عاجل

"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المُستمر على القطاع - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:

 

رصدت "الأيام" مجموعة جديدة من المشاهد من وسط العدوان الإسرائيلي المُستمر على القطاع، منها مشهد بعنوان "سكان غزة عين على الجنوب وأخرى على القاهرة"، ومشهد آخر يرصد مخاطر تقليص مساحة "المناطق الإنسانية"، ومشهد ثالث يوثق عودة الحياة لمعامل التصنيع الغذائي في القطاع.

 

سكان غزة عين على الجنوب وأخرى على القاهرة

لا يزال نحو مليون مواطن من سكان مدينة غزة يعيشون حالة من القلق والترقب، بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات، خاصة بعد إقرار الجيش الإسرائيلي خطة احتلال مدينة غزة.
ويعلّق سكان مدينة غزة آخر آمالهم على الاجتماعات الأخيرة في العاصمة المصرية القاهرة، آملين أن تنجح الجهود المصرية القطرية في التوصل لتهدئة جديدة، توقف اجتياح مدينة غزة، وتنقذ ما تبقى من القطاع.
ويقول المواطن عبد الرحمن سلمان: إنه وصل إلى مواصي خان يونس لمعاينة مكان خصّصه له شقيقه بجواره، وقد نقل بعض الحاجيات الضرورية ووضعها فيه، وهو لا يزال وعائلته يقيمون في مدينة غزة، بانتظار تطورات الأوضاع.
وأكد أنه لولا شقيقه، الذي كان يتواجد في مساحة تكفي لخيمتين، لما وجد متسعاً أو مكاناً يقيم فيه الخيمة، وهو الآن يعيش أصعب الأيام، فإما هدنة تبقيهم في بيوتهم وتوقف تدمير مدينة غزة، وإما نزوح ودمار يشبه ما حدث في مدينة رفح.
وأوضح سلمان أنه وعائلته حزموا بقية أمتعتهم، ويترقبون أوامر نزوح محتملة من قبل الاحتلال، حينها لن يكون أمامهم خيار سوى النزوح، والتوجه جنوباً.
بينما قال المواطن عبد الله عيد: إن سكان مدينة غزة يوجهون عيناً على جنوب القطاع، وأخرى على القاهرة حيث تجري المفاوضات، والخوف والقلق يتملكان الجميع، فالنزوح من جديد ليس أمراً سهلاً، ومن يخرج من مدينة غزة قد لا يعود إليها.
وأشار إلى أنه لا يأمل كثيراً في المفاوضات، ويعتقد أن الاحتلال سينفذ تهديده ويحتل مدينة غزة، وحتى لو حدثت هدنة لمدة 60 يوماً، فإنها ستكون فقط من أجل استعادة الرهائن، وما سيحدث هو تأجيل لاجتياح مدينة غزة، معتقداً أن كل ما يجري في القطاع مخطط إسرائيلي يمضي بهدوء وبشكل تدريجي، والهدف النهائي هو تدمير قطاع غزة بالكامل، ومن ثم تهجير سكانه، ولن تجد لا مفاوضات، ولا اتفاقات تهدئة مرحلية في وقف هذا المخطط، وغزة بحاجة لمعجزة إلهية لوقف الكارثة التي باتت وشيكة.
وكان موقع "واللا" العبري أورد خبراً مفاده أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتلال مدينة غزة، وأن نحو 80 ألف جندي سيشاركون في احتلال المدينة بشكل تدريجي.

 

مخاطر تقليص مساحة "المناطق الإنسانية"

منذ تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الثامن عشر من آذار الماضي، عمل الاحتلال على تقليص تدريجي لما تُسمى "المناطق الإنسانية"، وأخرج مساحات كبيرة من القطاع من هذا التصنيف، حتى باتت تلك المناطق ضيقة.
وأجبر الاحتلال مئات الآلاف من المواطنين على الانتقال من مناطق سكناهم جنوب، ووسط، وشمال القطاع، ودفعهم للمناطق الإنسانية الضيقة، خاصة في مواصي خان يونس، وباتت الخيام متلاصقة، ودفع الضيق المواطنين للتوجه والإقامة على شاطئ البحر.
ووفق مؤسسات إغاثية وحقوقية، فإن ما تبقت من "مناطق إنسانية"، تشهد في الوقت الحالي حالة من الاكتظاظ الكبير وغير المسبوق، وسط تراجع حاد في الخدمات، وشح شديد في مياه الشرب، وانتشار للأمراض.
وأكد نازحون أن التكدس الكبير، وارتفاع درجات الحرارة، زادا من انتشار الأمراض في صفوف النازحين، وقد ظهر مؤخراً مرض جلدي انتشر بين الأطفال، إذ يقول المواطن ياسر عوض: إن أطفاله الأربعة أصيبوا بطفح جلدي، وقد توجه إلى طبيب فأخبره أنه ناتج عن فيروس معدٍ، وأن سبب انتشار هذا الفيروس هو الحر الشديد، ونقص مواد التنظيف، وتلوث محيط الخيام التي يعيش فيها النازحون.
وأكد أنه جلب لهم أدوية ومراهم بصعوبة، بسبب شح الأدوية في القطاع، ويأمل أن يتعافوا بسرعة، مؤكداً أنه سبق وعاش في مواصي خان يونس قبل التهدئة الأخيرة التي أبرمت بداية العام الجاري، لكنه لم يشهد أوضاعاً أسوأ من تلك التي يمر بها حالياً.
ووفق المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة، فقد حدث مؤخراً ارتفاع في عدد الحالات المرضية التي تعاملت معها طواقم المديرية خلال الأيام الماضية داخل مراكز ومخيمات الإيواء.
وعزت مديرية الدفاع المدني ارتفاع الحالات المرضية إلى تقليص الاحتلال ما يسميها "المنطقة الإنسانية"، وما يترتب عليها من سوء الأوضاع الحياتية في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وتلوث المياه والتربة، وانتشار الحشرات.
وطالب الدفاع المدني الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بالتدخل العاجل، والضغط على الاحتلال لمنع اتساع الكارثة، وما قد يترتب عليها من حدوث وفيات لدى النازحين.
ووفق مؤسسات محلية ودولية، فإن نحو مليونَي مواطن من قطاع غزة نزحوا عن مساكنهم، وغالبية النازحين يتركزون حالياً في 3 مناطق رئيسة، وهي: غرب مدينة غزة، وسط القطاع، ومواصي خان يونس جنوباً.

 

عودة الحياة لمعامل التصنيع الغذائي

مع بدء دخول السلع والبضائع للأسواق، بدأت الحياة تعود تدريجياً للعشرات من معامل التصنيع الغذائي، التي تصنع الحلويات والمعجنات، وبسطات المأكولات الشعبية، خاصة الفلافل.
وبدأ العديد من تلك المعامل يعود للعمل من جديد، خاصة بعد توفر السكر والسميد وزيت الطعام، وكذلك السمنة، وهي ضمن المكونات الأساسية لصنع الحلويات والمعجنات، وشوهد الكثير من أصناف الحلوى تُعرض في الأسواق، بعد غياب استمر عدة أشهر.
وقال الفتى عمر طه: إنه اشترى صينية من حلويات "النمورة" من أحد المعامل الصغيرة، والذي كان يتعامل معه سابقاً، حيث أُغلق المعمل المذكور مؤخراً، بسبب نفاد مواد الخام، ثم عاد للعمل من جديد.
وأكد أنه اشترى النمورة مقابل 120 شيكلاً للكيلوغرام، ويبيعها مجزئة على حساب 140 شيكلاً للكغم، ويبيع كل يوم ما بين صينية إلى صينيتين.
وأكد أن ثمة إقبالاً على الحلوى المذكورة، وغيرها من أنواع الحلوى.
وأوضح أنه سعيد لعودته للعمل، وقد وعده مالك المعمل بأن يصنع أنواعاً أخرى من الحلوى في المستقبل، خاصة "كولاج، وبورما، وكنافة"، وهي أنواع عليها طلب من الزبائن، لكن استمرار إنتاج المعامل المحلية مرتبط بشكل أساسي باستمرار توريد السكر، والمواد الغذائية الأخرى.
في حين يقول المواطن محمد حماد: إنه لأول مرة منذ الصيف الماضي يعمل على تصنيع المثلجات المحلية في خيمته، فهو يمتلك نظام طاقة شمسية، وثلاجة صغيرة، وكان في الماضي يصنع الشراب المثلج بنكهات مختلفة ويبيعه، لكنه في الصيف الحالي لم يفعل بسبب منع توريد السكر، والنكهات والصبغات، وهي المواد الأساسية للإنتاج.
وأكد أنه يجهز يومياً العشرات من الأكياس الصغيرة، التي يضع فيها كمية من الشراب من نكهات وأطعم مختلفة، ثم يقوم بتجميده، وبيعه للمواطنين، وهناك طلب كبير على سلعته، بسبب الحر الشديد، وحاجة المواطنين للمثلجات، ونظراً لعدم وجود بدائل رخيصة، فأصغر عبوة شيبس أو شوكولاتة يصل ثمنها إلى 7 شواكل، بينما يبيع الشراب المثلج مقابل شيكلين فقط، أملاً بأن تشهد الأسعار مزيداً من الانخفاض، حتى يخفض أسعار سلعته، فقد اشترى مؤخراً كغم أكياس النايلون مقابل 350 شيكلاً.

 

0 تعليق