قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه مستعد للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لكنه اشترط الحصول على ضمانات أمنية غربية واضحة تردع أي هجوم روسي مستقبلي على بلاده، في حين شنت القوات الروسية أكبر هجوم منذ أسابيع على مدن أوكرانية، مستخدمة عشرات المسيرات والصواريخ.
وأوضح زيلينسكي أن هذه الضمانات يجب أن تشمل اتفاقيات ملزمة من دول كبرى، مشيرًا إلى أن "محادثات من هذا النوع لا يمكن أن تكون مجرّد هدنة مؤقتة، بل يجب أن تقود إلى أمن دائم لأوكرانيا".
وأضاف أن المباحثات المحتملة قد تُعقد في إحدى الدول الأوروبية مثل سويسرا أو النمسا أو تركيا، مؤكدا أنه طلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل لإقناع رئيس المجر فيكتور أوربان بوقف اعتراض بودابست على انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وأن ترامب وعد بأن فريقه سيعمل على ذلك.
وعلاقات فيكتور أوربان متوترة مع كييف، وهو من بين القادة الأوروبيين القلائل المقربين من الكرملين، ويعارض انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن ذلك "سيقضي" على التكتل.
وبدأت مفاوضات انضمام أوكرانيا رسميا في يونيو/حزيران 2024، في خطوة لها دلالات مهمة لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة.
وفي خطوة لافتة في أواخر عام 2023، غادر أوربان القاعة لفترة وجيزة خلال قمة قادة الاتحاد الأوروبي الـ27، تاركا المجال لنظرائه لاتخاذ قرار بفتح مفاوضات الانضمام مع كييف. لكن إجراءات الانضمام متوقفة حاليا، بسبب تمسك الزعيم المجري بموقفه الصارم.
رد موسكو
في المقابل، شدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن عقد اجتماع بين بوتين وزيلينسكي "ليس مطروحًا حاليا" ما لم تحسم قضايا تتعلق بشرعية الرئيس الأوكراني بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية. واتهم لافروف كييف بأنها لا تسعى إلى "سلام عادل ومستدام"، بل تعمل وفق ما وصفه بـ"إملاءات غربية" تستهدف روسيا.
إعلان
وقال لافروف في مؤتمر صحفي اليوم الخميس إن "النظام الأوكراني وممثليه يعلّقون على الوضع الحالي بشكل محدد جدا، مما يظهر بشكل مباشر أنهم غير مهتمين بتسوية مستدامة وعادلة وطويلة الأمد".
وفي الأشهر الأخيرة، ناقش الأوروبيون والأميركيون احتمالات مختلفة منها تقديم ضمانات مستوحاة من المادة الخامسة من اتفاق الدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ونشر قوة عسكرية في أوكرانيا وتوفير دعم حيث التدريب الجوي أو البحري.
وترى أوكرانيا أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء هذه الحرب، ستحاول روسيا غزوها مجددا، ومن هنا تأتي أهمية هذه الضمانات.
من جهتها، ترفض روسيا التي تقول إن توسّع حلف شمال الأطلسي ليصل إلى حدودها هو أحد "الأسباب الأساسية" التي أدت إلى اندلاع الحرب، معظم هذه الاحتمالات وتريد أن تؤخذ مطالبها في الاعتبار.
تطورات ميدانية
ميدانيًا، شنت القوات الروسية ليل الأربعاء ـ الخميس أكبر هجوم منذ أسابيع على مدن أوكرانية، مستخدمة عشرات المسيّرات والصواريخ بعيدة المدى، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين، وفق السلطات المحلية.
وأعلنت كييف أن دفاعاتها الجوية أسقطت معظم المسيّرات، لكنها أقرت بأن البنية التحتية المدنية تضررت بشكل واسع.
كما تحدثت هيئة الأركان الأوكرانية عن تعزيزات عسكرية روسية في جبهة زاباروجيا جنوب البلاد، مشيرة إلى أن موسكو تدفع بالمزيد من الدبابات والمدرعات في محاولة لاختراق الدفاعات الأوكرانية.
ويأتي التصعيد الروسي في وقت تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية الأوروبية لإحياء مسار التفاوض، في حين يؤكد مراقبون أن فرص عقد لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي لا تزال بعيدة في ظل اتساع فجوة المواقف بين الطرفين.
ولم تحقق قمة ترامب وبوتين في ألاسكا قبل أيام اختراقا في مسار وقف الحرب الروسية الأوكرانية، فترامب الذي كان يطمح إلى وقف القتال تنفيذا لالتزامه الانتخابي، عاد خالي الوفاض بعدما أصر بوتين على أن الهدف ليس وقف العمليات العسكرية بل التوصل إلى تسوية كاملة للحرب.
0 تعليق