فن النجاة.. كيف يحكي فنانو غزة قصة الصمود وسط الحرب؟ - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع تفاقم المأساة الإنسانية في غزة، ومع تعثر الجهود السياسية والدولية في وقف نزيف الحرب حتى الآن، يبرز الفن كأحد أقوى الأسلحة الرمزية القادرة على حمل رواية هذا الشعب إلى العالم، اليوم وغدا وعلى امتداد السنين.

فعلى الرغم من كل الخسائر التي أثقلت كاهل الغزيين عبر العقود، لا يزال صوتهم حاضرا، يتردد في كل مكان عبر إبداعاتهم الفنية. يحوّل الفنانون في غزة آلامهم ومعاناتهم إلى أعمال شاهدة على بطش الاحتلال، وناطقة بإصرار الحياة على الاستمرار.

اقرأ أيضا

list of 2 items
list 1 of 2

"ويبنز" يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي بإيرادات قوية للأسبوع الثاني

list 2 of 2

غزة كما لم تُروَ من قبل.. وثائقيات تكشف الحصار والتجويع والمجازر

end of list

هذه لمحة عن أبرز ما قدمه أولئك المبدعون الذين قرروا أن يقاوموا بالفن، تاركين لنا ذاكرة بصرية وسمعية لا تعرف الفناء.

ذاكرة غزة البصرية: فن لا يطمس

يقدم معرض "غزة تبقى القصة" (Gaza remains the story) تجربة الشعب الفلسطيني. يسعى المعرض إلى تقديم صورة أعمق لما يحدث خلف الحرب، تتجاوز ما يُعرض في الأخبار، عبر إبراز الهوية الثقافية لشعب غزة.

قدمت أيضا مجموعة "التقاء" صورة حية لمواجهة جميع التحديات لإنقاذ لوحات الفنانين الغزيين من خلال مشاركتهم في معرض "كيف نعمل معا" (How to Work Together). تأسست المجموعة في عام 2002. وعلى الرغم من اعتمادهم الكامل على مجهوداتهم الذاتية، ورغم تدمير مقرهم جزئيا خلال العدوان على غزة عدة مرات، ما زلنا نراهم يشاركون في معارض عالمية، ويقدّمون مبادرات لدعم الفن وتعليم الرسم لأطفال غزة. من بين أبرز أنشطتهم منح إنتاج فني وإقامات إبداعية لفنانين من القطاع، بالتعاون مع مؤسسات ثقافية فلسطينية.

على الخشبة: مسرح غزة بين السخرية والصدمة

على مسرح في لندن، منتصف العام الجاري، عُرضت مسرحية Application 36 ضمن أنشطة Palate Collective في مهرجان شُباك، وقد أثارت تفاعلا واسعا، واعتُبرت عملا يحمل هجاء أسود ولمسة من السخرية السياسية الجريئة.

مزج الكاتب بذكاء بين الخيال المستقبلي والواقع القاسي في غزة، عبر قصة تدور أحداثها في عام 2048، حيث يتقدم موظفان إقليميان بطلب رسمي لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية في غزة، ويفاجَآن بالموافقة على الطلب فعلا.

https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading

https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading

https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading

https://www.instagram.com/p/DI02yDLPOTq/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading

إعلان

ضمن المهرجان نفسه، عُرضت مسرحية "العودة إلى فلسطين" من إنتاج ذا فريدم ثيتر القادم من مخيم جنين.

تتمحور أحداث العمل حول شاب فلسطيني-أميركي يزور فلسطين للمرة الأولى، ليصطدم بواقعها المعقد. بأسلوب ساخر ولاذع، قدّمت المسرحية نقدا اجتماعيا للواقع الفلسطيني الراهن، وجاءت ضمن إطار الكوميديا السوداء.

استند العرض إلى مواقف مستوحاة من الحياة اليومية في مخيمات مثل جنين وجباليا، ونجح في تقديم أداء مسرحي مدهش وغير مألوف، من خلال تقمّص الممثلين لأدوار غير متوقعة مثل الحيوانات والسيارات، ما أضفى على العمل طابعا مبتكرا يجمع بين الجرأة والإبداع.

 

من تحت الأنقاض إلى السجادة الحمراء

قدّم الأخوان عرب وطرزان ناصر فيلم "يوما ما في غزة" (Once Upon a Time in Gaza).

تدور أحداث الفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" عام 2007، داخل قطاع غزة المحاصر، حيث يتتبع العمل قصة صديقين يحاولان البقاء وسط واقع خانق.

عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي الدولي لهذا العام، وحصل على جائزة أفضل مخرج. يتميز الفيلم بطابع كلاسيكي مستوحى من أفلام الستينيات، يشبه أسلوب أفلام "سباغيتي ويسترن" (Spaghetti Western).

في المشهد السينمائي الفلسطيني أيضا، قدّم 22 مخرجا ومخرجة من غزة فيلم "من نقطة الصفر – From Ground Zero"، وهو عمل أنثولوجي يتكون من مجموعة أفلام قصيرة، يروي كل مخرج فيها قصة مختلفة من قلب غزة. يجمع الفيلم بين أنماط متعددة من السرد البصري، منها الوثائقي، الدرامي، والرسوم المتحركة. وقد خضع المخرجون المشاركون لتدريب مكثف ضمن ورشة صناعة أفلام أُقيمت عن بُعد، تحت إشراف المخرج رشيد مشهراوي.

من صول إلى سيدني: موسيقى ودبكة توحد الهوية

في مشهد التعبير الفني أبدعت فرقة صول في إظهار مشاعر الشعب الفلسطيني، وهي مجموعة أصدقاء عرفوا بعضهم منذ الطفولة. تأسست فرقة صول عام 2012 في غزة للتعبير عن صوت أهالي فلسطين من خلال الموسيقى. تدمج الفرقة بين الموروث الشعبي وموسيقى البوب الحديثة. شاركوا في العديد من المهرجانات الدولية، وحصلوا على جائزة المعهد الفرنسي للموسيقى عام 2020.

خلال الحرب، قدموا العديد من المقاطع الموسيقية من داخل غزة، وغنّوا لأطفال الملاجئ.

View this post on Instagram

A post shared by SOL BAND | فرقة صول (@solbandgaza)

 

وفي إطار الحفاظ على تراث الموسيقى والرقص الفلسطيني، أُقيم العرض في دار الأوبرا بسيدني، بتنظيم مؤسسة "فنانون من أجل السلام" (Artists for Peace)، حيث امتزجت إيقاعات الدبكة برموز التطريز الفلسطيني في احتفالية ثقافية احتضنت التراث الفلسطيني وأبرزت جماله. ركّز العرض على الأغاني الشعبية مثل: "يا زريف الطول" وغيرها من أهازيج الدبكة التقليدية. وأغان مستوحاة من تراث ما قبل النكبة، مثل أهازيج العمل، والحصاد، والزواج، التي تستحضر النسيج الثقافي الفلسطيني. شارك في العرض فنانون من فلسطين ولبنان وتركيا وقبرص، من أبرزهم سراج جِلدة، الذي قدّم عروضا مميزة على العود والرق، معبرا عن عمق التراث الموسيقي الفلسطيني.

الفن اليوم في غزة ليس مجرد وسيلة للتعبير أو استعراض المهارات الفنية، بل هو جهد يومي حيوي في إثبات الهوية الفلسطينية أمام العالم. هو محاولة لحفظ الرواية الحقيقية، وتوثيق أحداث مثل الانتفاضات والحصار، في مواجهة محاولات مستمرة لمحو التاريخ الفلسطيني.

https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading

https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading

https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading

https://www.instagram.com/p/DL1jOT1vxCE/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading

إعلان

لا يكتفي الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على الأرض، بل يسعى إلى طمس حضارة كاملة واستبدالها بروايته الخاصة. وهنا يتقدم الفنان الفلسطيني ليحمل على عاتقه مهمة صون الذاكرة وحماية الهوية. فعندما يرسم لوحة مستوحاة من التطريز الفلسطيني، أو يصدح بأغنية مثل "وين عَ رام الله"، فإنه لا يمارس الفن فحسب، بل يقاوم ويؤكد انتماءه العميق إلى جذور.

0 تعليق