كتب خليل الشيخ:
"ارحمونا دخيل الله، بكفي قذائف بكفي موت ودمار"، بهذه الكلمات صرخت المواطنة "أم جميل" (49 عاماً) بأعلى صوتها وهي تستعد لمغادرة مكان سكنها في بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، هرباً من قذاف المدفعية التي يتوالى سقوطها ليل نهار.
وقالت "أم جميل": "لا يتوقف القصف المدفعي ويتخلله قصف جوي، فهنا ساحة حرب من جانب واحد"، في إشارة إلى أن الاحتلال يطلق قذافه وصواريخه دون أية ردود من أية جهة.
وأشار شهود عيان من المنطقة ذاتها وغيرها من المناطق المجاورة، إلى أن القصف المدفعي بات سلوكاً عدوانياً مستمراً، لا سيما خلال ساعات الليل، بشكل يعرّض حياة المواطنين للموت أو الإصابة.
وأضافت "أم جميل"، التي استطاعت أن تترك منطقة سكنها تحت وقع شظايا القذائف المدفعية التي تسقط بين المنازل والخيام شمال بيت لاهيا: "في النهار قد نسمع صوت إطلاق ما بين 15 إلى 12 قذيفة، ويتضاعف العدد في الليل".
وحسب شهود عيان فإن آليات الاحتلال التي تتمركز عند نقاط التماس في قطاع غزة تستهدف المناطق التالية: شمال وشرق بيت لاهيا، وغرب بلدة بيت حانون شرق خان يونس، وغرب مدينة رفح وشرق مدينة غزة ومخيمات البريح والمغازي.
وتوسعت دائرة القصف المدفعي في قطاع غزة لتشمل مناطق جنوب مدينة غزة، وعلى طول محور "نتساريم" خاصة بعد أن وسعت آليات الاحتلال توغلها، وأغلقت طريق صلاح الدين من جهة مفترق "نتساريم".
"تفاجأنا بصوت انفجار قوي هز أرجاء المكان، تلاه تساقط شظايا، لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك بل توالت الانفجارات وسقوط الشظايا، ليتبيّن أن المنطقة كلها تتعرض لقصف مدفعي عنيف"، هكذا لخص المواطن "نور الدين" (43 عاماً) مجمل ما تعرضت له منطقة شارع 8 وشارع 10 جنوب مدينة غزة، خلال الساعات القليلة الماضية.
وبيّن أن قوات الاحتلال استهدفت منطقة سكناهم في محيط دوار "الخور" وغرب حي الزيتون بأكثر من 15 قذيفة مدفعية، باحتساب عدد الانفجارات.
وأضاف "نور الدين"، بينما كان نازحاً مع أسرته باتجاه مخيم الشاطئ": "غالبية القذائف كانت تستهدف منازل غير مأهولة سكانها نزحوا إلى المناطق الداخلية من المدينة، كالرمال الجنوبي وغرب غزة ومخيم الشاطئ".
واعتبر المواطن سهيل نوفل (37 عاماً) الاعتداءات بالقذائف المدفعية بأنها أخطر بكثير من القصف الجوي، موضحاً أن القصف الجوي يستهدف بناية أو اثنتين فقط، ثم تهدأ المنطقة لعدة أيام، لكن القصف المدفعي قد يستمر لأيام متتالية دون أية بوادر لتوقفه، فضلاً عن أن خطورته واسعة.
ولفت نوفل، الذي كان يقطن في عزبة بيت حانون قبل فراره من المنطقة: "صحيح أن جزءاً كبيراً من المنازل خالية من السكان الذين نزحوا باتجاه مدينة غزة، وأخرى مدمرة لكن الاحتلال يستهدف هذه المنازل بقذائف مدفعية قد تصل شظاياها ضمن دائرة قطرها 100 متر".
لكن المواطن "أبو محمود" (52 عاماً) من بيت لاهيا، رأى أن الأخطر في القصف المدفعي ليس فقط بتوالي سقوط القذائف وتوسع دائرة استهدافاتها، بل يعتقد أنها تسقط بشكل عشوائي، وهو ما يفاقم حالة الخوف والذعر التي تصيب المواطنين.
وقال: "القصف المدفعي قد يستمر طوال ساعات الليل، لكن القذائف تسقط في مناطق خالية وأراض زراعية، فضلاً عن سقوط قذائف على المنازل ومراكز الإيواء، وهو ما دلل على عشوائية سقوطها".
0 تعليق