تدمير آثار غزة في كتاب لحسام أبو النصر.. قصّة إعدام معلَن - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب يوسف الشايب:

يوثق المؤرخ حسام أبو النصر تدمير الاحتلال آثارَ قطاع غزة في حرب الإبادة الأخيرة، وذلك في كتابه "آثار غزة وحرب التاريخ"، الصادر عن دار الفينيق للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمّان، وقد احتضنت قاعة الجليل في متحف محمود درويش بمدينة رام الله، مؤخراً، أمسية لإطلاقه.
أبو النصر، الذي أهدى كتابه لوالديه المناضليْن الراحلين، ولشهداء غزة، وخاصة فريق الباحثين وجامعي المعلومات ممن كان لهم دور في الانتصار لتاريخ غزة عامة، قبل استشهادهم في الحرب غير المسبوقة، أشار إلى أنه خرج بهذا الكتاب لمقاومة مخاوف محو الذاكرة، بعد محو غزة بمن وما فيها، ولا سيما ما يتعلق بالمواقع الأثرية والتاريخية، التي استهدفت على مدار عقود، في عملية وصفها بالمتعمدة والمخطط لها، بدأت بعملية النهب في العام 1948 والتي تعمقت بعد احتلال العام 1967، وصولاً إلى التدمير الكبير في حرب الإبادة الأخيرة.
وأضاف أبو النصر: بالتأكيد كتب الكثيرون عن تاريخ غزة، لكني حاولت من خلال هذا الكتاب، أن أسرد التاريخ من خلال عرض أثري يوضح أهم المعالم، معززاً ذلك بدلائل أثرية تؤكد المعلومة التاريخية، خاصة أن كثيراً من البحث التاريخي في هذا الجانب يحتاج إلى إعادة نظر من خلال التحقق بالدلائل الملموسة لهذا التاريخ، حيث تلعب الآثار والوثائق الدور الأهم والأكبر فيه، مشدداً على أن "غزة فقدت الكثير من آثارها، مقارنة بالسرد التاريخي المصاحب لحضارتها"، آملاً أن يشكل الكتاب وثيقة لما فُقد خاصة في الحرب الأخيرة التي غيرت معالم القطاع بالكامل، وأخفت مواقع أثرية وتاريخية فيها إلى الأبد.
وأكد أبو النصر: من الضرورة بمكان، وبالتوازي مع توثيق عملية إبادة واستهداف المدنيين في قطاع غزة، وقتل أكثر من خمسين ألف شهيد، العمل على توثيق تدمير هذه المعالم الأثرية التي تراوحت ما بين مساجد وكنائس أثرية، وبيوت، ومقامات، ومقابر، وموانئ، ومتاحف، ومكتبات تحوي مخطوطات وكتباً نادرة، وجامعات، ومواقع مسجلة عالمياً، وغيرها، وهو ما كان في الكتاب الذي يتوزع على ثلاثة فصول أولها حول الموقع التاريخي والجغرافي لغزة، وثانيها حول أهم المعالم الأثرية التاريخية والدينية في غزة، وثالثها يرصد الاعتداءات الإسرائيلية على الآثار في غزة.
وكانت الكاتبة ريتا طه، محاورة مؤلف الكتاب في أمسية إطلاقه، أشارت إلى أن حسام أبو النصر، في كتابه "آثار غزة وحرب التاريخ" لم يلوّن "قتامة المشهد الذي لا يزال يعصف برائحة الحرائق والغبار والجثث المتحللة، ولكنه في الوقت ذاته لم يثقل علينا في وصف التفاصيل"، باعتباره "يدرك تماماً أن هذه التفاصيل لم تتسلل بعد خارج ذاكراتنا، ولن تصل قريباً إلى مكتبة الذكريات"، واصفة ما قام به أبو النصر في كتابه بــ"فعل نعي لمعالم تاريخية وأثرية ورثناها عهدة عن أجدادنا أصحاب الأرض، تدلنا على جذورهم وتجذرهم، وتثبّت حق امتدادنا.. ننعاها دون حتى أن نشيّعها، فهذا طقس الموت الذي فرض علينا في خضم المقتلة الشاملة".
وأكدت طه أن "هذا الكتاب يُعدّ مرجعاً للتخوّفات وللحسرة وللتساؤلات الكثيرة، وينبهنا، ونحن ننشغل بالأحداث الكبيرة، وبتفاصيل دقيقة، إلى قتل لا يقل خطورة عن قتل البشر، بيد أنه لم يلقَ سوى القليل من تركيز الإعلام، بحيث نقل إلينا بل وثبت آخر الصور الذهنية لهذه المواقع الأثرية والتاريخية التي أعدمت في غزة تدريجياً منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا، قبل القضاء عليها بشكل شبه نهائي".

 

0 تعليق