نزوح جديد وقتل مستمر في غزة بالتزامن مع قدوم العام الجديد - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب خليل الشيخ:


بينما كانت أصوات الاحتفالات بقدوم العام الجديد تصدح في كل بقاع الأرض، كانت عشرات الأسر الفلسطينية تئن من نزوح جديد في مخيم البريج، وسط قطاع غزة، فيما تلملم أسر أخرى أشلاء أبنائها في جباليا وخان يونس.
وللعام الثاني على التوالي تغيب الاحتفالات بقدوم العام الجديد في الأراضي الفلسطينية، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المستمر على المواطنين في قطاع غزة.
"صاروا يزعقوا بنص الليل اطلعوا.. اطلعوا اليهود بدهم يجتاحوا"، هكذا قالت المواطنة "فردوس" التي وصلت إلى أحد مخيمات النزوح في بلدة الزوايدة وسط القطاع، قادمة من مخيم البريج للاجئين.
وأضافت: "عدنا إلى منازلنا في مخيم البريج قبل عدة أشهر، وفكرنا خلص حنضل فيه لنهاية الحرب، مكناش نتوقع انو يرحلونا كمان مرة"، مشيرة إلى أنها المرة الخامسة التي تغادر منزلها مع عدد كبير من أسر الجيران.
وأوضحت فردوس (40 عاماً) أنها تعيش وأسرتها المكونة من سبعة أفراد في منزلها الذي كان تعرض لأضرار جزئية في اجتياح سابق، وبالكاد استطاعت تجهيزه للسكن.
واضطرت عشرات الأسر إلى مغادرة منازلها في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، والتي تزامنت مع الساعات الأخيرة لانتهاء العام 2024، وذلك بعد التهديدات التي أطلقتها قوات الاحتلال للمواطنين المقيمين في "بلوكات" سكنية محددة في مخيم البريج، والأطراف الشرقية الشمالية لمخيم المغازي، بضرورة النزوح تمهيداً لاجتياح مرتقب ستقوم به.
"لم يعد النزوح والبحث عن ملاذ جديد أمراً هيّناً بالنسبة للغزيين الذين يكافحون من أجل الحصول على مكان آمن، بعيداً عن صواريخ وقذائف الاحتلال".
وأشار المواطن "أبو بدر" (53 عاماً) إلى أن النزوح في ساعات الليل وسط البرد الشديد وبشكل اضطراري، وتحت التهديد بإطلاق النار، أصعب مما يتم تخيله.
ولفت إلى أن النزوح الذي تزامن مع الاحتفالات بقدوم عام جديد يثير الكثير من الحسرة واللوعة في القلب.
وتوزعت عشرات الأسر النازحة من مخيمي البريج والمغازي، على مراكز النزوح والإيواء المنتشرة في مخيم النصيرات وبلدة الزوايدة، حسب المواطن "أبو بدر" الذي أمضى ليلته قبل الماضية في إحدى المدارس.
لا يُعد تزامن أصوات النداءات والصراخ التي أطلقها مواطنون عقب سلسلة غارات جوية إسرائيلية، بالتزامن مع الاحتفالات بقدوم عام جديد، سوى محض صدفة، إلا أنها أثارت علامات الحسرة والغضب لدى الضحايا وأقربائهم.
وذكر شهود عيان أن عدداً من هؤلاء المواطنين أطلقوا تكبيرات وصراخاً وهم ينتشلون جثامين أربعة شهداء من بين ركام أحد المنازل في خان يونس، فيما كانت وسائل الإعلام العالمية تصدح بأغانٍ واحتفالات لمناسبة انتهاء عام مضى وقدم عام جديد.
وقال الشاب جميل أبو وادي (30 عاماً) أحد هؤلاء الشهود: "وقع قصف تزامن مع منتصف الليل، وهو الوقت المتوقع لقيام احتفالات كبيرة، لكن أحداً من النازحين والمواطنين لم يكن يعبر عن أي نوع من الاحتفال، والكل مشغول بكيفية نقل الجرحى إلى المستشفى وانتشال جثامين الشهداء".
وفي جباليا شمال القطاع، لم يكن الوضع أفضل حالاً، فقوات الاحتلال نفذت عدة جرائم قتل بحق مواطنين من عائلات "أبو وردة"، و"طروش"، و"بدرة" وبالتزامن مع احتفالات قدوم العام الجديد. وقال الدفاع المدني في بيان، إن نحو 15 شهيداً و20 جريحاً هم ضحايا هذه الجرائم.

 

0 تعليق