المحاصرون في جباليا يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب عيسى سعد الله:


يصارع مَن تبقى في بلدة جباليا ومخيمها، شمال قطاع غزة، من أجل البقاء على قيد الحياة، رغم شراسة ما يتعرضون له من قتل وحصار منذ 100 يوم.
ولم يترك هؤلاء، وهم بضع مئات من العوائل، أية وسيلة الا واستخدموها من أجل البقاء والحفاظ على من تبقى منهم أملاً بانتهاء العدوان في القريب.
ووسيلة هؤلاء الرئيسية للبقاء على قيد الحياة والهرب من آلة الموت الإسرائيلية هي التنقل المستمر من منزل إلى منزل ومن مركز إيواء الى آخر بسبب عمليات النسف والقصف المتواصلة على مدار الساعة.
فيما تشكّل المجازفة والخروج من المنطقة والعودة إليها الخيار والسبيل الوحيد أمامها للتغلب على الحصار القاسي الذي يفتك بهم، حيث بصعوبة بالغة يتمكن الشباب منهم من الخروج لجلب الحد الأدنى من الطعام والمياه للأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.
ويعيش هؤلاء على الحد الأدنى من الطعام بما لا يتجاوز وجبة طعام واحدة للكبار ووجبتين للأطفال، وعادة ما يقتصر الطعام على ما تيسّر من أغذية معلبة جاهزة كالفول والحمص والبازيلاء والفاصولياء وهي المتوفرة في الأسواق.
وكثير من هؤلاء الشباب دفع حياته ثمناً لقراره كسر الحصار من أجل توفير هذه الأطعمة الرديئة وبعض الأدوية للمرضى والجرحى، كما هو الحال بالنسبة للمواطن محمد نصر، الذي استشهد خلال محاولته جلب كمية من الطعام لأسرته المحاصرة بمنطقة سراري في جباليا.
ويشكّل النقص الحاد في مياه الشرب ضغطاً هائلاً على الشباب، الذين يضطرون للخروج بشكل شبه يومي رغم المخاطر العالية من أجل توفير عشرات اللترات من أحياء مدينة غزة القريبة، حيث تقف معظم سيارات تعبئة ونقل هذه المياه في هذه الأحياء بانتظار خروج بعض المحاصرين.
ويعاني المحاصرون من أوضاع صحية كارثية بسبب سوء التغذية والطعام غير الصحي الذي يُجبرون على تناوله، وكذلك المياه الملوثة. وظهرت على جميعهم أعراض كشحوب الوجه والهزال والنقص الشديد في الوزن، خاصة في أوساط الأطفال والنساء.
ومنذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية العميقة في المنطقة وما رافقها من حصار قاسٍ، لم يحظ هؤلاء المحاصرون بتناول أي نوع من الخضراوات أو اللحوم، ما يشكّل خطراً شديداً على الحوامل والأطفال والمرضى كما أكدت المواطنة الحامل في أشهرها الأخيرة أسماء ماهر.
واشتكت ماهر من تدهور أوضاعها الصحية وفقر الدم والهزال لعدم حصولها على أية كميات غذائية صحية منذ بداية الاجتياح العسكري لجباليا.
وأشارت إلى أنها تخشى على صحتها وجنينها ولا تعرف ما إذا كان لا يزال بخير لعدم حصولها أيضاً على الرعاية الصحية المطلوبة لافتقار المنطقة أية مؤسسات صحية او حتى وجود طبيب متخصص.
أما المصاب خليل أحمد دخيل فحدّ حرمانه من التغذية والعرض على طبيب متخصص، من علاج جروحه الصعبة التي أصيب بها قبل شهرين.
ويعاني دخيل، في العشرينيات من عمره، من تدهور متصاعد في حالته الصحية ما يشكل تهديداً لحياته كما قال والده لـ"الأيام".
وزاد التنقل المتواصل من منزل إلى منزل ومن مربع سكني إلى آخر من معاناة دخيل، الذي يعاني من دوار شبه متواصل وصعوبة في الحركة.
وأكد والده، الذي يكرس جهده للاعتناء به، أن حياة ابنه باتت في خطر شديد إذا لم يتلق الرعاية الطبية والتغذية الصحية اللازمة.
وقتلت قوات الاحتلال أكثر من 5000 مواطن وأصابت واعتقلت وهجّرت عشرات الآلاف منذ بداية عمليتها العميقة في محافظة شمال غزة مطلع شهر تشرين الأول الماضي.
ولم يتبق في المنطقة، التي تعرضت لدمار شامل، إلا بضعة آلاف من المواطنين، موزعين في مناطق متفرقة وجميعهم محاصرون.

 

0 تعليق