كتب عيسى سعد الله:
استفاق ما تبقى من سكان حي الشجاعية في مدينة غزة، صباح أمس، على انفجارات متتالية عنيفة هزت أرجاء الحي، وسمع دويها في جميع أرجاء مدينة غزة، من شرقها وغربها.
وما هي إلا دقائق معدودة حتى علم جميع السكان بتفجير الاحتلال "روبوتات" وآليات مفخخة في مربع سكني في الجزء الشرقي من الحي، وبشكل محدد في منطقة القبة، ما أدى إلى تدمير عشرات المنازل وتهاويها فوق رؤوس ساكنيها.
ورغم الخطر الكامن المترتب على الدخول إلى المنطقة إلا أن العشرات من أبناء الحي الذين يسكنون في وسطه وغربه، هرعوا إلى المكان ليذهلهم حجم الدمار والركام والشهداء الذين تناثرت أجساد عدد منهم وأشلاؤهم في الطرقات، وفوق ركام المنازل المدمرة من قبل.
ولم يأبه المواطنون بتحليق عشرات طائرات "كواد كابتر" المسلحة و"المقنبلة" فوق سماء المنطقة، وواصلوا النبش بأيديهم بحثاً عن ناجين ومصابين، ولكن دون جدوى في ظل نقص الإمكانات.
وكما أخبر شهود عيان من المنطقة "الأيام" فإن قوات الاحتلال شوشت على عمليات الإنقاذ البدائية، وأخذت بإطلاق قذائف المدفعية في محيط المنطقة لإرهاب المواطنين، ودفعهم إلى مغادرتها.
وقال شاهد عيان ومصادر عائلية إن عشرات الشهداء ارتقوا من عدة عوائل في المنطقة، بعد أن دمرت منازلهم، وعرف من العوائل المستهدفة عائلات جندية وحمدية والسرساوي والعرجان وأبو هين وغيرهم.
ولم ينجُ من المجزرة، التي وقعت في حدود الساعة السابعة من صباح أمس، إلا عدد قليل من المواطنين، تم نقلهم بحالة صحية متردية إلى مستشفى المعمداني الأقرب للحي.
وأشار شهود عيان إلى أن قوات الاحتلال سيّرت عدة "روبوتات" مفخخة باتجاه المربع الذي يبعد عن الحدود الإسرائيلية نحو كيلو متر، وقامت بتفجيرها دون سابق إنذار، ودون أن تطلب من السكان إخلاء المنازل، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، وتدمير ما تبقى من بنايات في المنطقة.
وقال محمد حمدية الذي يسكن على بعد أقل من 150 متراً من مكان المجزرة، إن قوة الانفجار أدت إلى إلحاق ضرر كبير بمنزله وإصابة جميع كل من كانوا فيه بجروح طفيفة.
وأوضح حمدية أن شظايا وأجزاء "الروبوتات" سقطت في مناطق تبعد عن مناطق تفجيرها بأكثر من 500 متر.
وأكد أن معظم الشهداء هم من الأطفال والنساء والأبرياء، وأن جميع أجساد الشهداء حولتها قوة الانفجار إلى أشلاء، عدا تبخر الكثير منها.
وبيّن أن قوات الاحتلال لم تسمح باستكمال عمليات إجلاء الجرحى والبحث عن جثامين الشهداء وانتشالها من تحت الركام، بعد أن دفعت بالعديد من الطائرات المسيّرة المسلحة باتجاه المكان.
ولم يكن حي الشجاعية هو الوحيد المستهدف من عمليات التفجير، فقد دمرت قوات الاحتلال العديد من المربعات السكنية جنوب حي الزيتون بعد أن توغلت فيه قوة مدرعة، وباشرت بتنفيذ عمليات تفجير لما تبقى من منازل في محيط شارع 8.
كما نسفت قوات الاحتلال عدة مربعات سكنية في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا وعزبة عبد ربه شرق بلدة جباليا.
وصعّدت قوات الاحتلال خلال الساعات الأخيرة، هجماتها في منطقة شمال قطاع غزة، بزعم إطلاق صواريخ على مدن وبلدات غلاف غزة، حيث أنذرت جميع سكان المحافظة، البالغ عددهم نحو نصف مليون مواطن، بإخلاء مناطقهم والتوجه إلى غرب مدينة غزة، تمهيداً لقصفها وتنفيذ عمليات عسكرية فيها.
وطالت عمليات الإخلاء بلدة جباليا النزلة ومخيمها وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون وقرية أم النصر، والمنطقة الغربية وحي التفاح شمال مدينة غزة.
وإثر هذه الإنذارات شهدت المحافظة عمليات نزوح ملحوظة للمواطنين، خاصة من أطراف المناطق التي تم إنذارها.
0 تعليق