شوارع ومفترقات مدينة غزة تكتظ بخيام النازحين - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب عيسى سعد الله:

لم يجد النازحون خياراً أمامهم إلا نصب خيامهم في منتصف الطرقات والمفترقات والأرصفة المدمرة في ظل غياب المساحات الحكومية الفارعة بسبب سيطرة الاحتلال على جميعها والتي تقع في جنوب المدينة.
وفي ظروف غاية في القسوة والخطورة، يقيم هؤلاء في هذه الخيام التي لا تقيهم من البرد أو الأمطار كما يتحدث أصحابها لـ"الأيام".
ويحاول القائمون على الاعتناء بهؤلاء النازحين جاهدين لتنظيم عملية نصب الخيام في المفترقات الكبيرة بعد تأهيلها بالحد الأدنى للتغلب على الطلب المتزايد على الخيام مع امتلاء مراكز الإيواء التقليدية وتقلصها بسبب قصفها المتواصل من الاحتلال.
وقال احد النشطاء لـ"الأيام"، انه لا مفر أمامهم إلا تجريف المفترقات الدائرية الكبيرة في المدينة وبشكل خاص في حي الرمال الشمالي من اجل نصب بضع عشرات من الخيام بعد أن امتلأت الملاعب القليلة والأماكن الفارغة النادرة.
وأوضح أن هذا أقصى ما يمكن تقديمه لعشرات آلاف النازحين الذين نزحوا على مدار الثلاثة شهور الماضية من مناطق محافظة شمال غزة وبشكل خاص مدينة جباليا ومخيمها على اثر العملية العسكرية الإسرائيلية العميقة المتواصلة هناك منذ مطلع شهر تشرين الأول الماضي وحتى الآن.
ويجد المسؤولون صعوبات هائلة في إنشاء الحد الأدنى من البنية التحتية لهذه المخيمات الصغيرة جداً بسبب انعدام المواد التي تدخل في تجهيزها وخاصة دورات المياه وغيرها.
ويواجه النازحون تحديات كبيرة وصعوبات في التكيف والتأقلم مع هذا الواقع بسبب البرد القارس والشتاء وانعدام البنى التحتية الخاصة للحفاظ على الحد الأدنى من النظافة، عدا الأركان الأخرى اللازمة.
وقال النازح إيهاب غبن ويسكن في خيمة متواضعة في مفترق دائري بالقرب من مسجد فلسطين في حي الرمال الشمالي، إن انعدام الخيارات الأخرى اجبره على اللجوء إلى هذا المخيم الحديث الذي يضم عشرين خيمة تقريباً يستخدم سكانها دورتي مياه فقط.
وأوضح لـ"الأيام"، الوضع صعب وكارثي ولكن لا مفر في ظل انحسار المساحات والمنازل ومراكز الإيواء، لافتاً إلى اضطراره للتنقل في اكثر من مركز إيواء ومنزل مدمر وخيمة في مدينة غزة خلال الشهرين الماضيين.
فيما يخشى جاره أسامة معروف ويسكن في خيمة في نفس المكان من إطالة أمد نزوحه ما يجعله عرضة للموت هو وأطفاله جراء البرد القارس وغياب أدنى مقومات الحياة.
وأضاف معروف في أواخر الثلاثينيات من عمره، إن الحياة في هذا المخيم قاسية جداً بسبب حالة الرعب التي تخيم على المكان ليلاً بسبب الدمار الهائل المحيط به وخشيته من اجتياح قوات الاحتلال للمكان من الجهة الجنوبية.
واعتبر معروف خلال حديث لـ"الأيام" أن الجميع في المخيم يتابعون أخبار الهدنة على أمل أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم وغالبيتهم ينحدرون من منطقة غرب مدينة بيت لاهيا المدمرة.
ويجد معروف والعشرات من النازحين في الأجواء المشمسة الدافئة نهاراً رفيقاً لهم يقيهم ويجنبهم من جحيم البرد القارس التي تفشل في توفيره الخيام في ذروة الشتاء أو في الليل.
أما النازح إبراهيم صبح فيطالب بزيادة الاعتناء بالمخيم وإقامة المزيد من دورات المياه وتوفير أماكن للنساء للقيام بالعمل المنزلي اللازم وكذلك تمكين الخيام وتأهيلها لتقيهم من البرد والشتاء.

 

0 تعليق