نازحو غزة: أسباب متعددة وأحداث متشابهة للموت اليومي - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب خليل الشيخ:

 

"اللي بموتش من القصف وإطلاق النار راح يموت من الجوع أو من المرض أو البرد والصقيع" هكذا يجمع مواطنو غزة ونازحو الخيام ومراكز الإيواء على أسباب الموت اليومي في قطاع غزة.
ويعتبر البعض من هؤلاء المواطنين أن الموت المنتشر من أسهل الأشياء حدوثاً، فالقصف المستمر يتسبب باستشهاد العشرات يومياً وفي بعض الأيام المئات إذا ما فرضت أجواء الصقيع وحالة الجوع وتفشي الأمراض نفسها على أجساد الأطفال والفئات الهشة.

 

القصف وإطلاق النار
يقول المواطن وليد أبو الفضل (50 عاماً) من خان يونس: لا ينفع الناس مكان نزوحهم او طريقة نزوحهم فاستهدافهم من طائرات الاحتلال أمر متوقع كل ليلة، مشيراً إلى أن حوادث القصف المدمر في منطقة "المواصي"، كان خير دليل.
ويضيف أبو الفضل "لـ"الأيام"، بنبرة من الحزن واليأس، "نحن لا نهرب من الموت فهو قدر على العالمين، لكننا نهرب من الخوف ونبحث عن الأمان لكي نحاول أن نتعايش مع هذه الظروف".
يذكر أن قوات الاحتلال تواصل منذ عدة أسابيع تصعيد قصفها الجوي والمدفعي على كافة أجراء القطاع على مدار الساعة.

 

الجوع
وتقوم المصادر الطبية بين وقت وآخر بالإبلاغ عن وفاة مواطنين- غالبيتهم أطفال - بسبب الجوع وانعدام التغذية السليمة.
وقالت هذه المصادر من المستشفى المعمداني، إن عدداً كبيراً من الاطفال توفوا نتيجة سوء التغذية حيث فقد هؤلاء الحليب اللازم لتغذيتهم لا سيما وانهم ولدوا بأوزان منخفضة او عانوا على مدار شهور من انعدام الحليب المناسب لأعمارهم، مشيرة إلى أن بعضهم قدموا من مستشفى الشهيد كمال عدوان بعد أن تم إخراجه عن الخدمة منذ نحو اسبوع.
وابلغ المواطن بهاء الشيخ (33 عاماً) من جباليا أن أحد أطفاله الذي لم يتعد عامه الثاني توفي نتيجة الجوع، مشيراً إلى أنه اصيب بالتهابات في احشائه بسبب قلة الحليب والطعام المناسب لعمره وتدهورت حالته تدريجياً حتى وفاته.

 

البرد والصقيع
وشهدت خيام النازحين في مدينتي خان يونس ودير البلح أكبر مأساة بحق الأطفال حديثي الولادة نتيجة لوفاتهم نتيجة البرد والصقيع الذي تشهده الأحوال الجوية.
وأرجعت مصادر طبية وفاة هؤلاء نتيجة البرد الشديد الذي وصل إلى حد الصقيع وعدم تواجدهم في أجواء بيئية بدرجة حرارة مناسبة لأجسادهم.
وقدرت هذه المصادر وفاة ثمانية أطفال نتيجة البرد خلال الاسبوعين الاخيرين فقط كان آخرهم الطفل علي كلوب الذي لم يتجاوز عمره ثلاثة أسابيع، والذي وجد متجمداً في خيمة ذويه في مواصي خان يونس.
يذكر أن غالبية الخيام لم تعد مؤهلة للإيواء حيث فقدت أهليتها في حماية المواطنين من أجواء البرد والحر بسبب تهالكها وتلفها نتيجة العوامل الجوية على مدار أكثر من عام.

 

الأمراض
لا تخلو مستشفيات قطاع غزة على قلتها من الجرحى والمرضى خصوصاً من أصحاب الأمراض المؤدية إلى الوفاة وانهيار المنظومة الصحية في القطاع.
ويعتبر مرض الكبد الوبائي هو المرض الأكثر انتشاراً بين سكان قطاع غزة نتيجة الظروف البيئية والصحية المتردية.
قالت مصادر طبية من مستشفى شهداء الأقصى لـ"الأيام" ان مرضى الكبد الوبائي يزدادون عدداً مع توالي الأيام، موضحة أنه لا يتم تقديم العلاج لهم بسبب العدوان الإسرائيلي.

 

0 تعليق