الجوع يُجبر النازحين على "التدافع المميت" للحصول على الطعام - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب خليل الشيخ:


"لم يكن التدافع للحصول على طعام "التكية" اعتيادياً في ذلك اليوم الذي شهد فيه سقوط الطفل عبد الرحمن نبهان (تسعة أعوام) في قدر يغلي، تسبب بوفاته متأثراً بجروحه، فيما بعد"، هكذا قال "أبو باسم" أحد شهود العيان من النازحين الذين تواجدوا في مكان الحادثة، التي وقعت قبل أربعة أيام من وفاة الطفل في مستشفى شهداء الأقصى، وسط قطاع غزة، معبراً عن حالة الجوع والعوز التي يعيشها النازحون.
وأضاف "أبو باسم": "تعوّد النازحون على التجمهر والتدافع أمام عدة قدور ساخنة من الطعام والحصول على الحصة المناسبة من طعام التكية في مدرسة "المفتي" لكن التدافع هذه المرة كان شديداً خاصة بين الأطفال الذين تجمهروا باكتظاظ شديد".
وينزح في مدرسة "المفتي" المخصصة لإيواء النازحين نحو ثلاثة آلاف شخص يفتقرون للمساعدات، ويكافحون يومياً للحصول على الطعام بسبب المجاعة ونقص الدقيق والمعونات الغذائية.
وأشار "أبو باسم" إلى أن القائمين على توزيع الطعام ناشدوا ولأكثر من مرة هؤلاء الأطفال من أجل التراجع للوراء، لكن الرغبة في الحصول على الحصة قبل أن تنفد الكمية المخصصة، أجبرت هؤلاء الأطفال على التدافع والتسابق، وهو ما أدى إلى سقوط الطفل "نبهان" في قدر يغلي وتسبب له بحروق بالغة.
وقال: "فور سقوط الطفل ذي الجسد النحيل في القدر الساخن الكبير علت صرخاته وهزت آلامه وأوجاعه نفوس الحضور وسط مركز الإيواء، ما دفع بالأطفال الذين صرخوا بشدة تضامناً معه، إلى الابتعاد، إلى حين تم انتشاله من القدر والإسراع في نقله إلى المستشفى للعلاج".
ووصفت المصادر الطبية في حينه إصابة الطفل بأنها بالغة جداً، وصنفت حالته بأنها من بين الحالات الأكثر خطورة على الحياة، حسب أحد الأقارب الذي تحدث لـ"الأيام".
وذكر "أبو محمد" من أبناء عمومة والد الطفل الضحية: "توقعنا استشهاده لخطورة حالته وتهيأت والدته لاستقبال الخبر، لكنها صرخت بشدة بعد أن أبلغها أحدهم باستشهاده متأثراً بجروحه في المستشفى".
وقال: "كأن لعبد الرحمن موعداً مع الاستشهاد فهو قد نجا من الموت قبلها بعدة أيام، نتيجة تعرضه لشظية صاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية خلال قصف مركز الإيواء الذي ينزح به مع أسرته، وتتسبب في حينه باستشهاد عدد من النازحين، وإصابته هو مع عدد آخر من النازحين.
بدا الحزن على وجوه أقارب وأشقاء الطفل عبد الرحمن وهم يشيعونه إلى مثواه الأخير.
واعتبرت مسيرة تشييعه، التي شهدت مشاركة واسعة من غالبية النازحين في مركز الإيواء ومراكز أخرى مجاورة، مسيرة تشييع نوعية تعبّر عن مدى الألم النفسي الذي يعاني منه غالبية النازحين بسبب الشعور بالجوع، وتعريض حياتهم للخطر لسده.
ودفعت المجاعة في قطاع غزة، غالبية النازحين إلى البحث عن الطعام من خلال "التكايا" المنتشرة في مراكز الإيواء، والشوارع العامة ومخيمات النزوح.
ويشهد قطاع غزة أزمة في الحصول على الطحين والمساعدات الغذائية، ويعجز المواطنون عن شراء المواد التموينية بسبب الفقر، وهو ما فاقم من حالة المجاعة.

 

0 تعليق