مخاوف من تجدد العدوان وسط تصاعد الاعتداءات على غزة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:


منذ انتهاء المرحلة الأولى للتهدئة، مطلع آذار الجاري، عمد جيش الاحتلال إلى التدرج في عودة الحرب على قطاع غزة، وبشكل خاص على منطقة شمال غزة، عبر استئناف عمليات القصف الجوي، وإطلاق النار باتجاه المواطنين في المناطق البعيدة نسبياً عن الحدود.
ولا يمر يوم منذ ذلك التاريخ إلا ويشهد استهدافاً وعمليات إطلاق نار تسفر في الغالب عن استشهاد وإصابة العديد من المواطنين.
ولوحظ خلال الأيام الأخيرة زيادة وتيرة العدوان وتوسيع دائرته، خاصة خلال اليومين الماضيين، اللذين شهدا استشهاد أكثر من 15 مواطناً، بينهم تسعة في بلدة بيت لاهيا، في استهداف واحد.
وجميع الاستهدافات يقع ضحيتها مواطنون أبرياء وأطفال وفتية بالعادة يجمعون الحطب، أو مزارعون يحاولون زراعة أراضيهم أو عمال إغاثة يعملون في مؤسسات خيرية وصحافيون.
وعدا الاستهدافات المميتة التي ينفذها الاحتلال عبر مختلف أذرعه العسكرية، في الجو والبحر والبر، فإنه عمد خلال الأسبوعين الأخيرين إلى ترويع وإخافة المواطنين القاطنين بالقرب من المنطقة العازلة، التي أعلن عنها عقب سريان التهدئة، من خلال إطلاقه النار المكثف والمستمر طوال الليل والنهار، وبشكل خاص في المناطق الشمالية لبلدة بيت لاهيا، والشمالية الشرقية لبلدة بيت حانون، وشرق حيي الزيتون والشجاعية.
وعلى وقع هذه الاستفزازات والاعتداءات المميتة اضطر العشرات من ساكني هذه المناطق إلى النزوح والهروب من المنطقة، بعد أن تعرضت منازلهم لإطلاق نار مباشر، كما هو الحال مع المواطن إبراهيم عابد من الشجاعية، الذي فقد أحد أقاربه من الأطفال قبل عدة أيام.
واضطر عابد للجوء إلى مركز إيواء غرب الحي لتجنب قتل أعداد أخرى من أفراد عائلته.
وأصبح السير على شارع صلاح الدين من الجهة الجنوبية لمدينة غزة محفوفاً بالمخاطر، رغم بعده عن الحدود الإسرائيلية بنحو 3 كيلو مترات، في مؤشر على توسيع دائرة الاستهداف الإسرائيلي.
ولم تقتصر الاستهدافات على المناطق الحدودية أو القريبة أو المحاذية منها، بل وصلت إلى عمق المناطق السكنية، ولعل استهداف طائرات مسيرة أرضاً فارغة في منطقة الكرامة غرب جباليا، قبل عدة أيام، دليل واضح على النية المبيتة للاحتلال لزيادة وتيرة العدوان وتوسيعه.
وفي الشريط الغربي للقطاع غيّر الاحتلال من سياساته الأمنية والعسكرية التي كانت سائدة خلال فترة التهدئة، حيث عمد إلى استهداف الصيادين لترويعهم ومنعهم من الاقتراب من الشاطئ.
ويتعرض الصيادون على طول شاطئ جباليا وبيت لاهيا، لعمليات إطلاق قذائف متواصلة من البوارج الحربية، والطائرات المسيرة المسلحة، التي تنطلق من على متن هذه البوارج، ما أدى إلى استشهاد العديد من الصيادين وعزوف آخرين عن العمل.
ولعل منع المزارعين من العودة للعمل في الأراضي الزراعية وسط بلدة بيت لاهيا، التي تبعد عن الحدود ثلاثة كيلو مترات، لهو مؤشر آخر وقوي على ما يجهزه الاحتلال من توسيع لعملياته العسكرية في قطاع غزة، في ظل رفضه تنفيذ المرحلة الثانية من التهدئة.
ويخشى المواطنون أن تصل عمليات التدحرج بالعدوان إلى عودة العدوان بشكل كامل وواسع، على غرار ما كان عليه قبل سريان التهدئة في التاسع عشر من شهر كانون الثاني الماضي، والذي أدى إلى استشهاد نحو خمسين ألف مواطن، وإصابة نحو 115 ألفاً آخرين.
ويتزامن هذا العدوان المتدحرج مع حصار شامل وكامل فرضته قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ أسبوعين، عقب انتهاء المرحلة الأولى من التهدئة.
وأضحى المواطنون في القطاع على حافة مجاعة حقيقية بعد نفاد أصناف أساسية.

 

0 تعليق