غزة - "الأيام": عادت الأسعار للارتفاع الجنوني بعد أسبوع على الانخفاض والتذبذب؛ بعد أنباء عن قرب فتح المعابر وسماح الاحتلال بإدخال المساعدات، حيث استفاق المواطنون على عودة أسعار المواد الأساسية للارتفاع، وفي مقدمتها الطحين والسكر والأرز وزيت الطهي والسولار، مع استمرار نفاد بعض السلع الأخرى كغاز الطهي.
كما شهدت أسعار الخضراوات ارتفاعاً ملحوظاً إثر تضييق الاحتلال لحركة المواصلات والتواصل بين محافظتَي شمال غزة وغزة من جهة ومحافظات الوسط والجنوب من جهة أخرى.
وأدى هذا الارتفاع غير المبرر إلى حالة إحباط في أوساط المواطنين، الذين طالبوا بوضع حد لهذا التصرف غير المسؤول من التجار.
فيما عزا بعض التجار، خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام"، الارتفاع إلى ضبابية الوضع السياسي وعدم وجود أفق لفتح قريب للمعابر.
وأوضح هؤلاء أن الجميع كان يتطلع ويتوقع فتح المعابر وإدخال المساعدات، أمس، الأمر الذي أدى إلى انخفاض ملموس في أسعار المواد الأساسية خلال العشرة أيام الأخيرة.
وقال أحد التجار، فضّل عدم ذكر اسمه: إن استمرار إغلاق المعابر يشكل فرصة ذهبية للتجار وعلى وجه الخصوص التجار الجدد لجني أرباح كبيرة.
وأوضح التاجر ذاته لـ"الأيام" أن الكثير من التجار عادوا لشراء كميات كبيرة من المواد الأساسية بهدف تخزينها والاستفادة من إغلاق المعابر واستنزافها المتواصل من الأسواق لرفع سعرها لاحقاً.
وأكد أن التجار اضطروا خلال العشرة أيام الأخيرة إلى بيع كميات كبيرة من المواد بأسعار منخفضة؛ إثر الأنباء والشائعات عن قرب فتح المعابر.
فبعد عدة أيام على عرض كبير للمواد الاستهلاكية الأساسية في الأسواق عادت للاختفاء، صباح أمس، وسط ارتفاعات بلغت مستويات قياسية، حيث وصل سعر لتر السولار إلى أكثر من 40 شيكلاً وزيت الطهي 40 شيكلاً والسكر 33 شيكلاً.
وحتى اللحظة لا تلوح بالأفق أي بوادر لفتح المعابر وإعادة إدخال المساعدات التي أوقفها الاحتلال منذ الأول من الشهر الماضي.
وبحسب مصادر مطلعة في مؤسسات أجنبية ودولية تحدثت لـ"الأيام"، فإنها لم تبلغ بشكل رسمي من قبل سلطات الاحتلال بموعد محدد لفتح المعابر وإعادة استئناف ضخ المساعدات وإدخال السلع بطرق أخرى.
وتشهد الأسواق شحاً كبيراً في السلع الأساسية، خصوصاً الطحين وغاز الطهي والبنزين والسولار والأرز ومعظم السلع الأساسية، كما نفدت سلع أخرى بشكل تام كاللحوم بجميع أشكالها والفواكه.
وعزز الاجتياح الإسرائيلي لمساحات واسعة من القطاع، وفصل أجزاء أخرى عن باقي أنحاء القطاع، من هذا النقص الخطير في المواد والسلع الأساسية وارتفاع أسعارها.
وأدت سيطرة قوات الاحتلال على مناطق واسعة، في أحياء شرق مدينة غزة وخان يونس ورفح، إلى تدمير كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية الأساسية، وعدم قدرة المواطنين على إخراجها قبل وصول قوات الاحتلال إليها.
وضاعف توقف المؤسسات الإغاثية عن توزيع المساعدات، منذ شهر تقريباً، من أزمة توفر السلع الأساسية وارتفاع أسعارها، حيث كان يعتمد القطاع التجاري في الحركة والعجلة الاقتصادية على محتويات المساعدات التي كانت تدخل بكميات كبيرة خلال فترة التهدئة وتشمل السلع الأساسية.
0 تعليق