الفاقد التعليمي يتضاعف في محافظات الضفة جراء انتهاكات الاحتلال المتصاعدة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رام الله - وفا: لم تسلم المدارس من قوات الاحتلال والمستوطنين، الذين يستهدفونها خلال عمليات الاقتحام للمدن والقرى والمخيمات، خاصة في محافظات شمال الضفة، ما يعطّل العملية التعليمية، ويهدد مستقبل الطلبة.
ويلتحق أكثر من 806,360 طالباً وطالبة بالعام الدراسي 2024 - 2025، في 2459 مدرسة حكومية وخاصة وتابعة لوكالة الغوث "الأونروا"، في الضفة بما فيها القدس، ويتلقون تعليمهم على يد 51,447 معلماً ومعلمة، وفقاً لبيانات صادرة عن وزارة التربية والتعليم العالي.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة صادق الخضور، إن العام الدراسي يواجه العديد من التحديات نتيجة اقتحامات الاحتلال المتكررة التي تعيق وصول الطلبة والمعلمين إلى مدارسهم، وتؤدي إلى تعطيل الدوام في بعض المحافظات، خاصة مديريات جنين وطولكرم وطوباس.
وأوضح أنه خلال الفصل الدراسي الأول تم تعطيل دوام المدارس الواقعة داخل مدينة جنين ومخيمها 14 يوماً على الأقل، وفي مدينة طولكرم ومخيمي نور شمس وطولكرم عطلت المدارس 9 أيام، وفي طوباس عطلت المدارس 4 أيام، عدا ضياع حصص دراسية بسبب اقتحام الاحتلال أثناء الدوام المدرسي، واحتجاز الطلبة والهيئة التدريسية في مدارسهم.
وبيّن أن الوزارة اضطرت لتأجيل امتحان الثانوية العامة في دورته الثانية في جنين وطولكرم بسبب اقتحام الاحتلال لتلك المدن صبيحة يوم الامتحان.
وأشار إلى أنه في مديريتي نابلس وجنوب نابلس تتم إعاقة المعلمين عن الذهاب والعودة من مدارسهم ما يضطرهم للمبيت في مدارسهم.
وأوضح الخضور أن مدينتي طولكرم وجنين أكثر المدن التي دمر الاحتلال في بنيتها التحتية، ما جعل من إمكانية وصول الطلبة الصغار إلى مدارسهم أمراً شاقاً.
وعن خطط الوزارة لتعويض الفاقد التعليمي، ذكر الخضور، أنه "رغم العدوان المتواصل على شعبنا حرصت الوزارة على إعداد خطط العام الماضي لتعويض الفاقد التعليمي عن طريق التعليم عن بُعد، والمخيمات الصيفية، وبعض المدارس بادرت بالدوام يوم السبت وحتى يوم الجمعة، وبعضها قرر الدوام خلال العطلتين الصيفية والشتوية، وبعض المعلمين يقومون بإعطاء حصص عصراً".
وبشأن التعليم عن بُعد، قال الخضور: "تحدثنا سابقاً أن خيار التعليم عن بعد لن نلجأ إليه إلا للضرورة القصوى، لكن وجدنا أنفسنا مضطرين للعودة له في المناطق التي تتعرض لاقتحامات"، مؤكداً أن هذا الخيار يبقى غير محبذ، كونه إن صلح لبعض الصفوف لا يصلح للصفوف الأخرى مثل الصفوف الأساسية، ولا يصلح لبعض الموضوعات مثل الفيزياء والكيمياء واللغة الانجليزية والرياضيات في الصفوف العليا.
وحث المدارس على استثمار أيام الدوام الوجاهي لصالح المواد التي لا تتناسب مع التعليم عن بعد.
وأشار إلى أن الأزمة المالية فاقمت من معاناة المعلمين، مع ازدياد الأجر الذي يدفعه المعلم والطالب للوصول للمدرسة في ظل الحواجز العسكرية التي ينصبها جنود الاحتلال على مداخل المدن والقرى الفلسطينية، ما يضطرهم لسلوك طرق التفافية طويلة وصعبة، عدا تأثر دافعية المعلم للاستمرار في إعطاء الحصص، وهناك مشكلة أيضاً في دفع الرسوم التعليمية حيث تشكّل مورداً إسنادياً للمدارس، لذا أصبحت الأولوية للنفقات الخاصة والتشغيلية فقط.
وقالت وزارة التربية والتعليم العالي في بيان نشرته سابقاً، إن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول 2023، وصل إلى أكثر من 13,054، والذين أصيبوا 21,320، فيما استُشهد في الضفة 123 طالباً وأصيب 671 آخرون، إضافة إلى اعتقال 560.
ونوهت إلى أن 657 معلماً وإدارياً استُشهدوا، وأصيب 3,904 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 165 في الضفة.
ولفتت إلى أن 324 مدرسة حكومية وجامعات ومباني تابعة لها، و65 تابعة لوكالة الغوث "الأونروا" تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، و128 للتدمير بالكامل، و57 للتدمير الجزئي، كما تعرضت 109 مدارس و7 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب.
وأكدت "التربية" أن 788 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بداية العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفاً صحية صعبة.
وأشارت إلى أن اقتحامات الاحتلال المتكررة لمحافظتي جنين وطولكرم تسببت في ترويع الطلبة في مدارسهم.
وفي 19 نيسان 2024، أكد 19 خبيراً ومقرراً أممياً أن التدمير الذي طال أكثر من 80% من المدارس في غزة، يؤكد تعمد الاحتلال تدمير نظام التعليم الفلسطيني بشكل شامل، وهو ما يُعرف باسم "الإبادة التعليمية" التي تشير إلى المحو المنهجي للتعليم، من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلمين والطلبة والموظفين، وتدمير البنية التحتية التعليمية.
وبيّن الخبراء في بيان مشترك أن تلك الهجمات لا تمثل حوادث معزولة، وإنما تعبّر عن نمط ممنهج من العنف يهدف إلى تفكيك أسس المجتمع الفلسطيني، وقالوا: "عندما يتم تدمير المدارس، يتم تدمير الآمال والأحلام كذلك".
وجاء في البيان أن "الهجمات القاسية المستمرة" على البنية التحتية التعليمية في غزة، لها تأثير مدمر طويل الأمد في حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، ما يحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم".

 

0 تعليق