كتب عيسى سعد الله:
لم يكتفِ جيش الاحتلال بقتل ابنة وابن المواطن معتز تيسير أبو وردة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عدوانه المتواصل على منطقة جباليا ومحافظة شمال غزة، فقد استهدفت طائراته عن عمد ودون سابق إنذار أبنيه يوسف وأحمد في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء الماضي، خلال تفقدهما منزلهما الواقع وسط حي النزلة ببلدة جباليا، ليفقد والدهم ما تبقى من أبنائه.
وفي تفاصيل الحدث كما رواها الوالد المكلوم وشهود عيان لـ"الأيام" فقد قرر الشقيقان أحمد ويوسف، في مطلع العشرينيات من عمرهما، الذهاب إلى منزلهما الواقع وسط حي النزلة لتفقده بعد شهرين ونصف الشهر من نزوحهما عنه بسبب وقوعه في قلب منطقة عمليات جيش الاحتلال، وذلك بعد أن خيّم الهدوء على المنطقة لعدة ساعات، وذلك من أجل جلب بعض الحرامات والأغطية اللازمة للأسرة التي تسكن في منطقة الزرقاء بمدينة غزة.
وأشار والدهما، وهو في الخمسينيات من عمره، إلى أنه بعد تردد لأكثر من ساعة قرر أحمد ويوسف الدخول الى منطقة تواجد المنزل رغم المخاطر الكامنة.
وأوضح أن عودة بعض المواطنين إلى منازلهم في المنطقة شجع ابنيه على استكمال المشوار والتوجه الى المنزل الذي لا يزال قائماً ولم يتعرض للدمار، ولكنه وبعد ربع ساعة من انتظارهما في منطقة بعيدة سمع دوي انفجار قوي في المنطقة، زرع الخوف والرعب والقلق في صدره.
وما هي الا دقائق حتى جاء الخبر الذي كان يخشاه أبو وردة وهو استشهاد ابنيه برفقة أحد أقاربهما كان قد تواجد في نفس المنطقة.
وأوضح شهود عيان أن طائرة مسيّرة استهدفت الشقيقين وشاباً آخر قبيل أمتار من وصولهم الى المنزل، ما أدى الى استشهادهم على الفور.
وعاد الشقيقان الى والدهما أشلاء مقطعة بالكاد تعرف على ملامحها بسبب إصابتهما بشكل مباشر، ليلتحقا بشقيقهم ماندي الذي استشهد قبل شهرين، وشقيقتهما فاطمة التي استشهدت قبل عدة أشهر.
وذكر الشهود أن هدوءاً حذراً خيّم على المكان قبل المجزرة بساعات طويلة، ما شجّع الكثير من المواطنين على العودة لتفقد منازلهم وجلب بعض الأمتعة لاسيما الاغطية، لتقيهم البرد في أماكن نزوحهم.
وترك استشهاد الشقيقين يوسف وأحمد جرحاً غائراً لوالدهما الذي فتح بيت عزاء في مدرسة حليمة السعدية حيث يقيم في خيمة متواضعة برفقة زوجته، التي لم تستفق من صدمة استشهاد ابنها ماندي وابنتها فاطمة.
ويعتبر حي النزلة من أكثر المناطق في محافظة شمال غزة تعرضاً للقصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية البرية، فلا يكاد يمر يوم دون أن ترتكب قوات الاحتلال مجزرة فيه، عدا تدميرها ونسفها مربعات سكنية فيه.
ونزحت الغالبية العظمى من سكان الحي إلى مناطق في عمق مدينة غزة، وبقيت بضع عشرات الأسر لا تزال تكافح من أجل البقاء.
0 تعليق