كتب محمد بلاص:
أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، أسيراً محرراً من مدينة جنين، وواصلت عدوانها على مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، حيث أجبرت مزيداً من العائلات على إخلاء مساكنها في تلك المخيمات والأحياء القريبة منها، وسط استمرارها في القضاء على مقومات الحياة فيها، والدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية إليها.
وأعلنت وزارة الصحة استشهاد الأسير المحرر حسين جميل حسين حردان (37 عاماً)، من مدينة جنين، برصاص قوات الاحتلال.
وقالت مصادر محلية: إن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت منزل الشهيد حردان، والواقع على شارع الناصرة في مدينة جنين، في محاولة لاستهدافه للمرة الرابعة على التوالي.
وأكدت أن قوات الاحتلال سبق أن حاولت اعتقال حردان ثلاث مرات في السابق، وكان في كل مرة ينجح بالفرار من قبضة جنود الاحتلال، وخلال المحاولة الرابعة حاول الفرار مجدداً، إلا أن جنود الاحتلال أطلقوا عليه النار، ما أدى إلى إصابته بجروح حرجة، ومنعوا طواقم الإسعاف من تقديم العلاج له، قبل أن يحتجزوا جثمانه، بعد أن تركوه ينزف على الأرض لوقت طويل.
وبحسب المصادر، فإن قوات الاحتلال نقلت جثمان الشهيد حردان إلى حاجز "الجلمة" العسكري شمال شرقي جنين، وبعد ساعات سلّمته إلى طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأفاد مصدر في مركز الإسعاف والطوارئ التابع لجمعية الهلال الأحمر، بأن طواقمه استلمت من قوات الاحتلال شهيداً من حاجز "الجلمة" وجرى نقله إلى مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي في المدينة.
وبارتقاء الشهيد حردان، ارتفع عدد الشهداء في محافظة جنين منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها لليوم الخامس والسبعين على التوالي، إلى 36 شهيداً، بالإضافة إلى عشرات المصابين ومئات المعتقلين.
وواصل جيش الاحتلال عدوانه على مدينة ومخيم جنين، وسط عمليات تجريف وإحراق منازل، وتحويل المزيد من المساكن والبنايات إلى ثكنات عسكرية.
واقتحمت قوات الاحتلال، فجراً، الحي الشرقي وحيّ مراح سعد في المدينة، حيث شنت عمليات دهم وتفتيش طالت عدداً من منازل المواطنين، ودفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية وعدة مدرعات من نوع "إيتان" إلى المدينة والمخيم، ونشرت قوة من الجنود المشاة في منطقة طلعة "الغبز" بمحيط المخيم ومنطقة واد برقين.
وقال المواطن سهل نفاع وهو والد الأسير المحرر عزمي نفاع والذي أطلق الاحتلال سراحه، مؤخراً، ضمن صفقة تبادل الأسرى: إنه فوجئ بقوة كبيرة من جيش الاحتلال دهمت منزله في حي "الزهراء" بمدينة جنين، حيث طلب الجنود من عائلته إخلاء منزلها بقوة السلاح، قبل أن يحطموا محتوياته.
وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال طلبت من القاطنين في عدة بنايات في أحياء "الهدف" و"الزهراء" و"طلعة الغبز" إخلاءها ومغادرة المنطقة بقوة السلاح.
في غضون ذلك، بدأت طواقم بلدية جنين بإزالة السواتر الترابية التي وضعها جيش الاحتلال على مدخل عمارة "الريان" الواقعة على المدخل الشرقي للمخيم، والمكونة من عدة طوابق، والتي احتلها جنود الاحتلال في اليوم الأول من العدوان، وحولوها إلى ثكنة عسكرية لأكثر من شهر، وذلك لتسهيل عودة أهالي العمارة إلى شققهم.
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب: إن العمل جار لإعادة النازحين من عمارة "الريان" إلى شققهم، وتمهيداً لذلك تسعى المحافظة لتوفير كرفانات متنقلة لاستيعابهم فيها بشكل مؤقت.
وفي محافظة طولكرم، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم التاسع والستين، وعلى مخيم نور شمس شرقاً لليوم السادس والخمسين.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المدينة ومخيمَيها، ونشرت فرق المشاة بشكل كبير على امتداد شارع نابلس المؤدي إلى مخيم نور شمس، وسط سماع أصوات إطلاق نار كثيف داخل المخيم.
وشوهد العشرات من جنود الاحتلال المشاة وهم ينتشرون في الشارع الممتد بين إسكان الموظفين في ضاحية إكتابا وصولاً إلى دوار حسونة عند مدخل الضاحية، فيما أقامت قوات الاحتلال على شارع نابلس وتحديداً عند مدخل حارة السلام القريبة من مخيم نور شمس، حاجزاً طياراً وفتشت المركبات المارة بعد إيقافها، واستولت على مبلغ من المال من إحداها، واحتجزت عدداً من الشبان وسط تفتيشهم والتنكيل بهم.
وأغلقت جرافات الاحتلال مقاطع من شارع نابلس بسواتر ترابية خاصة في المنطقة المحاذية لمخيم طولكرم، بالتزامن مع استيلائها على عدد من المنازل فيه وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وواصلت قوات الاحتلال فرض حصار خانق على مخيم نور شمس في ظل عمليات اقتحام متكررة للآليات والجرافات وفرق المشاة، وإحراق وتدمير المنازل والبنية التحتية، وطرد الأهالي من منازلهم، خاصة في جبلَي "النصر" و"الصالحين".
وقالت مصادر محلية: إن قوات الاحتلال كثفت من انتشارها داخل حارات مخيم طولكرم وتحديداً قاقون وأبو الفول، واحتجزت أحد المواطنين واعتدت عليه بالضرب، في الوقت الذي تواصل فيه حصارها للمخيم الذي أصبح فارغاً من أهله بعد تهجيرهم قسراً من منازلهم، وتدمير مرافق البنية التحتية وتخريب وهدم وحرق للمنازل والمنشآت.
وجابت آليات الاحتلال شوارع المدينة، تحديداً محيط ميدان الشهيد ثابت ثابت وشارع البنوك، فيما جرفت جرافات الاحتلال مقاطع من شوارع ضاحية إكتابا بدءاً من منطقة ماتور مياه الحمد الله بمحاذاة دوار إكتابا، باتجاه حي إسكان الموظفين بطول 800 متر، ما ألحق دماراً كبيراً بمرافق البنية التحتية وتحديداً شبكتَي المياه والصرف الصحي.
0 تعليق