب هذا الضغط في عجز كبير لدى العديد من التكيات وعدم قدرتها على شراء المواد التموينية وتمويل عمليات الطبخ التي تجاوزت حدود إمكاناتها المادية كما يقول الطاهي والمشرف على احد الجمعيات محمد عطا والذي اكد ان التكيات بحاجة ماسة الى دعم سريع من المؤسسات المانحة والجمعيات والمؤسسات الدولية التي تزود المنطقة بالمواد التموينية والمساعدات.
وأوضح انه اضطر خلال الشهرين الماضين على وقع نزوح عشرات الآلاف لمنطقة غرب غزة الى زيادة الوجبات اليومية التي يطهوها من ألف وجبة الى اكثر من ستة آلاف وجبة، مشيراً الى ان أزمة النقص الحاد في اواني الطبخ دفعه للطبخ اكثر من مرتين او ثلاث مرات في اليوم.
وبيّن عطا لـ"الأيام" ان التكيات أصبحت الملاذ الوحيد للمواطنين للحصول على الطعام بسبب عجزهم الشديد عن توفير الأموال اللازمة لشراء الطعام بسبب ارتفاع سعره وكذلك غياب مقومات الحياة المنزلية في مراكز الايواء سواء كانت جماعية كالمدارس او المنازل المهجورة.
وأشار الى ان العديد من التكيات أصبحت على وشك الانهيار والافلاس اذا لم تحصل على المشاريع التمويلية اللازمة.
ويشاركه الرأي هشام نصر الذي يعمل في احدى التكيات، مؤكداً انه ومن اجل الحفاظ على أرواح المواطنين النازحين وغيرهم يتوجب رفد التكيات بمشاريع طارئة وسريعة لتوفير مستلزمات الطبخ وبكميات كبيرة لتجنب حدوث مجاعة حقيقية في صفوف النازحين.
وأوضح ان وجبة الطعام تكلف النازح الواحد اكثر من عشرين شيكلاً لو قرر طهيها في منزله ولكن في وجود التكيات توفر الكثير على هؤلاء المنكوبين.
وبيّن نصر لـ"الأيام" انه يضطر للطبخ ثلاث مرات تبدأ المرحلة الأولى في الساعة التاسعة صباحاً، والثانية في الساعة الحادية عشرة ظهراً، والثالثة في الساعة الواحدة، من اجل تلبية الطلب المتزايد والأعداد الكبيرة من المواطنين التي تتوافد من مختلف أنحاء حيي الدرج والتفاح ومنطقة الصحابة المزدحمة بالسكان والنازحين.
وأضاف ان تطوير وتجويد التكيات لعملها خلال الشهور الأخيرة زاد من طلب المواطنين للحصول على طعامها أيضاً.
وأوضح نصر ان زبائن التكيات لم يعد من الطبقة التقليدية الفقيرة وانما أصبحت تشمل جميع الشرائح المجتمعية والطبقات في ظل العجز الهائل في توفر المواد الغذائية في الأسواق وارتفاع أسعار ما توفر منها.
من جانبهم يتمنى النازحون استمرار عمل التكيات ويخشون في الوقت ذاته من عدم قدرتها خلال الأيام القادمة تلبية احتياجاتهم.
ولوحظ تكدس اعداد كبيرة من هؤلاء امام التكيات قبل موعد تجهيز الطعام بأكثر من ساعتين من اجل اخذ مكان متقدم في الطوابير التي تمتد احياناً لعشرات الأمتار.
واعتبر المواطن محمود دبو ان التكيات أصبحت عزاهم الوحيد في ظل غياب أي دعم ملموس من قبل المؤسسات والجمعيات.
وأوضح دبو لـ"الأيام" ان التكية توفر عليه الوجبة الرئيسية وباقي الوجبات يدبرها بطريقة او بأخرى.
وبرر وصوله الى بوابة إحدى التكيات في حي الرمال بمدينة غزة مبكراً لحرصه على ضمان الطعام لأولاده لا سيما بعد ان اصبح ينفد بسرعة ولا يغطي احتياجات كل الذين ينتظرون دورهم.

 

0 تعليق