في جباليا.. العدوان في ذروته رغم بوادر اتفاق الهدنة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب عيسى سعد الله:


لوحظ خلال الأيام الثلاثة الأخيرة زيادة وتيرة العدوان العسكري الإسرائيلي في منطقة جباليا وعلى وجه التحديد في المدينة وحي النزلة وذلك بالتزامن مع التسريبات الإعلامية والسياسية حول قرب التوصل لاتفاق وقف مؤقت للعدوان.
وعمقت قوات الاحتلال من نطاق عملياتها المدمرة في الجانب الشمالي لشارع القدس والذي يفصل المدينة وحي النزلة إلى شطرين شمالي وجنوبي حيث نفذت عمليات نسف مكثفة بالإضافة إلى عمليات قصف مدفعي وغارات جوية.
وبحسب شهود عيان لا يزالون في تلك المناطق فإن قوات الاحتلال أحدثت دماراً هائلاً في المنطقة التي تعتبر من أكثر المناطق اكتظاظاً بالمنازل.
وقدر هؤلاء خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام" نسبة الدمار في تلك المنطقة بأكثر من 80% من مجمل المساكن، مؤكدين أن قوات الاحتلال دمرت أعداداً هائلة من المباني من خلال عمليات التفخيخ وتفجير الروبوتات والمدرعات المفخخة.
وبخلاف حديث البعض عن انسحاب قوات كبيرة من المنطقة، تقدمت قوات كبيرة في عمق مناطق لم تصلها خلال الثلاثة شهور ونصف من عمر العملية العسكرية الواسعة في محافظة شمال غزة.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه نحو مليون ونصف المليون نازح العودة إلى ديارهم غالبيتهم من سكان محافظتي غزة والشمال لا تزال قوات الاحتلال تجبر المئات على النزوح من مدينة جباليا بسبب قوة النيران وكثافة الغارات التي تنفذها في المنطقة والتي وصلت إلى الجانب الجنوبي من شارع القدس.
وزجت قوات الاحتلال بعشرات الطائرات المسيّرة القاتلة من طراز كواد كابتر في سماء المنطقة التي أحدثت رعباً كبيراً بسبب إطلاقها النار المتواصل على تجمعات المواطنين والمنازل المأهولة بالسكان، حيث أصيب واستشهد العشرات من المنطقة خلال الأيام الأخيرة.
وبالتزامن مع هذا التقدم زادت الطائرات المسيرة المجنحة من عمليات استهداف المواطنين وكل من يحاول الاقتراب من المحور الفاصل بين محافظتي غزة والشمال وكذلك في عمق المناطق المحيطة بها.
وشهدت الساعات الأخيرة استشهاد العشرات جراء هذه الغارات والتي لم يسلم منها المسنون كما هو الحال مع المسن عصام الحاج علي في التسعينيات من عمره بعد أن دمرت قوات الاحتلال منزله فوق رأسه ورأس زوجته الطاعنة بالسن.
ولا يزال جثمانا الحاج علي وزوجته تحت الأنقاض ولا يستطيع أحد الوصول إليهما بسبب عمليات إطلاق النار المكثفة.
وعلى ضوء هذه الأحداث المتصاعدة يحاول المواطنون تجنب الخروج من منازلهم وتقنين حركتهم إلى أقصى حد لحين دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
ولم يخفِ المواطنون خشيتهم وقلقهم من الساعات القادمة التي تسبق سريان التهدئة والتي عادة ما تشهد تصعيداً غير مسبوق من قوات الاحتلال كما جرى خلال الهدنة الأخيرة والوحيدة التي تم تنفيذها خلال العدوان المتواصل منذ أكثر من 15 شهراً.
ويترقب المواطنون سريان التهدئة بفارغ الصبر وسط آمال بأن تكون قريبة جداً.

 

0 تعليق