كتب عيسى سعد الله:
شرع جيش الاحتلال، خلال الساعات الأخيرة من يوم أمس، بتفكيك بعض المواقع العسكرية التي أقامها مؤخراً في محافظة شمال غزة، كما لوحظ إزالته بعض الرافعات المعدنية المسلحة والمزوّدة بأجهزة استشعار ومراقبة إنذار وكاميرات، وذلك بالتزامن مع تكثيف قصفه الجوي والمدفعي للمنطقة، وزيادة وتيرة عمليات نسف المربعات السكنية، وبشكل خاص في الشطر الشمالي من بلدة جباليا النزلة.
ولوحظ إزالة جيش الاحتلال عدة رافعات ضخمة على طول المحور الذي أنشأه في مستهل عمليته العسكرية الحالية في محافظة شمال غزة، والذي يفصلها عن مدينة غزة.
وكانت هذه الرافعات تشكّل خطراً داهماً على حياة المواطنين، وتسببت باستشهاد وإصابة المئات، كما كان لها الدور البارز في تشديد الحصار على محافظة شمال غزة، وسلخها عن محافظة غزة.
وحسب شهود عيان، فقد فكك جيش الاحتلال عدداً من الغرف المتنقلة من محيط الإدارة المدنية ووسط مخيم جباليا، ومن منطقة السودانية غرب بلدتَي جباليا وبيت لاهيا.
ورغم هذه المستجدات التي تشكل تمهيداً لسريان اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن جيش الاحتلال ضاعف من عمليات قصفه واستهدافه ونسفه لمربعات سكنية، تركّزت بشكل خاص في شوارع البنا وأحمد فكري والسراسوة في حي النزلة، وكذلك في الجزء الشمالي من شارع حيفا ومنطقة سراري والقصاصيب وشارع النزهة وشارع مسعود وسط بلدة جباليا.
كما شهدت منطقة الصفطاوي عمليات تفجير على جانبي الجزء الشمالي من شارع الجلاء، طالت العديد من الأبراج السكنية والبنايات والمنازل.
كما زادت قوات الاحتلال من عمليات المراقبة الجوية فوق المحور الذي يخترق بلدة جباليا ومخيمها، بدءاً من شارع صلاح الدين شرقاً وحتى شاطئ البحر غرباً.
وتميزت عمليات التفجير والنسف الأخيرة بالقوة التدميرية الهائلة عكسها وصول الشظايا وقطع المدرعات المفخخة إلى مناطق بعيدة، كوسط حي الشيخ رضوان وحي التفاح في مدينة غزة، حسب ما أفاد به شهود عيان لـ"الأيام".
وتحدث شهود عيان تمكنوا من التسلل إلى بعض المناطق التي طالتها عمليات النسف، عن تدمير الاحتلال جميع المباني السكنية فيها وتحويلها إلى منطقة أشباح تخلو من أي مبانٍ قائمة.
وهزت قوة الانفجارات جميع أرجاء محافظة غزة المجاورة، وكذلك تم سماع دويها في مناطق بمحافظتَي الخليل ورام الله، حسب ما أفاد به مواطنون لـ"الأيام" في أحاديث هاتفية.
ويخشى المواطنون من الساعات المتبقية التي تسبق سريان الهدنة المتوقع دخولها منتصف نهار غدٍ، أن تستغلها قوات الاحتلال بزيادة ضغطها العسكري وعمليات القصف والنسف.
ولوحظ خلال الأيام الأخيرة زيادة وتيرة تحليق طائرات الاستطلاع والطائرات المسلحة المسيّرة فوق سماء منطقة جباليا تحديداً.
وارتكبت قوات الاحتلال خلال الساعات التي أعقبت الإعلان عن التهدئة، مساء الأربعاء الماضي، سلسلة مجازر راح ضحيتها عشرات المواطنين، وكان آخرها في جباليا مجزرة بحق عائلة السلطان راح ضحيتها العشرات، بين شهيد ومفقود وجريح.
0 تعليق