قائد فلسطيني بارز ومن رموز الثورة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وُلِد عام 1930 بمدينة الرملة وسط فلسطين المحتلة. انخرط في العمل السياسي عام 1951 بانضمامه إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهو أحد مؤسسي وقادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عام 1963.
انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1967 ممثلا عن حركة فتح. اغتالته الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) عام 1973 بعملية استهدفت سكنه في لبنان.
المولد والنشأة
ولد محمد يوسف النجار الملقب بـ"أبو يوسف النجار" عام 1930 في قرية يبنا بمدينة الرملة الواقعة في اللواء الأوسط الإسرائيلي على بعد 38 كيلومترا شمال غرب القدس.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس قريته قبل أن ينتقل إلى القدس ويلتحق بالكلية الإبراهيمية لإكمال دراسته، وتخرج فيها عام 1946.
تزوج وأنجب ثلاثة أولاد.

المسار المهني والسياسي
بعد تخرجه عمل مدرسا في قرية يبنا لمدة عام قبل أن تحل النكبة في منتصف مايو/أيار 1948، عقب انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإعلان قيام إسرائيل، وهي أولى حروب العرب ضدها.
هاجر النجار مع أسرته من يبنا إلى قطاع غزة، واستقر بمخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في مدينة غزة.
عمل في البداية موظفا في مركز الخدمات الاجتماعية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة، ثم مدرسا حتى عام 1955.
وبحلول 1957 غادر قطاع غزة في مركب شراعي وتوجه إلى سوريا.
انخرط في العمل السياسي في وقت مبكر وانضم إلى "رابطة الطلبة الفلسطينيين"، وهي منظمة كانت تجمع أغلب الطلاب الذين عاشوا النكبة.
وبحلول عام 1951 انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، ونشط في صفوفها، ثم انتمى إلى منظمة "النجادة".
وفي 1954 اعتقلته السلطات المصرية بسبب قيادته مظاهرة طالبت بالتجنيد الإجباري للشبان الفلسطينيين. كما اعتقل مجددا بعد عام إثر تنظيمه مسيرات احتجاجية رافضة لمشروع التوطين في محافظة شمال سيناء.

انتقل النجار في1957 إلى قطر للعمل في دائرة المعارف (وزارة التعليم)، والتقى عددا من الشخصيات الفلسطينية البارزة مثل كمال عدوان ومحمود عباس ورفيق النتشة وغالب إبراهيم محمود الوزير.
إعلان
كما عمل مدرسا حتى 1967 وكان عضوا في لجنة اختيار المدرسين العرب للعمل في الدولة، واستثمر موقعه ذاك لتعزيز النشاط السياسي والتنظيمي، خاصة عبر زياراته المتكررة إلى قطاع غزة والضفة الغربية.
وهناك بدأت نقاشات مبكرة حول ضرورة تأسيس تنظيم فلسطيني وطني من أجل تحرير فلسطين من قبضة الاحتلال الإسرائيلي.
تأسيس حركة فتح
ومع مطلع ستينيات القرن العشرين، كان من بين الرواد الأوائل الذين أسهموا في تأسيس حركة فتح، وهي أول حركة وطنية فلسطينية تتشكل بعد النكبة.
كما نصب مفوضا ماليا للحركة، ثم تفرغ للعمل التنظيمي بعد حرب يونيو/حزيران 1967 التي خاضتها كل من مصر والأردن وسوريا والعراق ضد إسرائيل.
ويطلق على هذه الحرب في الأدبيات السياسية "حرب الأيام الستة " أو "النكسة" التي انتهت بهزيمة الجيوش العربية المذكورة في غضون 6 أيام.
وفي عام 1969 انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد خمس سنوات من تأسيسها ممثلا عن حركة "فتح"، وكان ذلك أثناء الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني في العاصمة المصرية القاهرة.
كما تولى رئاسة لجنة الشؤون الفلسطينية في لبنان، وكان له دور فاعل في تهدئة الأوضاع بين الفلسطينيين واللبنانيين، ومنع الانزلاق نحو التصعيد الداخلي.
وبعد انعقاد المؤتمر الثالث لحركة فتح عام 1971، تولى أبو يوسف النجار قيادة جهاز الأمن في الحركة، وعُيّن حمد العايدي الملقب بـ"أبو رمزي" نائبا له.
جددت عضويته في اللجنة خلال الدورة الـ11 للمجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة عام 1973، وأسندت إليه دائرة مهامها السياسية.
مثل "أبو يوسف" دولة فلسطين في العديد من المحافل العربية والدولية، وكان آخرها مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في مدينة بنغازي الليبية في مارس/آذار 1973 وترأس وفد فلسطين.
وركّز في تلك المرحلة على تصعيد العمل المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن بين أبرز العمليات التي أشرف على التخطيط لها عملية "سابينا" الفدائية بقيادة علي طه.
ونسق بشكل وثيق مع القيادي كمال عدوان لتوسيع العمل الفدائي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما جعله هدفا مباشرا للاحتلال الإسرائيلي.

الأوسمة
منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسام نجمة الشرف عام 2013 لعائلة أبو يوسف تكريما لإسهاماته الثورية إبان النكبة، إضافة إلى مساعيه في إنجاح الثورة الفلسطينية.
الاستشهاد
استشهد محمد يوسف النجار وزوجته في العاشر من أبريل/نيسان 1973 على أيدي الموساد في عملية استهدفت سكنه في شارع الفردان بالعاصمة اللبنانية بيروت. كما استشهد في الهجوم نفسه رفيقاه كمال ناصر وكمال عدوان.
وتخليدا لذكراه أطلقت السلطة الوطنية الفلسطينية اسمه على مفترق طرق رئيسي في قطاع غزة، إضافة إلى تسمية أحد المستشفيات في مدينة رفح جنوبي القطاع باسمه.
المصدر: الصحافة الفلسطينية + مواقع إلكترونية
0 تعليق