غزة: دفن رفات المفقودين تحت الأنقاض بات حلماً صعب المنال - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب خليل الشيخ:

 

"نناشدكم لاستخراج جثامين أفراد عائلتي الذين ما زالوا تحت الأنقاض منذ تشرين الثاني 2023 وحتى اليوم"، هكذا تحدث ناجون من أسرة المواطن إسماعيل الحطاب من حي الشجاعية في مدينة غزة.
وأعرب هؤلاء عن حزنهم من استمرار وجود جثامين أفراد الأسرة الـ25 تحت الأنقاض، المكونة من الأم والأخت الوحيدة وثلاثة أشقاء هم: محمود، وعادل، وبلال وزوجاتهم وأبناؤهم.
وقال أحدهم: "من المؤكد أن جثامينهم تحللت وأصبحت هياكل عظمية، وبعضهم حتماً سيكون مجرد تراب، لكن استمرار وجودهم تحت هذه الأنقاض يثير حزن الجميع من أفراد الأسرة".
وأشار إلى أنه يحلم بإقامة قبور لهم، مطالباً بتدخل من الدفاع المدني والمؤسسات ذات الاختصاص من أجل إزالة أكوام الركام.
وكانت قوات الاحتلال دمرت بناية مكونة من ستة طوابق فوق رؤوس ساكنيها، ما تسبب بصعوبة أو استحالة انتشال الضحايا سواء أكانوا شهداء أم جرحى، استشهدوا فيما بعد.
ليس وحدهم أفراد عائلة الحطاب الذين ينتظرون انتشال جثامين شهدائهم من تحت أنقاض المباني المقصوفة، فالمواطن حسام أبو نصر (38 عاماً) لا يستطيع مفارقة ركام بنايتهم المقصوفة شمال مخيم جباليا، شمال قطاع غزة.
وقال: "منذ أن سمحوا لنا بالعودة إلى شمال القطاع وأنا لا أستطيع أن أترك تلك الأحجار، يراودني إحساس بأنهم يعلمون بوجودي بجانبهم وأنهم يطلبون مني أن أنقلهم إلى قبورهم".
أما الفتاة حلا بدران (32 عاماً) فلا تتوقف عن متابعة المؤسسات ذات الاختصاص من أجل انتشال ما تبقى من جثامين أفراد أسرتها في بناية مقصوفة بالقرب من مستشفى الشهيد كمال عدوان شمال القطاع، مبينة أنها استطاعت انتشال عشرة جثامين تعود لوالدها وشقيقتها وأبنائها وزوجها، بينما بقيت ستة جثامين أخرى تحت الركام تعود لوالدتها وأبناء شقيقها، ولفتت إلى أن من تم انتشالهم هم من كانوا خارج أكوام الركام حين قصف البناية منتصف تشرين الثاني الماضي.
بدورها، قالت المديرية العامة للدفاع المدني: إنها ستعقد مؤتمراً صحافياً للإعلان عن بدء أعمال المرحلة الأولى من انتشال جثامين الشهداء من تحت أنقاض المباني المدمرة.
ومن المتوقع إدخال معدات ثقيلة لإزالة الأكوام الكبيرة من الركام، والتمكن من كشف وجود الجثامين والرفات تحتها.
وقدرت أوساط مطلعة، حسب المكتب الإعلامي الحكومي، فقدان نحو 14 ألف مواطن، ما بين شهيد تحت الأنقاض أو معتقل لدى قوات الاحتلال.
ونوّهت مصادر محلية إلى أن عدداً كبيراً من جثامين الشهداء شوهدت في منطقة "الكروم" غرب مدينة "الزهراء" شمال وادي غزة، داعية المواطنين الذين فقدوا أبناءهم إلى التوجه للمنطقة أو المستشفيات للتعرف عليهم من خلال علامات مميزة أو من ملابسهم.
على الصعيد ذاته، أطلق المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً نداءً لتوثيق حالات الاختفاء القسري.
وقال المركز: إنه بصدد تعزيز الجهود للبحث والكشف عن مصير المفقودين، ودعم الجهود القانونية لمحاسبة مرتبكي جرائم إخفاء المواطنين.

 

0 تعليق