نازحو مخيم جنين .. حتى زيارة مقبرة الشهداء في العيد ممنوعة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد بلاص:

 

ما إن تمكن عشرات النازحين من مخيم جنين، من الوصول إلى مقبرة "الشهداء" المستحدثة غربي المخيم، صبيحة اليوم الأول من عيد الفطر السعيد، حتى كانوا هدفاً للقمع من قبل قوات الاحتلال والتي تمركزت في محيط المقبرة القريبة من المدخل الغربي المغلق بالسواتر الترابية للمخيم، فأمطرتهم بالعشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع.
يقول نضال منصور، إنه وصل بصعوبة إلى "مقبرة الشهداء" برفقة عدد محدود من أهالي الشهداء، قبل أن يبدأ عشرات النازحين بالتوجه إلى المقبرة بعد صلاة العيد، من أجل زيارة أضرحة أبنائهم الشهداء.
ومنذ أكثر من ثلاثة شهور، لم يتمكن منصور من زيارة ضريح نجله محمد (21 عاما) والذي اغتالته قوات الاحتلال بصواريخ طائرة مسيرة في مدينة طوباس في السادس من أيلول العام الماضي برفقة أربعة شبان من بينهم نجل الأسير المحرر زكريا الزبيدي.
وأضاف منصور "كان الوضع مخيفا، حيث انتشر عشرات الجنود في محيط المقبرة، وهم يصوبون أسلحتهم نحونا، ويحاولون استفزازنا بكل الأشكال، ولكن كان همنا الأول والأخير زيارة قبور أبنائنا والتي كانت تغطيها الأعشاب الطويلة والكثيفة لدرجة كادت تختفي فيها مظاهر المقبرة".
ومضى "في البداية صرخ أحد جنود الاحتلال قائلا: (أمامكم ساعة واحدة)، ولكن بعد وقت قصير بدأ الجنود يمطرون المقبرة بقنابل الغاز المسيل للدموع، وكانت تعج بالزائرين من أهالي الشهداء ومعظمهم من النساء وكبار السن، فأصيب العشرات بحالات اختناق".
وقال مروان الغول والد الشهيد عبد الله الغول (17 عاما) والذي استشهد خلال عدوان لجيش الاحتلال على المخيم مطلع العام 2023، إنه اتخذ قرارا بزيارة ضريح نجله في "مقبرة الشهداء" مهما كلف الأمر، وعندما وصل إلى مشارف المخيم فوجئ بتمركز عدد من آليات الاحتلال العسكرية وعشرات الجنود في محيط المقبرة.
وما إن وصل الغول برفقة زوجته وعدد من قريباته إلى المقبرة، حتى ألقت زوجته بجسدها على ضريح نجلها والذي كان يغطيه العشب الذي راح الغول يقتلعه من أجل تبيان معالم ضريح نجله والذي كان عاجزا عن زيارته منذ أكثر من ثلاثة شهور، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على مخيم جنين، والذي دخل يومه الثالث والسبعين على التوالي.
وقدم عشرات النازحين ممن أجبرهم جيش الاحتلال على النزوح من داخل المخيم، من أماكن بعيدة في قرى وبلدات محافظة جنين، من أجل زيارة أضرحة أبنائهم الشهداء في صبيحة أول أيام عيد الفطر.
النازح محمد عبد الوهاب (42 عاما) وهو أب لأربعة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 10 سنوات، قال، إنه اضطر إلى ترك منزله في اليوم الثالث من العدوان على المخيم، بعد تهديد طائرات الاحتلال المسيرة للمواطنين بضرورة إخلاء منازلهم ومغادرتها عبر ممر واحد وهو دوار "العودة" باتجاه واد برقين غرب المخيم.
وأمضى عبد الوهاب وعائلته أيام شهر رمضان المبارك في مركز للنازحين بجمعية "الكفيف" الخيرية، في ظل ظروف بالغة الصعوبة بعيداً عن منزله وبقية أقاربه، وتشارك مع باقي النازحين وعددهم قرابة 85 نازحا مطبخا واحدا يحضر فيه الإفطار بشكل جماعي، فيما يقضي أطفاله أيامهم بعيدين عن مقاعد الدراسة التي حرموا منها منذ بدء الفصل الدراسي الثاني.
أما النازحة "أم علي" (26 عاما) في إحدى سكنات الجامعة العربية الأميركية، فقالت، إنها تعيش مع عائلتها ظروفا صعبة بعيدا عن منزلها في المخيم.
وقالت "أم علي": لا شيء هنا يشبه حياتنا في المخيم في رمضان وأيام العيد تحديدا، فلا توجد هنا جمعة الأهل ولا العادات التي اعتدنا عليها ولا شيء.

 

0 تعليق