"الأيام" ترصد مشاهد من المعارك الضارية شمال القطاع - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:

 

على الرغم من مرور أكثر من 100 يوم على بدء العدوان البري على مناطق شمال القطاع، وهو العدوان الخامس الذي تتعرض له تلك المناطق منذ بدء الحرب، إلا أن الاحتلال لم يستطع القضاء على المقاومة هناك، ولا تزال بلدات شمال القطاع تشهد معارك يومية ضارية.
"الأيام"، خصصت مشاهد اليوم لنقل بعض من تفاصيل المعارك المتواصلة في مناطق شمال القطاع، منها مشهد خُصص لتسليط الضوء على معارك بيت حانون، باعتبارها شكلت مفاجأة للاحتلال، ومشهد آخر يرصد نجاح المقاومين في إعادة تدوير مقذوفات الاحتلال غير المنفجرة، واستخدامها ضد جنوده وآلياته، ومشهد ثالث بعنوان "طائرات الإنقاذ والقنابل الدخانية".

 

المقاومة في بيت حانون تفاجئ الاحتلال
شكلت بلدة بيت حانون شمال القطاع، واحدة من أكبر المفاجآت لإسرائيل منذ بدء الحرب الحالية، حيث تعرضت المنطقة للاجتياح والتوغل أكثر من 10 مرات منذ بدء العدوان في السابع من شهر تشرين الأول من العام 2023، ودمر الاحتلال غالبية المنازل فيها، وجرف أراضي ودمر بنية تحتية، ورغم ذلك، تتعرض قواته لمقاومة ضارية، وضربات متتالية، أوقعت حتى الآن أكثر من 10 قتلى، وعشرات الإصابات في صفوف الجنود، في منطقة بيت حانون وحدها.
وقالت صحيفة معاريف العبرية إن بيت حانون أصبحت فارغة من السكان إلا أن الجيش الاسرائيلي تعرض لكمائن والجنود يُقتلون هناك، متسائلة: كيف تمكنت حماس مرة أخرى من العودة إلى بيت حانون؟
بينما قالت هيئة البث العبرية الرسمية، إنّ الجيش الإسرائيلي يخوض اشتباكات عنيفة جدا في منطقة بيت حانون، مع الفصائل الفلسطينية، وأن ضراوة المعارك وقدرة المقاومة هناك على توجيه ضربات نوعية وقاتلة للجيش، خلقت مفاجأة كبيرة لقادة الجيش الإسرائيلي، معتقدين أن تأخر وصول الجيش الإسرائيلي لمنطقة بيت حانون في المعركة الحالية، كان سبباً في إعطاء المقاتلين فرصة لتنظيم صفوفهم، والاستعداد جيداً للمعركة.
في حين تصاعدت الانتقادات ضد قادة جيش الاحتلال، حيث وصف محللون وكُتاب إسرائيليون ما يحدث في بيت حانون على أنه فشل عملياتي واستخباراتي كبير، خاصة أن الجيش يُقاتل على أرض مسحها، ودمر منازلها، وهجر سكانها.
وأشارت صحيفة معاريف، إلى أن "بيت حانون هي بالفعل المكان الأكثر استراتيجية في قطاع غزة، تقع في الزاوية الشمالية الشرقية، قريبة جداً من "سيديروت"، وفي الواقع فإن المدينة ليست قريبة فحسب، بل تقع على تلة تهيمن على المدينة وأيضا على خط السكة الحديد المؤدي إلى مستوطنتي نتيفوت وأوفاكيم".
وعادت الصحيفة وقالت بعد حادثة السبت الماضي التي قُتل فيها عدد من الجنود، "إن ثمن الدم الذي ندفعه في شمال قطاع غزة لا يُطاق، ويجب أن تكون حياة الجنود الإسرائيليين، أغلى من اقتصاد التسلح".

 

مقاومون ينجحون بتدوير المقذوفات غير المنفجرة
لا يمر يوم دون أن يُعلن الاحتلال عن وقوع خسائر جديدة في صفوف قواته العاملة داخل قطاع غزة، خاصة شماله.
ووفق إعلانات الاحتلال اليومية، فإن معظم الخسائر في الأرواح والمُعدات التي تتكبدها قواته، تقع جراء تفجير عبوات ناسفة كبيرة، أفصح الجيش الاسرائيلي مؤخراً أن بعضها تم تصنيعه من مُخلفات صواريخ وقنابل، أطلقتها الطائرات ولم تنفجر في حينها، وأعاد مقاومون تدويرها، واستخدموها في مهاجمة جيش الاحتلال.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مؤخراً أنه فتح تحقيق في حادثة تفجير دبابة وصفها بـ"الخطيرة"، حيث أكدت وسائل إعلام عبرية، أن عبوة ناسفة كبيرة، وذات فعالية غير مسبوقة، انفجرت في دبابة إسرائيلية شمال القطاع، وتسببت بـ"مأساة"، وفق الاعلام العبري، حيث قُتل في حينها 3 جنود، وأصيب آخرون بجروح، بعضها وصفت بالخطيرة.
ووفق صحف عبرية، فإن الجيش أكد أن المادة المُستخدمة في تصنيع العبوة المذكورة، يستخدمها الجيش الإسرائيلي في تفجير الأنفاق، وهي مادة قوية، لا يعرف الجيش كيف وصلت لأيدي المقاتلين.
ونشرت فصائل المُقاومة خاصة "كتائب القسام"، أكثر من مقطع فيديو في الفترة السابقة، جاء بعضها تحت عنوان "بضاعتهم رُدت إليكم"، تُظهر قيام مقاتلين باستخدام صواريخ اسرائيلية لم تنفجر، وبقايا ألغام يستخدمها جيش الاحتلال في تفخيخ ونسف منازل المواطنين، وتحويلها إلى عبوات وشراك لقوات الاحتلال.
ووفق محللين وخبراء، فإن إعادة تدوير متفجرات الاحتلال كان أحد ركائز استمرار المقاومة، خاصة أن قنابل الاحتلال ذات قوة تدميرية ولها تأثير قوى على الدبابات والآليات، إضافة إلى أنها تشكل عاملاً مهماً في تعويض النقص في قدراتها الصناعية التي تعتمد عليها.
ووفق خبراء عسكريين، فإن المواد التي تحصل عليها المقاومة من صواريخ وقذائف الاحتلال التي لم تنفجر يكون تأثيرها قوياً جداً؛ لأنها مصنوعة من مواد كيميائية عبر مصانع مخصصة لجيوش نظامية، ومجربة، وذات قدرات تفجيرية كبيرة".
وكشف تقرير للأمم الأمم المتحدة، عن وجود ما يقرب من 7500 طن من الذخائر غير المنفجرة في جميع أنحاء قطاع غزة بسبب العدوان المتواصل، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لإزالتها لما تمثله من خطر على المدنيين.
بدورها، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال مؤخراً أن غزة تلقت منذ بدء الحرب أكثر من 50 ألف قنبلة، 5% منها لم تنفجر، لكن تقديرات عسكرية دولية تشير إلى 10-15% القنابل لا تنفجر عادة خلال الحروب.

 

طائرات الإنقاذ والقنابل الدخانية
بات إطلاق القنابل الدخانية بشكل كثيف في جميع أرجاء مناطق شمال قطاع غزة، وما يتبعها من هبوط لطائرات إنقاذ في قلب بيت حانون، وجباليا، وغيرها من بلدات شمال القطاع، من المشاهد اليومية المألوفة، والتي عادة ما يتم ربطها بكمين نجحت المقاومة في إيقاع الاحتلال فيه، وقتل وجرح العديد من الجنود.
ووفق مواطنين من سكان شمال القطاع، وشمال مدينة غزة، فإنه لا يكاد يمر يوم دون أن يُشاهدوا طائرات الإنقاذ تهبط عدة مرات في مناطق شمال القطاع، لنقل جنود جرحى وربما قتلى، فيما يتم إطلاق قنابل دخانية بشكل كثيف، للتغطية على عمليات سحب وإخلاء الجنود القتلى والمصابين من الميدان.
وقال المواطن خليل عمر، إنه دائم التواصل مع أقاربه ممن نزحوا مؤخراً من شمال القطاع باتجاه شمال غرب مدينة غزة، وهم يقيمون في منزل لأقارب هناك، وقد أخبروه بأن المعارك في شمال القطاع، خاصة بيت حانون احتدمت في الأيام الماضية، وفي بعض الأيام رصدوا هبوط أكثر من 7 طائرات إنقاذ، ما يعني أن عددا كبيرا من الجنود الإسرائيليين وقعوا بين قتيل وجريح جراء المعارك المذكورة.
وأكد عمر، أن أقاربه أخبروه بأن جيش الاحتلال يصاب بحالة من الهستيريا بعد كل كمين، وتبدأ عمليات قصف جوي ومدفعي عنيفة، وعمليات نسف وتدمير واسعة، لكن رغم ذلك، يعاود المقاومون ويخرجون من بين الأنقاض، ويشنون هجمات ناجحة ضد قوات الاحتلال ويوقعون الجنود بين قتيل وجريح.
وأكد أن هجمات السبت الماضي شكلت دليلاً على ذلك، فبعد تدمير معظم بلدات شمال القطاع، وتحويلها لأراض قاحلة، إلا أن جيش الاحتلال يتعرض لهجمات غير مسبوقة، توقع جنوده بين قتيل وجريح.
وفي محاولة للسيطرة على جيوب المقاومة التي تواصل التصدي للاحتلال شمال القطاع، عمل الجيش الإسرائيلي على تفريغ شمال القطاع من السكان، ويدمر المناطق السكنية، ويستخدم سياسة الأرض المحروقة، عبر قصف جوي ومدفعي لا يتوقف على مدار الساعة، باستخدام قوة نارية هائلة، لكن رغم ذلك ما زالت المقاومة مستمرة.

 

0 تعليق