طريق "الأبارتهايد".. يُغلق قلب الضفة الغربية أمام الفلسطينيين - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عبد الرؤوف أرناؤوط:

 

ترى حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية أن الطريق الذي قررت الحكومة الإسرائيلية تخصيص 335 مليون شيكل لشقه بين بلدتي العيزرية والزعيم، شرق القدس الشرقية، هو طريق فصل عنصري "أبارتهايد" وسيُغلق قلب الضفة الغربية أمام الفلسطينيين.
وقالت: "عملياً، سيُنشئ شقّ الطريق نظام طرق منفصلاً للإسرائيليين والفلسطينيين "طريق أبارتهايد"، ما سيسمح لإسرائيل بإغلاق مساحة شاسعة في قلب الضفة الغربية أمام الفلسطينيين من خلال تحويل حركة المرور الفلسطينية إلى طريق التفافي خاص، وضمّ منطقة معاليه أدوميم بأكملها إلى إسرائيل وبناء مشروع E1".
وأضافت: "لهذا السبب، أطلق عليه وزير الدفاع الأسبق نفتالي بينيت، الذي بدأ تخطيط الطريق، اسم "طريق السيادة" آنذاك".
وأشارت إلى أن الكابينت الإسرائيلي قرر أيضاً تخصيص 10 ملايين شيكل لتخطيط طريق من منطقة بيت لحم إلى أريحا (المعروف باسم "طريق بديل 80")، والذي سيسمح للفلسطينيين بالتنقل من جنوب الضفة الغربية باتجاه أريحا والأردن بعد أن تُغلق إسرائيل وسط الضفة الغربية أمامهم".
ورداً على مزاعم الحكومة الإسرائيلية فقد أشارت السلام الآن إلى أنه "خلافاً للادعاءات الحكومية الرسمية، لا يُسهم هذا الطريق في تحسين النقل الفلسطيني، بل يهدف فقط إلى تسهيل ضم مساحة شاسعة، تُقدر بحوالى 3% من مساحة الضفة الغربية، إلى إسرائيل".
وأضافت: "إن سخرية الحكومة لا حدود لها، إذ تسعى إلى بناء الطريق باستخدام أموال مُستخرجة من ثمار السيطرة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة - أموال مُخصصة، بموجب القانون، لصالح السكان الفلسطينيين. ويمثل هذا التطور انتكاسة خطيرة لإسرائيل، إذ إنها تنوي القضاء على إمكانية إنهاء الصراع وحل الدولتين".
وبشأن خلفية هذا الطريق فقد ذكرت أنه "في آذار 2020، عندما كان نفتالي بينيت وزيراً للدفاع الإسرائيلي، وافق على الترويج لطريق مخصص للفلسطينيين فقط بين بلدتي العيزرية والزعيم الفلسطينيتين ويهدف إلى السماح للمركبات الفلسطينية بالسفر من الجزء الجنوبي من الضفة الغربية إلى الشمال دون المرور عبر "كتلة مستوطنات معاليه أدوميم".
وقالت: "حالياً، تنتقل حركة المرور الفلسطينية من الجزء الجنوبي من الضفة الغربية إلى الشمال (أو العكس) شمالاً من بيت لحم باتجاه أبو ديس والعيزرية، ثم تتجه شرقاً على طول مستوطنة معاليه أدوميم، ثم شمالًا باتجاه حزما ومن هناك إلى رام الله".
وأضافت: "ولأن الفلسطينيين ليس لديهم طريق آخر من الشمال إلى الجنوب، فقد امتنعت حكومات إسرائيل عن بناء جدار الفصل المخطط له حول "كتلة مستوطنات معاليه أدوميم".
واستدركت: "بمجرد أن يصبح الطريق الجديد جاهزاً، ستتمكن حكومة إسرائيل من تحويل حركة المرور الفلسطينية إليه، وبالتالي إغلاق المنطقة بأكملها أمام الفلسطينيين، وضمّ منطقة معاليه أدوميم التي تضم المنطقة E1، والعديد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية الأخرى، بالإضافة إلى مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية الإضافية فعلياً".
وأشارت إلى أنه "علاوة على ذلك، فإن إنشاء نظام طرق منفصل للإسرائيليين والفلسطينيين سيسمح للنظام الأمني بإغلاق منطقة معاليه أدوميم أمام الفلسطينيين دون بناء جدار الفصل المخطط له هناك".
وقالت: "عملياً، سيسمح هذا أيضاً بإزالة حاجز الزعيم بين معاليه أدوميم والقدس ونقله شرقاً خارج منطقة معاليه أدوميم (بالقرب من موقع السامري الصالح)، شرق مستوطنة كفار أدوميم، وستتيح إزالة الحاجز حركة مستمرة لمستوطني معاليه أدوميم والمناطق المحيطة بها إلى القدس دون تفتيش أمني أو ازدحام مروري، ودون الشعور بأنهم يعيشون خارج حدود دولة إسرائيل".
واستذكرت إنه في بيان صادر عن رئيس بلدية "معاليه أدوميم" قبل بضع سنوات، كشف بوضوح ودون أي دبلوماسية عن الأهداف الحقيقية للطريق: إغلاق مساحة شاسعة في وسط الضفة الغربية أمام الفلسطينيين بتحويلهم إلى الطريق، وبالتالي جعل هذه المساحة جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل.
وقالت إن البيان يكشف بوضوح عن نية إسرائيل الحقيقية في تحويل الجزء الأوسط من الضفة الغربية من منطقة فلسطينية إلى منطقة إسرائيلية مُضمومة، وتقويض أي دولة فلسطينية مستقبلية.
كما جاء في البيان أن "هذا طريق منفصل للفلسطينيين في منطقة E1، والغرض منه فصل مسار المواصلات بين السكان الفلسطينيين والإسرائيليين في المنطقة، بحيث تتمكن المركبات الفلسطينية من التنقل دون المرور عبر كتلة معاليه أدوميم، القريبة من المستوطنات اليهودية".
وأضاف: "بمعنى آخر، الغرض من الطريق هو فصل حركة الفلسطينيين، الذين سيسلكون طريقاً واحداً، عن الإسرائيليين و"المستوطنات اليهودية"، الذين سيسلكون طرقاً أخرى في منطقة منفصلة. سيُمنع الفلسطينيون من الوصول إلى ما تسمى "كتلة معاليه أدوميم".
وتابع البيان: "على الصعيد السياسي، سيربط الطريق القدس بمستوطنة معاليه أدوميم، وسيُتيح بناء المستوطنات اليهودية في منطقة E1".
وحذرت "السلام الان" من أنه "ستُعزل عشرات التجمعات البدوية، مثل الخان الأحمر، التي تقطن المنطقة عن بقية الضفة الغربية، وذلك أساساً لعدم وجود أي طريق يربطها ببقية الضفة الغربية. قد يؤدي هذا إلى نزوح آلاف الفلسطينيين المقيمين حالياً في تلك التجمعات".
وقالت: "علاوة على ذلك، ستُعزل تجمعات وادي جمال وجبل البابا، الواقعة بالقرب من الطريق المخطط له، والتي تضم مئات الفلسطينيين".
وأشارت " السلام الآن" إلى أنه: "بمجرد تعبيد الطريق، يمكن لإسرائيل الادعاء بأن البناء في المنطقة E1، وبناء الجدار حول كتلة أدوميم، لا يفصل الضفة الغربية، لأن الفلسطينيين لديهم طريق نقل بديل".
واستدركت: "هذه الحجة غير منطقية. فخط طريق رفيع يربط أجزاءً إقليمية منفصلة لا يلبي متطلبات الاستدامة الإقليمية لتنمية وسبل عيش الفلسطينيين في منطقة رام الله والقدس وبيت لحم الحضرية الحيوية. دون تواصل إقليمي فعلي، لا يمكن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وازدهارها، وبالتالي لا يمكن التوصل إلى حل الدولتين".

 

0 تعليق