كتب خليل الشيخ:
"اخترقت أصوات سلسلة انفجارات قوية حالة السكون وتحليق الطائرات المسيّرة، مخلّفة دخاناً وألسنة لهب وتساقط قطع الركام على مساحة واسعة"، هكذا وصف المواطن أبو شادي بعضاً من تفاصيل الليلة قبل الماضية في المنطقة الشمالية لمخيم جباليا، شمال قطاع غزة.
وقال أبو شادي: "بعد انقشاع الظلام دلت أعمدة الدخان المتصاعدة على قيام قوات الاحتلال بتفجير عدة مبانٍ ومنازل في محيط حي الرباط بمشروع بيت لاهيا، ونهاية الشارع الرئيس في مخيم جباليا من الجهة الشمالية، ومفترق الشيخ زايد".
وذكرت مصادر محلية، أن الانفجارات استمرت نحو خمس دقائق، وبشكل متتالٍ، وانتشرت في أجواء المنطقة والمناطق المجاورة لها أضواء حمراء عالية، مع أصوات انفجارات مدوية.
أوضح أبو شادي (50 عاماً) الذي ينزح في منزل بمحيط المنطقة، أن هذه الانفجارات استهدفت مركز إيواء "عوني الحرثاني" وهو مركز كان يؤوي ثلاثة آلاف نازح قبل تهجيرهم إلى خارج شمال قطاع غزة، في إطار العدوان المستمر منذ عدة أشهر.
وقال: "كانت قوات الاحتلال دمرت جزئياً المركز في مرات سابقة، إلا أنها أنهت تدميره بالكامل من خلال سلسلة الانفجارات القوية التي وقعت، الليلة قبل الماضية".
وأشار إلى أن الاحتلال دمّر خلال الأيام القليلة الماضية كافة المنازل الملاصقة لمركز الإيواء، وسط القيام بأعمال تجريف واسعة للمنازل، وعمل أكوام عالية من ركامها، وحوّل المنطقة إلى منطقة خراب وأشباح.
في السياق، قال شهود عيان، إن قوات الاحتلال التي بدأت بتفكيك بعض مواقعها العسكرية الجانبية في "محور نتساريم"، الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، شرعت بحملة تدمير لعدد من المباني الواقعة في المحور.
ولفت الشهود ومصادر إعلامية أخرى، إلى أنهم شاهدوا مركبات ثقيلة وهي تنقل بعض الأعمدة الحديدية والخرسانية وتتجه بها شرقاً على طريق "نتساريم" المُعبّد.
وذكر أحد المواطنين من عائلة "الشنباري" الذي ينزح في المخيم الجديد شمال النصيرات، وسط القطاع، أنه راقب خلال اليومين الماضيين سلسلة أعمدة دخان ناجمة عن وقوع انفجارات في "محور نتساريم".
وقال: "مع أول يوم سمعنا فيه عن التهدئة ووقف إطلاق النار، لاحظنا أن وتيرة القصف والتجريف في محور نتساريم بدأت بالتصعيد، بشكل لم نرّ له مثيلاً منذ ثلاثة أو أربعة أشهر".
وفي بلدة جباليا، قال نازحون: إن قوات الاحتلال واصلت نسف منازل في عدة مناطق شرق وغرب البلدة، منذ نحو أسبوع.
وأبلغت مصادر محلية بأن الاحتلال فجّر عشرات المنازل في محيط منطقة "القرم" الواقعة على طريق صلاح الدين.
وأشار نازحون إلى أن أعمال تفجير ونسف وقعت أيضاً في محيط منطقة "الصفطاوي" غرب جباليا، لافتين إلى أن أصوات الانفجارات تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية. وأكد هؤلاء أن هذه التفجيرات لم تكن الأولى من نوعها في المنطقتين أو غيرهما.
على الصعيد ذاته، كشف الانسحاب المفاجئ لجيش الاحتلال من بيت حانون، مساء أول من أمس، عن تفجير مئات المنازل وتدمير عشرات المباني العامة، وتدمير البنى التحتية.
وقالت مصادر إعلامية: إن قوات الاحتلال صعّدت، خلال الأيام القليلة الماضية، من أعمال التفجير التي استهدفت بالدرجة الأولى منازل المواطنين والبنايات السكنية، لا سيما في المنطقة الغربية ومحيط أبراج الندى والعودة.
0 تعليق