كتب خليل الشيخ:
"لم يتوقف وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني والسيارات الخاصة والتكاتك وعربات الكارو إلى المستشفى المعمداني في مدينة غزة"، هكذا قال الشاب قصي في حديث لـ"الأيام" حول تزايد أعمال القصف التي استهدفت المواطنين في الشوارع والميادين العامة والتي أسفرت عن استشهاد العشرات.
وأضاف قصى (27 عاماً) الذي ينزح بداخل المستشفى: "كل شوية بتصل سيارة أو كارة أو تكتك محملين بالشهداء والمصابين، لدرجة انو فكرنا انو قوات الاحتلال راح تقصف المستشفى كمان شوي".
وأبلغت مصادر محلية طبية عن وصول نحو 50 شهيداً للمستشفى وأكثر من 100 جريح في أقل من 24 ساعة، معتبرة أن القصف الجوي لم يكن مسبوقاً مقارنة بطيلة أيام الحرب.
وقال بيان صادر عن الدفاع المدني: "يوم صعب جداً على مدينة غزة فعمليات القصف والقتل لم تتوقف منذ ساعات الفجر".
من جانبه قال المسعف أحمد: لم يكن يوماً اعتيادياً من أيام الحرب بل كان يوماً دامياً فوق المتوقع، تشوشت فيه قدرات الدفاع المدني المحدودة أصلاً.
وتحدث حول تفاصيل ذلك اليوم الذي استهدفت به مئات المواطنين بين شهيد وجريح في سلسلة حوادث قصف استهدفت فقط تجمعات المواطنين في الشوارع والميادين العامة.
وأضاف أحمد: "كنا ننقل شهداء وجرحى وفي طريق مرورنا إلى المستشفى يقع قصف ونتوقف عنده لنسارع في نقل الذين نراهم على قيد الحياة"، مؤكداً أنها كانت ليلة صعبة وأعقبها نهار أصعب بسبب تزايد أعمال القصف الجوي.
وذكر: جميع الشهداء والجرحى الذين نقلناهم كانوا من المواطنين المتجمعين في الشوارع العامة"، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال كانت تستهدف هؤلاء بشكل مباشر.
وقال: تخيل أن نستقبل كل نصف ساعة بلاغاً عن استهدف مواطنين في الشوارع وفور وصولنا نترك الشهداء لجهات أخرى تنقلهم ونتدخل لإسعاف الجرحى في محاولة لإنقاذ حياتهم، وبالكاد ننتهي حتى نتوجه لمنطقة استهداف أخرى.
وقالت مصادر وشهود من النازحين في أحاديث متفرقة لـ"الأيام": إن أبرز هذه الاستهدافات وقع في أحياء الدرج والزيتون شرق مدينة غزة والنصر والرمال غرباً وأحياء الصفطاوي والشيخ رضوان شمالاً وشوارع البلدة القديمة وأزقتها فضلاً عن مناطق: الجوازات، والجلاء، وشارع العيون.
وأضافت: أكثر من حادثة قصف وقعت في منطقتي الجلاء والعيون، فضلاً عن وقوع قصف في بلدة جباليا شمال القطاع.
وأكدت المصادر أن تحليقاً مستمراً لطائرات الاستطلاع وكواد كابتر لوحظ في نفس الوقت في سماء مدينة غزة، معتبرة أن غالبية حوادث القصف التي استهدفت تجمعات المواطنين انطلقت من هذه الطائرات بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة من طراز إف 16 التي استهدفت مباني ومنازل تسبب بوقوع شهداء وجرحى.
بدورها حذرت جهات أمنية، المواطنين من التجمعات العشوائية في الشوارع والميادين العامة، وطالبتهم بعدم استخدام الهواتف الخلوية في مثل هذه الأوقات ووضعها في أمكنة بعيدة عنهم، مرجحة أن الزيادة الملحوظة في عمليات استهداف تجمعات المواطنين بسبب هواتفهم، وجاءت مع نهايات أيام العدوان وقرب التوصل لوقف إطلاق النار.
0 تعليق