غزة - "الأناضول": يحلم الطفل معتصم شكشك (8 أعوام)، بأن يحمل العام 2025 بصيص أمل وأمان لقطاع غزة، حيث ينشد حياة كريمة بعيداً عن الإبادة الإسرائيلية المستمرة التي عايشها على مدار أكثر من 15 شهراً.
معتصم، الذي اضطر للنزوح مع عائلته قسراً من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، يحلم بالأمن والتعليم ومنزل دافئ يحتضنه، بعيداً عن قسوة البرد في شتاء قارس، وعن ويلات الحرب التي طالت براءته.
ومن قلب خيام النزوح، يستقبل المواطنون في غزة، لا سيما الأطفال، العام الجديد بآمال كبيرة في أن يكون مختلفاً، وأن يحمل معه بشائر توقف الإبادة ومعاناتهم التي لا تتوقف.
معتصم، الذي نزح مع عائلته من مدينة رفح عقب العملية العسكرية في أيار 2024، قال: "أتمنى أن تتوقف الحرب ونعود إلى بيتنا ومدرستنا. اشتقت إلى أصدقائي ومعلمتي، أريد أن ألعب معهم كما كنت سابقاً. أخاف من أصوات الصواريخ والقصف. كل يوم نعيش على هذا الحال، لماذا لا نعيش مثل باقي أطفال العالم؟"
ويعيش معتصم ظروفاً قاسية داخل خيمة لا تقيه برد الشتاء القارس ولا حر الصيف الحارق، في ظل معاناة يومية من نقص حاد في الطعام والماء والدواء، ما يزيد من معاناته وأسرته في مواجهة الحياة الصعبة داخل مخيمات النزوح.
أما الطفلة بيسان التعبان (7 أعوام) فلا تختلف حياتها كثيراً عن حياة شكشك وبقية أطفال المخيمات الذين نزحوا قسراً بسبب الإبادة، حيث تعيش وسط معاناة يومية تسرق طفولتها وتحرمها من أبسط حقوقها الإنسانية.
وقالت بيسان: "لا أريد أن أسمع عن الدماء والدمار، حياتنا أصبحت صعبة، أتمنى أن يساعدنا العالم".
بيسان، التي سلبت طفولتها بسبب الإبادة، وجهت إلى العالم رسالة بقولها: "آمل من العالم أن يساعدنا، الحياة أصبحت صعبة جداً، غزة تحتاج إلى من ينقذها قبل نفقد كل شيء".
وروت المسنة عائشة أبو حميد، التي تعيش في خيمة تفتقر لأدنى مقومات الحياة وسط غزة، معاناتها اليومية مع البرد والجوع، وقالت: "أتمنى أن يتوقف شلال الدم ومعاناة الناس، نحن بحاجة إلى الطعام والدواء والدفء، الحياة في الخيام لا تحتمل، خاصة في برد الشتاء".
وأضافت: "الأوضاع تزداد سوءاً كل يوم نسمع عن مساعدات كثيرة تُرسل إلى غزة، لكننا هنا لا نرى شيئاً، النازحون يعانون من نقص كل شيء، وحتى الأمل بات شحيحاً".
وتبكي عائشة بحرقة الحال الذي وصلت إليه عائلتها، بسبب النزوح والحصار ونقص الدقيق، وتستغرب صمت العالم على ما يرتكب من مجازر وجرائم بحق الأطفال والنساء.
من جهته، عبّر الشاب أحمد حسن (32 عاماً) عن أمله في عودة الحياة إلى طبيعتها وقال: "نأمل أن تنجح المفاوضات حتى تتوقف الحرب وتفتح المعابر لإدخال الدواء والطعام للمرضى والمحتاجين".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى دعم دولي لإعادة بناء ما دمرته الحرب، الناس هنا يريدون فقط أن يعيشوا بكرامة مثل أي مكان آخر في العالم. غزة تستحق الحياة".
وترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 154 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
0 تعليق