طولكرم - "الأناضول": بأوضاع مأساوية تستقبل عائلة المواطن مروان أبو كباش عيد الفطر الذي يحل بعد يومين، بعدما نزحت قسراً من مخيم طولكرم للاجئين شمال الضفة، جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة بالمنطقة.
ومنذ أكثر من شهرين تقيم العائلة في غرفة داخل مبنى "نادي طولكرم الثقافي" وسط ظروف إنسانية صعبة بلا أي مقومات للحياة، حيث باتت تعتمد بشكل كامل على المساعدات.
حال هذه العائلة لا يختلف كثيراً عن مصير أكثر من 40 ألف مواطن قالت وكالة الغوث "الأونروا" إنهم نزحوا من مخيمات شمال الضفة جراء تواصل الهجوم الإسرائيلي.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها العسكري على محافظتي جنين وطولكرم منذ 21 كانون الثاني الماضي، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين، وتخلل ذلك عمليات "اعتقال وتحقيق ميداني ممنهج طال عشرات العائلات، إضافة إلى احتجاز مواطنين رهائن، وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية" وفق مصادر محلية.
وتحذر السلطات الفلسطينية من أن ذلك العدوان الواسع والمدمر يأتي "في إطار مخطط لحكومة بنيامين نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، وهو ما قد يمثل إعلاناً رسمياً لوفاة حل الدولتين".
وقال رب الأسرة مروان أبو كباش إنه يعيش مع أبنائه وبناته وأحفاده وأصهاره في "النادي الثقافي" منذ ما يزيد على 63 يوماً عندما نزحوا من منزلهم.
وعن ظروف الحياة داخل هذا المكان قال: "الوضع صعب جداً وكارثي، فمهما كان السكن، لا شيء يشبه البيت خاصة في شهر رمضان والعيد".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال دمر منزله المكون من 3 طوابق ومحاله التجارية داخل المبنى وحوله إلى مكان غير صالح للسكن.
ومع اقتراب عيد الفطر، أشار أبو كباش إلى أنه سيكون مختلفاً وبلا مظاهر بعدما تشتت الأهل والأقارب في أماكن متفرقة بالضفة، حيث لم يعد يعرف أين توجهوا.
وأضاف: "العيد في المخيم يكون مختلفاً في بيتك وبين أهلك وناسك، تزور الأهل والأقارب، اليوم الجميع تشتت لا تعرف أين هم".
ورغم هذه الظروف، يسعى أبو كباش للتخفيف عن أحفاده مع اقتراب العيد، لافتاً إلى أنه يحاول "لم الشمل" قدر المستطاع وبث روح التفاؤل في نفوسهم.
وبيّن أن العيد سيكون دون مظاهر الفرحة وطقوسه المعتادة، حيث تصنع النساء الكعك وتجهز الحلوى والقهوة كما هو معتاد كل عام.
ويختم بحالة من الأسى قائلاً: سنقضي العيد "وسط الحزن والألم على ما حل بنا، وعلى مصيرنا المجهول".
في هذا الوقت من رمضان كل عام، كان مخيم طولكرم بشوارعه وأزقته يشع بالزينة ابتهاجاً بقرب حلول العيد، إلا أنه يأتي هذا العام وسط ظروف كارثية جراء الهجوم الإسرائيلي المتواصل عليه.
وقال مصطفى أبو غزالة، زوج ابنة أبو كباش: "في المخيم كنا نعيش أجواء روحانية واحتفالية برمضان والعيد، الشوارع تتزين والناس تسهر، لكن اليوم لا شيء من ذلك موجود".
ووصف شهر رمضان الحالي والعيد الذي يحل بعد يومين بـ"الأصعب" على مدى سنوات حياتهم.
وأشار إلى أن العيد يحل عليهم وسط ظروف صعبة حيث يفتقدون لأبسط مقومات الحياة، معرباً عن حزنه لما حل بهم ولمصيرهم المجهول. وعبر عن مرارة فقدانه منزله بأنه "أصعب شعور يمكن أن يمر به الإنسان".
وعن طقوس العيد، قال أبو غزالة إن العيد بشكل أساسي هو فرحة للأطفال حيث يقضونه بالنزهات واللعب لكنهم اليوم باتوا مشردين بلا شيء.
زوجته "ميرا" قالت بحسرة: "في مثل هذا الوقت (في الأعياد السابقة) كنت مع أقاربي نحضر كعك العيد".
وأضافت: "الكعك فرحة للأطفال وحتى الكبار، له أجواء خاصة من لمة العائلة وإعلان فرح، لكن هذا العام لن نصنع الكعك".
وأشارت إلى أن العدوان الإسرائيلي حوّل حياتهم إلى لحظات حزن، لافتة إلى أنهم "سيفتقدون خلال العيد الكعك والفرحة والبهجة".
ومنذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 938 مواطناً، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 15 ألفاً و700.
0 تعليق