"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المتواصل على القطاع في يومه الـ 458 - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب محمد الجمل:

 

أنهى العدوان الإسرائيلي المُتواصل على قطاع غزة يومه الـ 458 على التوالي، بمزيد من الجرائم والمذابح الإسرائيلية، وتفاقم معاناة النازحين والمواطنين.
"الأيام" تواصل نقل مشاهد جديدة ومتنوعة من قلب الحرب والقصف والمعاناة، منها مشهد يرصد دخول العدوان المتواصل على محافظة رفح شهره التاسع، ومشهد آخر بعنوان "استهداف المارة يتصاعد في مدينة غزة"، ومشهد ثالث جاء تحت عنوان "المُسيرات تُغطي سماء خان يونس".

 

العدوان على رفح يدخل شهره التاسع
دخل العدوان الإسرائيلي المُتواصل على محافظة رفح، شهره التاسع على التوالي، مع استمرار احتلال جميع أنحاء المحافظة، وتنفيذ عمليات تدمير ونسف يومية فيها، وقتل أغلب من يحاولون العودة إلى بيوتهم، مع استمرار منع ما يزيد على ربع مليون مواطن، ومئات آلاف النازحين من العودة للمدينة، التي هُجروا منها قسراً في شهر أيار الماضي.
وسجل العدوان الإسرائيلي البري على محافظة رفح رقماً قياسياً، يعتبر الأعلى مقارنة بالفترات التي احتل فيها الجيش الإسرائيلي باقي المناطق، سواء محافظة خان يونس، أو مدينة غزة.
ووفق آخر المعلومات التي تصل من مدينة رفح، فإن الاحتلال استكمل خلال الأسابيع الماضية تدمير حي الجنينة، ومناطق وسط المدينة، وذلك بعد الانتهاء من تدمير جميع أحياء جنوب المحافظة، بالإضافة لحي تل السلطان، والحي السعودي.
ويتمحور تمركز الاحتلال حالياً على طول محور صلاح الدين "فيلادلفيا"، حيث تتواجد الدبابات في تجمعات على الحدود، وتناور بين الفينة والأخرى داخل المدينة، وصولاً الى منطقتي عريبة والشاكوش، أقصى شمال المحافظة، مع استمرار القصف المدفعي، والغارات الجوية بين الفينة والأخرى.
كما أنشأ الاحتلال مواقع عسكرية، ونصب "رافعات"، وهي عبارة عن أبراج آلية على طول الحدود الجنوبية للمحافظة "محور فيلادلفيا"، إذ تُطلق الأخيرة النار تجاه المدينة باستمرار، في حين تُحكم المُسيّرات سيطرتها على محافظة رفح بشكل كامل، وتستهدف كل من يحاول دخولها، حيث يسقط يومياً شهداء وجرحى، في صفوف مواطنين يُحاولون العودة لبيوتهم، خاصة في منطقتي خربة العدس، ومصبح، إضافة لحي الجنينة.
ووفق رئيس بلدية رفح الدكتور أحمد الصوفي، فإن الاحتلال عمل خلال فترة احتلال رفح المُستمرة، على تحويل المدينة إلى مكان غير صالح للحياة، من خلال تدمير مصادر المياه، وتدمير مرافق البنية التحتية، ومباني المؤسسات الخدمية، وهدم أكثر من 70% من المنازل في مدينة رفح.
وعمل الاحتلال خلال الأشهر الماضية على أكثر من عملية استبدال لقواته العاملة داخل رفح، حيث سحب الفرقة 163 من المدينة، وحل مكانها "لواء الناحال"، وتسبب الأخير في تدمير مدينة رفح، ثم سحب اللواء المذكور من رفح، وارسله لاحتلال الى بيت حانون، وحل مكانه لواء احتياط، ولا يزال الأخير يُحكم احتلال المدينة حتى الآن.

 

استهداف المارة يتصاعد في غزة
منذ نهاية الأسبوع الماضي شهدت الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة تصاعداً كبيراً، وتركزت في قلب المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، لا سيما حي الشيخ رضوان، وشارع الجلاء، ومخيم الشاطئ، ومركز غزة، وجنوبها.
ويومياً يسقط ما بين 20-40 شهيداً داخل مدينة غزة ووحدها، معظمهم يتم استهدافهم خلال سيرهم على أقدامهم في الشوارع، أو الأسواق، أو وجودهم في تجمعات.
ووفق الدفاع المدني في القطاع، فإن مدينة غزة تشهد منذ عدة أيام أعنف موجة من الغارات الجوية، حيث يتم قصف البيوت المُكتظة، والمارة في الشوارع، ما يُوقع عشرات الشهداء والجرحى يومياً.
ووفق مصادر مطلعة، فإن الاحتلال يستهدف المناطق المُكتظة بالنازحين، خاصة التي تضم تجمعات النازحين من شمال القطاع، والصواريخ التي يستخدمها الاحتلال في غاراته، سواء التي تشنها الطائرات الحربية أو المُسيرة، ما يوقع عدداً كبيراً من الضحايا في كل غارة.
وقال المواطن سعيد رمضان وهو نازح من مدينة غزة، ويقيم جنوب القطاع، إن الوضع هناك صعب وفق ما أخبره أقرباؤه وأصدقاؤه، والمُسيرات تُغطي سماء مدينة غزة، وتستهدف المارة، والمتوجهين للأسواق، وهناك حالة خوف حقيقية في صفوف المواطنين، وحذر خلال الخروج من المنازل.
وأشار رمضان إلى أن الناس في مدينة غزة قلصوا تحركاتهم إلى أقصى درجة ممكنة، وباتوا يلتزمون المنازل، ويُغلقون النوافذ في معظم الوقت، فمعظم الضحايا هم من المُتسوقين، أو من خرجوا لقضاء بعض الحاجيات المهمة.
وأكد أنه ووفق ما أبلغه ذووه، فإن المُسيرات، تفرض ما يُشبه حظرا للتجول الليلي في جميع أرجاء مدينة غزة، ويمتنع الناس عن التحرك في الشوارع في تلك الفترة، وبعض المُسيرات تطلق النار في ساعات الليل، وأخرى تحمل مكبرات صوت، وتُصدر أصواتاً مختلفة، كأصوات اشتباكات، أو تحرك آليات، أو حتى أصوات حيوانات.
ويخشى مواطنون أن تكون الغارات المذكورة مقدمة لنقل العمليات البرية من شمال القطاع باتجاه مدينة غزة، لا سيما وأن جيش الاحتلال أعلن بوضوح أنه ينوي احتلال مدينة غزة بالكامل، وينتظر أوامر من المستوى السياسي.

 

المُسيرات تُغطي سماء خان يونس
شهدت الأيام القليلة الماضية تحليقاً مُكثفاً ومتواصلاً للطائرات المُسيرة بمختلف أنواعها، في سماء محافظة خان يونس، خاصة فوق مخيمات النزوح، بالتزامن مع تكرار استهداف خيام النازحين، وعناصر تأمين المساعدات في قلب المنطقة "الإنسانية"، التي تقع غرب المحافظة.
وعلى مدار الساعة تُسمع أصوات الطائرات المُزعجة وهي تُحلق في الأجواء، بينما تُشاهد أنواع أخرى منها، دون أن يُسمع لها صوت، الأمر الذي أثار قلق وخوف النازحين، خشية أن يكون هذا التحليق مقدمة لتصعيد العمليات العسكرية في محافظة خان يونس، وتكثيف الغارات على مخيمات النزوح.
وأكد المواطن إبراهيم عبد العال، إن الطائرات المُسيرة تحلق بشكل غير مسبوق منذ عدة أيام فوق مواصي خان يونس، خاصة خلال ساعات الليل، وقد شاهد وسمع في الأيام الماضية جميع أنواع المُسيرات في الأجواء، الكبيرة منها، والصغيرة مثل "كواد كابتر".
وأكد أن ما يحدث أمر مُخيف، ويثير القلق، فكأن الاحتلال بات يخطط لأمر ما ضد مدينة خان يونس، وربما مناطق النزوح الحالية.
وأشار إلى أن الطائرات الصغيرة "كواد كابتر"، تكون كثيرة خلال ساعات الليل، وتحليقها لا يتوقف، وقد شاهد إحداها فوق الخيام مباشرة، وكأنها تبحث عن شيء.
ولفت إلى أن الجميع قلقون خلال الفترة الحالية، بسبب التحليق المُكثف للطائرات، وشن غارات يومية، فلا أحد حتى في المنطقة الإنسانية يشعر بالأمان، والجميع يعتقدون أن الاحتلال سيُكثف غاراته في الفترة المقبلة، وربما ينفذ مناورات برية في خان يونس.
بينما أكد المواطن النازح يوسف النجار، أن أصوات طائرات الاستطلاع أصبح مزعجاً، وباتت تشكل ضغطاً نفسياً كبيراً على النازحين، وتحرمهم من الراحة والنوم، وتهدد حياتهم عبر استمرار غاراتها على مناطق النزوح.
وأوضح النجار، أن تحليق هذه الطائرات لا يمكن أن يكون مجرد عمل اعتيادي، فهذا الجُهد الاستخباراتي الكبير، قد يتبعه حدث أو أمر ما، مستذكراً حدوث تحليق مُشابه للطائرات، قبيل تنفيذ مجزرة مواصي خان يونس الشهيرة، في شهر حزيران الماضي، حيث سقط عشرات الشهداء ومئات الجرحى.
وأشار إلى أنه بات يحلم بوقف الحرب، والعودة لمدينة رفح، حتى وإن كان بيته مُدمراً، سيعيش فوق أنقاضه، المهم أن يشعر وعائلته ببعض الأمان الذي يفتقدونه.

 

0 تعليق