العدوان يغيّر ملامح وطبيعة منطقة الشيماء شمال بيت لاهيا - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب عيسى سعد الله:

غيّر الدمار الهائل الذي ألحقه جيش الاحتلال خلال اجتياحه الأخير لمحافظة شمال غزة ملامح وطبيعة منطقة الشيماء شمال بيت لاهيا وحولها لمنطقة أشباح تخلو من أي بناية قائمة.
وتحولت مباني المنطقة التي تضم عشرات الفيلات الجميلة إلى أكوام متناثرة من الركام والدمار وسط ذهول كبير من مواطني المنطقة والزائرين الذين كانوا يقصدونها للتنزه والاستمتاع بالأجواء والمناظر الطبيعية الخلابة.
ولوحظ تعمد جيش الاحتلال تدمير جميع المباني ابتداءً من مطلع الشارع المؤدي للمنطقة وحتى المنطقة العازلة الحدودية.
ولم تسلم الأراضي الزراعية والكروم والبساتين من الدمار حيث تعرضت للتجريف والحرق والتخريب.
وعلى الرغم من الدمار الكبير الذي حل بالأحياء الأخرى في بيت لاهيا إلا أن الدمار في منطقة الشيماء أذهل وصعق الجميع، خصوصاً أنها منطقة يغلب عليها الطابع السياحي والزراعي.
وحرم تدمير المنطقة سكان البلدة وشمال غزة من مورد مهم للخضراوات والفواكه، كما حرمهم من الوصول إلى المناطق الشمالية كونها تضم أهم الطرقات المؤدية للمناطق الشمالية كالقرية البدوية وسكنة فدعوس والمنطقة الزراعية الشمالية.
ولم يجد سكان المنطقة أمامهم من خيار إلا نصب خيام في المنطقة لإيوائهم بدلاً من السكن في مراكز إيواء بعيدة عن المنطقة كما هو الحال مع المواطن هاني غبن والذي نصب خيمته في أراضٍ فارغة بجانب منزله الذي تحول إلى كومة من الركام.
وقال غبن في الثلاثينيات من عمره، إن وجود أراضٍ فارغة في المنطقة شجع السكان على نصب خيامهم بالقرب من منازلهم من أجل إعادة إحيائها من جديد وخصوصاً القطاع الزراعي رغم المخاطر الجسيمة التي تتربص بهم بسبب خضوع المنطقة لرقابة عسكرية وأمنية إسرائيلية مشددة رغم بعدها عن الحدود بأكثر من أربعة كيلومترات.
أما المواطن رائد أبو حلوب فاعتبر أن وجوده بالقرب من منزله يخفف عنه كثيراً، مؤكداً أن الدمار الذي حل بالمنطقة كان صادماً لا سيما أن سكان المنطقة هم من المزارعين.
وأوضح أبو حلوب لـ"الأيام" أن جميع سكان المنطقة أصروا على البقاء في المنطقة بعد أن عادوا لها بعد انسحاب الاحتلال منها في اليوم الأول لسريان التهدئة في التاسع عشر من شهر كانون الثاني الماضي.
وقال: إن الجميع هنا يريد إعادة بناء منازلهم بأي طريقة وممارسة حياتهم الزراعية التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد الذي يعتمدون عليه منذ عشرات السنين.
وفي صورة تعكس التعاضد والتكاتف بين أهالي المنطقة يقوم هؤلاء بأعمال جبارة من أجل فتح الشوارع في المنطقة لعودة الحياة فيها بالحد الأدنى على الأقل لحين بدء عملية إعادة الإعمار كما يقول الناشط محمد حمدونة.
وأوضح حمدونة أنه لا بديل أمام أهالي المنطقة إلا التكاتف والعمل الجماعي التطوعي من أجل فتح الطرق وتيسير الحياة بحدها الأدنى وعدم انتظار التدخلات الخارجية.
وأكد حمدونة لـ"الأيام" أن الواقع في البلدة بشكل عام قاسٍ جداً ويحتاج إلى عمل هائل من أجل توفير الحد الأدنى من الحياة للسكان.
وبيّن أن الاحتلال تعمد تدمير أهم المناطق الزراعية في القطاع والتي تعتبر رائدة في الإنتاج الزراعي وخصوصاً خلال الفترة التي سبقت اجتياح قوات الاحتلال لمنطقة شمال غزة في مطلع شهر تشرين الأول الماضي.
وعبّر حمدونة عن ثقته بقدرة سكان المنطقة على النهوض من جديد خلال فترة وجيزة في ظل الإرادة العالية والجهد الكبير الذي يبذله السكان لأجل ذلك.
    

 

0 تعليق