"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان في يومه الـ469 - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:

 

واصلت "الأيام" نقل مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في يومه الـ469 على التوالي، ورصدت أبرز المشاهد، خاصة بعد إعلان التوصل إلى اتفاق تهدئة جديد.
ومن بين المشاهد التي رصدتها "الأيام"، مشهد جاء تحت عنوان "استعداد للعودة"، ومشهد آخر يرصد المخاوف من الأجسام المُتفجّرة، بعد عودة النازحين إلى ديارهم، ومشهد ثالث يُوثق وجود مبادرات شبابية لمساعدة النازحين.

 

استعداد للعودة

يعيش المواطنون في قطاع غزة لحظات من المشاعر المتضاربة الممزوجة بالأمل، والترقب، والخوف، والقلق، مع انتظار ساعة الصفر، ودخول التهدئة المرتقبة حيز التنفيذ.
ويراقب المواطنون نشرات الأخبار والأنباء الواردة من العاصمة القطرية الدوحة، التي تحمل آخر مستجدات التهدئة، خاصة بعد المؤتمر الذي أُعلن فيه التوصل إلى اتفاق التهدئة، وما تبع ذلك من تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بوجود عراقيل جديدة.
وقال المواطن محمد السلطان: إنه يشعر بمشاعر متضاربة، وكأنه طفل ينتظر قدوم العيد في الصباح ليرتدي الملابس الجديدة التي اشتراها له والده، إذ يمسك بالهاتف النقال ويتابع كل خبر يتم نشره على وسائل الإعلام، يخص الصفقة المُرتقبة.
وأشار إلى أنه يستعد للعودة إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهو يشعر بفرحة كبيرة، رغم أنه يعلم مُسبقاً أن بيته "مُفرغ"، حيث جرى تفجير "روبوت" في محيطه، ما تسبب بانهيار الجدران، ولم يتبق سوى السقف الخرساني والأعمدة، لكنه سيعيش فيه في حال لم يحدث له ضرر إضافي في الفترة الماضية، حيث وضع خطة لإغلاقه بما توفر، والعيش فيه، فمهما كانت الصعوبات التي سيواجهها، إلا أنه أقل بكثير مما قد يواجهه في حال بقي في خيمته بمواصي خان يونس.
من جهته، قال المواطن عبد الرحمن الملاحي: إنه يترقب لحظة دخول التهدئة حيز التنفيذ، وسبق ذلك بالتحضر والتجهز للعودة إلى رفح، من خلال شراء أكياس لوضع الملابس، وتجهيز بعض الحاجيات التي يحتاجها في رفح، كما اتفق مع سائق شاحنة صغيرة ليعيده وعائلته.
وأكد أن يوم عودته إلى مدينة رفح سيكون بمثابة عيد، وسيتبادل التهاني مع أقاربه وجيرانه، خاصة أن الحيّ الذي يقطن فيه شرق رفح أصابته أضرار بسيطة، قياساً بما حدث في باقي أنحاء المحافظة.
ولفت إلى أن نحو 9 أشهر من النزوح القسري أرهقته وأتعبته، ولم يعد لديه حلم سوى العودة إلى منزله وترك الخيمة للأبد.
بينما يعيش نازحو مدينة غزة والشمال المقيمون في جنوب قطاع غزة حالة من الترقب الشديد، ويحلمون بالعودة إلى شمال القطاع، ليعانقوا ذويهم وأحبتهم، ويزوروا قبور أبنائهم الشهداء، إذ ذكر المواطن منير رمضان، أن 14 شهراً من النزوح المتكرر جنوب ووسط القطاع، شعر وكأنها دهر، وفي كل مرة تحدث مفاوضات يشعر بالأمل ثم تصيبه الخيبة، لكن هذه المرة لديه أمل حقيقي بأن يتم إنجاز الصفقة، وتنتهي الحرب، ويعود إلى بيته، ومن أجل ذلك يترقب وينتظر لحظة الإعلان عن دخول التهدئة جيز التنفيذ، ويتمنى أن يعبر جسر وادي غزة عائداً إلى بيته، بعد أن كان عبره آخر مرة نازحاً من مدينة غزة.

 

المقذوفات غير المنفجرة

تسود حالة من الخوف والترقب أوساط المواطنين الذين تقع منازلهم وأحياؤهم في قلب المناطق التي تخضع للاجتياح والاحتلال الإسرائيلي، خاصة في محافظة رفح، خوفاً من المقذوفات ومخلفات الاحتلال، التي قد تنفجر في حال الاقتراب منها أو تحريكها.
وتسود توقعات جهات الاختصاص بوجود كم كبير من المواد الخطرة في قلب مدينة رفح، بعضها قذائف غير منفجرة قد تُشكل خطراً على المواطنين، مع مخاوف من وجود شِراك مُعدة بإحكام بهدف القتل، قد تكون على شكل مُعلبات أو أجسام غريبة، وربما متفجرات مجهزة تحت ركام المباني، تنفجر بمجرد محاولات تنظيف الركام، كما تكرر في مناطق تعرضت للاجتياح سابقاً.
وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة جملة من التحذيرات والتوجيهات للمواطنين، جاء منها الابتعاد عن المناطق المُدمرة، أو التي شهدت قصفاً مكثفاً لتفادي أي مخاطر محتملة، مع تجنّب الوصول إلى المنازل المهدمة والمقصوفة، والابتعاد عنها لتفادي الانهيارات المفاجئة أو سقوط الركام.
كما شدد المكتب الإعلامي الحكومي على ضرورة الابتعاد عن بقايا الأسلحة والصواريخ أو الأجسام المشبوهة، وإبلاغ الجهات المختصة فوراً، داعياً إلى الحذر خلال التحركات اليومية، وتجنب التجمعات والأماكن غير الآمنة.
كما طالب جميع المواطنين بعدم التعجل بالعودة إلى بيوتهم، مؤكداً خطورة التحرُّك قبل بدء سريان وقف إطلاق النار بشكل رسمي، وأخذ المعلومات حول توقيتات وقف إطلاق النار من المصادر الرسمية فقط.
وقال المواطن يوسف عاشور: إنه يُدرك تماماً أن المرحلة المقبلة خطرة، وربما لا تقل خطورة عن الحرب نفسها، لذلك بدأ بالتحضر لها، من خلال عدة أمور، أهمها توعية أبنائه بضرورة عدم التوجه إلى رفح من دون إذنه، وعدم التسرع، كما يشرح لهم مخاطر الأجسام الخطرة، واستعان بصور على شبكة الإنترنت لتبيان مخاطرها.
وشدد عاشور على أهمية إطلاق حملات توعية مكثفة في الأيام المقبلة من قبل جهات الاختصاص، لحث المواطنين على التريث وعدم التسرع في التوجه إلى رفح، والتحذير من مخاطر الأجسام الخطرة، والأهم من ذلك إعداد خطة لإزالة هذه الأجسام من المناطق التي كانت تشهد تواجداً لقوات الاحتلال.
كما حذر عاشور وغيره من المواطنين من الاقتراب من محيط مناطق محور صلاح الدين "فيلادلفيا"، التي قد تشهد تواجداً لقوات الاحتلال، ما يعني موت كل شخص يحاول الاقتراب من هذه المناطق.

 

مبادرات لمساعدة النازحين

في ظل الأوضاع الكارثية للنازحين في مواصي خان يونس، وغياب الجهات الحكومية والإغاثية عن القيام بدورها، باتت المبادرات الصغيرة التي يقودها شبان تسهم في تخفيف معاناة النازحين.
الشاب عبد الرحمن، الذي رفض ذكر اسمه كاملاً، أكد أنه يجتهد برفقة بعض المتطوعين في خدمة النازحين، ويتبنون مبادرات مهمة، أبرزها تركيب "شوادر"، إضافة إلى توزيع أغطية على بعض النازحين.
وبيّن أنه يجمع المال من متبرعين، ومن جيبه الخاص في بعض الأحيان، من أجل تلبية مناشدات تصلهم، ويعملون في مختلف المخيمات، ويقصدون العائلات الأكثر فقراً وحاجة، خاصة التي تعيش في خيام بالية، لا يسترها سوى قطع صغيرة من القماش.
وأوضح أنهم استطاعوا توفير عشرات "الشوادر"، وشراء أغطية، وساعدوا الكثير من النازحين، لكن الحاجة كبيرة جداً، ولا يمكن لمبادرات صغيرة من متطوعين سدها، وهذا كان واجباً على جهات الاختصاص التي تخلت بالفعل عن النازحين، وتركتهم يواجهون مصيرهم القاسي.
في حين، قال المُصور خالد مصطفى: إنه يعمل مصوراً لتوثيق مبادرات ينفذها بعض النشطاء أو جمعيات صغيرة، وفي بعض المرات بكى من هول ما شاهده من معاناة لأسر تعيش في خيام حياة قاسية وصعبة.
ونوّه إلى أنه دخل خياماً تعيش فيها أسر لا تجد أغطية ولا فراشاً، ولا حتى "شوادر" لسترتهم، وحين يصل المبادرون لمساعدتهم يكونون سعداء، رغم أن المساعدة في غالب الأحيان تكون صغيرة، ولا تلبي حاجة تلك الأسر.
وتساءل مصطفى: لماذا تركت الجهات المُختصة في غزة، والمؤسسات الإغاثية النازحين، وتخلت عنهم في مثل هذه الظروف، فبعض العائلات تعيش في خيام لا تحتمل حتى الدواب العيش فيها؟
بدوره، قال المواطن أحمد الشيخ عيد: إنه توجه إلى جمعيات، وجهات إغاثية، من أجل مساعدته في تغطية خيمته، ولم يستجب أحد، وقد فوجئ بوصول شخص من المبادرين، معه "شادران"، وطلب منه وعائلته مغادرة الخيمة لوقت قصير، وقام بتغطيتها من الأعلى ومن أحد الجوانب، ووعده بالعودة قريباً لتكملة تغطيتها بعد توفر "شوادر" جديدة، وشاهد مبادرين يعملون في خيام مجاورة.
وأكد أنه سعيد لما قدمه له المبادرون، الذين يفعلون ما لم يُطلب منهم، ويتولون مهمة تخلت عن القيام بها جهات أخرى.

 

0 تعليق