مناطق غزة الحدودية تتحول مسرحاً لاستهداف المدنيين - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:


قرر أربعة فتية الخروج في رحلة جمع الحطب لمواجهة النقص الحاد في غاز الطهي، لكن رحلتهم انتهت بالموت عندما رصدتهم مسيّرة إسرائيلية وأطلقت نحوهم صاروخاً، تسبب باستشهادهم على الفور.
هكذا قال المواطن "أبو جمال" أحد النازحين في مدرسة صبحة الحرازين شرق حي الزيتون بمدينة غزة لـ"الأيام"، وهو ينعى الشهداء الأربعة الذين قضوا وهم يجمعون الحطب، في محيط سور المدرسة، التي تحولت إلى مركز إيواء.
وكانت قوات الاحتلال قتلت أربعة فتية قبيل موعد إفطار يوم الجمعة الماضي، ادعت أنهم اقتربوا من خط التحديد، لكنهم كانوا يجمعون الحطب المستخدم للطبخ، وتحضير الطعام في شهر رمضان.
وأضاف "أبو جمال": "من المؤكد أنهم لم يقتربوا من الجدار الفاصل، فالمدرسة بعيدة نسبياً عن الحدود، لكن الاحتلال يحاول التغطية على استمرار جرائمه بادعاءات مضللة".
حادثة استشهاد الفتيان الأربعة لم تكن الحادثة الوحيدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في المناطق الشرقية من قطاع غزة، فقد سبقها استهداف الطفل أمجد حازم عابد وقتله بعيار ناري من طائرة "كواد كابتر" كانت تحلّق شرق حي الشجاعية في مدينة غزة.
وذكر شهود عيان أن الطفل عابد (أربعة أعوام) تواجد في منطقة المنطار عندما تعرض لعيار ناري قتله على الفور، مشيرين إلى أن والده حازم استشهد بقصف جوي خلال العدوان على غزة.
وفي بيت حانون، شمال قطاع غزة، لا تتوانى آليات الاحتلال العسكرية عن استهداف المواطنين في المناطق الشرقية، حيث فتحت مسيّرة إسرائيلية نيران أسلحتها باتجاه امرأة وابنتها من عائلة "نصير" وأطلقت وابلاً من الأعيرة النارية ما أدى إلى إصابتهما بجروح بالغة، حسب المسعف أحمد أبو فول.
وقال أبو فول: كانت المواطنتان عند مسافة بعيدة جداً عن المناطق الحدودية عندما سقطتا برصاص الاحتلال، لافتاً إلى أن الاحتلال لا يستهدف الموجودين في تلك المناطق فقط، بل يحاول إيذاء الناس الذين يعتقد هو أنهم في طريقهم إليها.
وأصيبت مسنة (80 عاماً) بجروح متوسطة جراء استهدافها بأعيرة نارية شمال قرية أم النصر "القرية البدوية"، حسبما ذكر المواطن خليل الشراتحة، مشيراً إلى أنها كانت قبالة منزلها في القرية الثانية من الجهة الشمالية.
وأشار مواطنون من القرية ومناطق شمال بيت لاهيا، في أحاديث منفصلة لـ"الأيام"، إلى أنهم يتعرضون على مدار اليوم لأعيرة نارية غالبيتها تصيب منازلهم وممتلكاتهم.
وتتشابه الظروف في المناطق الشرقية لمخيمي البريج والمغازي ومنطقة جحر الديك، حيث أبلغ مواطنون عن عدم تمكنهم من التحرك بأمان في الأجواء الشرقية للمخيمين.
وقال إبراهيم أبو سعادة (58 عاماً) من مخيم المغازي: "نتجنب قدر الإمكان الوجود في تلك الحارات التي غادرها الكثير من أصحاب المنازل فيها بسبب استمرار إطلاق النار".
كما أصيب أحد سكان مخيم المغازي في وقت سابق من الأسبوع الماضي بجروح بالغة جراء تعرضه لعيار ناري من مسيّرة، حسب شهود عيان.
وأكد مصدر أمني أن الاحتلال يعمد إلى اختراق الهدنة بأي شكل من الأشكال لجر المنطقة إلى مزيد من القتل والدمار، لافتاً إلى أن مسيرات الاحتلال لا تفارق السماء، وتنال من حياة وسلامة المواطنين في المناطق الشرقية.
وحسب المصدر ذاته فإنه "من الصحيح لم تجبر الاتفاقية، الاحتلال على الانسحاب الكامل من قطاع غزة، كما لم تسمح للمواطنين بالوصول إلى مئات الأمتار من الحدود، لكن ما تقوم به هذه المسيرات والدبابات من قتل وإصابة الناس هو خارج نطاق المناطق الممنوع الوصول إليها، وهم بعيدون عن المناطق الحدودية بأكثر من كيلو متر".

 

0 تعليق