غزة - "الأيام": التف عشرات النازحين من مختلف الأعمار حول شاحنة توزيع مياه شرب، وصلت للتو إلى مفترق الجامعات غرب مدينة غزة، استعداداً لملء غالوناتهم.
ولا تعتبر تلك الشاحنة التي تحتوي على نحو خمسة آلاف ليتر من المياه حلاً ملائماً لحاجة هؤلاء من مياه الشرب وهو ما تشير إليه حشود الباحثين عن المياه وعشرات المواطنين الذين يجوبون الشوارع وبين الخيام لرصد أية شاحنة او عربة توزع المياه سواء بالمجان أو مقابل النقود.
الفتى أحمد أبو طاقية (14 عاماً) كان أحد الفتية وأبرزهم الذي ظل يلهث خلف شاحنة المياه لملء غالون صغير من أجل تلبية احتياج أسرته التي تشعر بالعطش في كثير من الأحيان.
وفرضت الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها غالبية هؤلاء النازحين قيودا على قدرة هؤلاء على شراء المياه بسبب ارتفاع ثمنها عن المعتاد تارة وزيادة استهلاكها تارة أخرى.
وقلل انقطاع التيار الكهربائي وقلة الوقود من تشغيل محطات المياه المحلاة، فيما ضاعف اغلاق إسرائيل لخط المياه الذي كان يغذي قطاع غزة والمعروف بخط "مكروت" من أزمة الحصول على مياه الشرب، وهو ما انعكس على النقص الشديد في خدمات مياه الشرب.
وقالت بلدية مدينة غزة إن استمرار تعطل خط مياه "مكروت" نتيجة الأضرار التي لحقت بمنطقة شرق حي الشجاعية فاقم أزمة مياه الشرب وحدة العطش التي تعاني منه المدينة.
وأوضحت البلدية في بيان أصدرته أنها تواصل التنسيق مع الجهات المختصة لتمكين طواقمها الوصول لتنفيذ أعمال ترميم، إلا أن الاحتلال يماطل في ذلك.
ولا يعرف النازحون الذين هربوا من القصف من المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة واحتموا في المؤسسات والمدارس ومراكز الإيواء وفي الشوارع العامة غرب غزة، تعقيدات خطوط المياه وكل ما يهمهم الحصول على مياه نظيفة للشرب كما قال والد الفتى أحمد أبو طاقية في الأربعين من عمره.
ويضيف أبو طاقية لـ"الأيام" انه يضطر للعمل نصف النهار بحثاً عن غالون مياه نظيفة، مشيراً إلى أنه اكتوى بأمراض معوية أصابت أطفاله بعد تناولهم مياه شرب غير نظيفة في مرات سابقة.
وأوضح أنه يبحث عن مياه نظيفة ولكن بالمجان وبدون مقابل، لافتاً إلى أنه لا يستطيع شراء غالون مياه سعة 20 ليتر بمبلغ أربعة شواكل حيث يتطلب ها الأمر إنفاق مبلغ لا يقل عن 20 شيكلاً يومياً لاحتياجات الشرب وأعمال الطهي.
"تباع بين وقت وآخر مياه محلاة ولكن ليست بدرجة ملائمة ونظيفة تماماً، وفي بعض الأحيان تكون ملوثة بشكل جزئي"، هكذا وصف الشاب إبراهيم عدوان (29 عاماً) النازح من بيت حانون واقع المياه التي تباع أو توزع بالمجان، بينما توقف عن مجادلة نازحين آخرين عن مدى صلاحية هذه المياه للشرب.
وأوضح لـ"الأيام" أن غالبية هؤلاء يجلبون المياه من محطات تحلية جزئية بدون رقابة او تأكد من صلاحيتها، ويقومون ببيعها للنازحين، مشيراً إلى أن حاجة النازحين وعطشهم المستمر يجعلهم يتناولونها بدون فحص أو حتى تركيز.
واشتكى نازحون من أعراض مرضية ومغص كلوي وإسهال شديد خلال الأسبوعين الماضيين بحسب الطبيب أسامة عابد المتطوع في نقطة طبية مقامة بالقرب من جامعة الأزهر لخدمة النازحين.
وأضاف عابد لـ"الأيام" هذه الأعراض ناجمة في غالبية الأحيان عن مواد ملوثة قد دخلت أجسامهم، مرجحاً أنهم قد شربوا مياه ملوثة ولو بشكل جزئي، وهو ما تسبب لهم بأعراض ألم المغص والالتهابات الكلوية.
0 تعليق