استهداف مراكز الإيواء المتكرر يجبر الآلاف على مغادرتها - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:


أرعب استهداف الاحتلال وتدميره ثلاث مدارس تؤوي نازحين في آن واحد، مساء أول من أمس، في مدينة غزة النازحين في بقية المدارس بالمدينة، ودفع غالبيتهم إلى مغادرتها على وجه السرعة، بعد أن أدى هجوم قوات الاحتلال الكاسح على هذه المدارس إلى تدميرها بالكامل، واستشهاد وإصابة المئات من النازحين.
وشوهدت حركة نزوح كبيرة من هذه المدارس باتجاه المناطق الغربية لمدينة غزة، التي لم تعد حتى شوارعها تتسع لخيمة واحدة، بعد أن امتلأت بعشرات آلاف المواطنين الذين نزحوا من مناطق محافظة شمال غزة، منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع، منتصف الشهر الماضي.
وهاجمت عشرات الطائرات الحربية، عصر أمس، ثلاث مدارس تحولت إلى مراكز إيواء خلال العدوان وتقع في حي التفاح بمدينة غزة، ما أدى إلى تدميرها بشكل شبه كامل، واستشهاد العشرات من النازحين.
وضاعف هذا الهجوم، الذي يعتبر الأكبر والأوسع بحق مراكز الإيواء منذ بداية العدوان، من معاناة عشرات آلاف النازحين الذين يعيشون في عشرات المدارس والمؤسسات الأخرى، بعد أن أجبرهم الخوف على مغادرتها على وجه السرعة.
ولم تسلم مدرسة واحدة ممن تحولت إلى مركز إيواء، من عمليات قصف نفذتها قوات الاحتلال خلال فترة العدوان.
وغادر المواطنون هذه المراكز وسط بكاء ودموع وقلق من عدم إيجاد مراكز إيواء أكثر أمناً، كما هو الحال مع عائلة المواطن عوض عواد، الذي غادر إحدى المدارس في منطقة جباليا المجاورة لحي التفاح، وذهب إلى غرب مدينة غزة للبحث عن مكان يؤويه وعائلته وعدداً من العوائل الأخرى التي غادرت المدرسة.
وقال عواد، إن البقاء في المدارس أصبح ينطوي على مخاطرة كبيرة جداً، في ظل تصاعد عمليات استهداف هذه المدارس.
ووصف استهداف الاحتلال ثلاث مدارس في أقل من ساعة بالأمر المقلق والمخيف جداً، مؤكداً أن الغالبية العظمى ممن يسكنون في مركز الإيواء الذي كان يسكن فيه، لديهم الرغبة في مغادرته على الفور، ولكن عدم وجود أماكن آمنة أخرى يحدّ من قدرة العديد منهم على مغادرتها.
وأقر عواد، في الأربعينيات من عمره، بأنه لا يعرف وجهته القادمة رغم خروجه من المدرسة، مشيراً إلى أنه سيحاول الحصول على خيمة ونصبها في مكان ما في المنطقة الغربية لمدينة غزة.
أما النازح حسام عبد الله، الذي اضطر للنزوح إلى تجمع المدارس وسط جباليا بعد تدمير منزله قبل خمسة أشهر، فقد جمع أمتعته وغادر المدرسة للسكن في خيمة بجانب منزل شقيقته في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
وأوضح عبد الله أن شدة الانفجارات التي دوت في مدرسة ابن الأرقم، التي تبعد نحو كيلومترين، هزت المنطقة وأخافت النازحين، لا سيما أن المراكز نفسها تعرضت لأكثر من هجوم جوي قبل سريان التهدئة الأخيرة.
وأشار إلى أن معظم النازحين يعتبرون أن تعرض المدارس لهجمات أخرى على غرار الهجوم على مدارس حي التفاح الأخيرة، ما هو إلا مسألة وقت فقط.
وتواصلت عمليات نزوح المواطنين من معظم مدارس الإيواء منذ ساعات عصر أول من أمس وحتى منتصف نهار أمس، وسط صعوبات كبيرة واجهت هؤلاء النازحين بسبب ندرة المواصلات، وعدم وجود مراكز إيواء أخرى أو مساحات فارغة متاحة لنصب خيام لهم.
وزاد طلب الاحتلال من سكان معظم أحياء مدينة غزة الشرقية والجنوبية وفي الوسط إخلاءها، مساء أول من أمس، من معاناة جميع هؤلاء النازحين، وضيّق هامش المناورة أمامهم في العثور على أماكن متاحة للسكن فيها على الأقل خلال الأيام القليلة المقبلة.

 

0 تعليق