كتب خليل الشيخ:
ترقد الطفلة ياسمين عابد (13 عاماً) على سرير أسفل بناية مدمرة في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، وهي تعاني من بتر في ساقها اليمنى، جراء قصف تعرضت له في شهر تشرين الأول الماضي.
تستعد ياسمين، التي لا تقوى على الوقوف بمفردها فهي بحاجة إلى مرافق بشكل دائم، لاستقبال عيد الفطر للمرة الأولى وهي تعاني من إعاقة دائمة تسببت بها آلة الحرب الإسرائيلية.
وقالت: "بالأول انصدمت لما شفت حالي من دون رجل بس شوي شوي تأقلمت، خصوصاً لما شفت ناس كتير وأطفال مبتوري الأطراف".
وأضافت: "أكتر شي يؤلم نفسي اني مش راح اقدر اطلع بالعيد ولا أتحرك بمفردي زي زمان، وبالنسبة الي العيد ما راح يكون سعيد، بس الحمد لله راح أقعد على باب الدار وأتفرج على الناس".
وتقريباً تغيب كافة مظاهر الاحتفال عن شوارع وحارات مخيم جباليا، ما عدا وجود بعض بسطات بيع الحلوى والكعك.
وأشارت ياسمين، التي حاولت حبس دموعها عندما شاهدت أرجوحة منصوبة في منطقة سكنها، إلى أنها لن تتشارك مع الأطفال في اللهو على الأرجوحة، لكنها ستكتفي بارتداء ملابس جديدة وتلتقي بصديقتها.
أما الطفل حمزة الكحلوت (12 عاماً) الذي قضى شهر رمضان برفقة شقيقته عند خالهما يحيى، بعد أن فقد والديه شهيدين إثر قصف جوي استهدف منزلهما في مخيم جباليا، فقال إن شهر رمضان كان من أصعب الشهور التي مر بها، مستذكراً مائدة الإفطار التي كانت تعدها والدته الشهيدة، وتفاصيل عن طقوس شهر رمضان.
وذكر الكحلوت، الذي يعاني من تبعات صدمة نفسية أصيب بها: "أما العيد فلن يكون سعيداً لأن امي وابوي مش عايشين، وبصراحة فش نفس للعيد ولا للاحتفال بالعيد".
ووقف الطفل محمد أبو سعدة (ثمانية أعوام) مسروراً وهو يشاهد أرجوحة كبيرة نُصبت أمام خيمة أسرته، الواقعة على شارع السكة شرق مخيم جباليا.
ويتمنى الطفل أبو سعدة أن يحتفل بالعيد وأن يلهو مع الأطفال، لكن التشوه الذي أصيب به نتيجة لحروق في جسده سيقلل من حدة مشاركته مع الأطفال، حسب والده، الذي قال: إن نصب الأرجوحة وسط خيام النازحين أثار فرحة لدى الأطفال، فهي مشهد جديد بالنسبة لجميع الأطفال الذين عادوا إلى المخيم بعد فترة نزوح. واعتبر أن حالة ابنه ستمنعه من الذهاب بعيداً في الاحتفال بالعيد.
"بديش أعيد ولا بدي ألعب ولا بدي أعمل اشي بيوم العيد"، هكذا قال الطفل يوسف خير الدين (11 عاماً) من مشروع بيت لاهيا، وهو يكافح من أجل أن يوفر لوالدته احتياجات الأسرة.
وأضاف: نعيش في خيمة من دون ملابس، ويادوب ملاقيين الأكل في شهر رمضان، أصلاً مفيش نفس للعيد".
واستذكر الطفل خير الدين، الذي استشهد والده خلال العدوان الإسرائيلي، الأعياد السابقة التي كان يحتفل فيها برفقة والده وأشقائه، وقال: "بعد استشهاد ابوي مليش نفس حتى اشتري أواعي جديدة".
0 تعليق