في تطور مفاجئ ومزدوج، وبينما يواصل جيشه ارتكاب المجازر وتعميق سياسة التجويع والحصار لليوم الـ686 على قطاع غزة، أوعز رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الخميس، ببدء مفاوضات فورية بهدف الإفراج عن جميع المحتجزين وإنهاء الحرب. يأتي هذا الإعلان الصادم بالتزامن مع استعدادات جيش الاحتلال لهجوم واسع على مدينة غزة، وسقوط عشرات الشهداء والجرحى في قصف استهدف المدنيين ومراكز توزيع المساعدات.
تطور مفاجئ في المفاوضات
في كلمة مصورة أثناء زيارته لمقر القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال، قال نتنياهو إنه أصدر توجيهاته لـ "بدء مفاوضات بشكل فوري للإفراج عن جميع المختطفين وإنهاء الحرب بشروط مقبولة ".
وأكد أن هزيمة حماس والإفراج عن المحتجزين "يسيران جنبًا إلى جنب".
هذا الإعلان هو أول رد للاحتلال رسمي بعد موافقة حركة حماس الإثنين الماضي على مقترح التهدئة الذي قدمه الوسطاء.
وقد وصفت قطر رد حماس بـ "الإيجابي"، بينما أكدت مصر أن "الكرة في ملعب إسرائيل"، مما يجعل تصريح نتنياهو خطوة غير متوقعة، خاصة مع تأكيد مسؤولين لدى الاحتلال أن الفريق المفاوض لن يتوجه إلى القاهرة أو الدوحة في هذه المرحلة.
تصعيد ميداني واسع وحصار مميت
يتناقض خطاب نتنياهو بشكل صارخ مع الواقع على الأرض، حيث صادق بنفسه على خطط لاحتلال مدينة غزة، وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي ما أسماه "المراحل الأولى من الهجوم" ضمن عملية "عربات جدعون 2"، مع استدعاء 60 ألف جندي احتياط.
ميدانياً، لليوم الـ11 على التوالي، تتعرض أحياء الزيتون والصبرة والشيخ رضوان في مدينة غزة لقصف جوي ومدفعي عنيف.
كما توغلت قوات الاحتلال في جباليا شمالاً، وواصلت عمليات نسف المنازل، مستهدفة بشكل ممنهج تجمعات المدنيين، خاصة بالقرب من نقاط توزيع المساعدات الشحيحة.
وتتفاقم الكارثة الإنسانية مع إغلاق تل أبيب الكامل للمعابر منذ أشهر، مما أدى إلى تفشي المجاعة ووفاة المئات بسبب سوء التغذية، في سياسة وصفتها جهات دولية بأنها "جريمة حرب مكتملة الأركان".
حصيلة دامية.. أرقام تكشف حجم الكارثة
تواصل أعداد الضحايا الارتفاع بشكل مأساوي. وأعلنت المصادر الطبية الخميس عن آخر الإحصائيات:
إجمالي الشهداء: ارتفع إلى 62,192 شهيدًا، معظمهم من الأطفال والنساء.
إجمالي الإصابات: وصل إلى 157,114 جريحًا.
شهداء الـ 24 ساعة الماضية: 70 شهيدًا و356 مصابًا وصلوا إلى المستشفيات.
شهداء "لقمة العيش": بلغ إجمالي شهداء استهداف طوابير المساعدات 2,036 شهيدًا.
ضحايا المجاعة: ارتفع العدد الإجمالي إلى 271 شهيدًا، بينهم 112 طفلًا، بعد تسجيل حالتي وفاة جديدتين.
تحذيرات أممية من مجاعة كارثية
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن "الفلسطينيين يستهدفون ويصابون يوميًا، ويستمر تفاقم المجاعة وسوء التغذية".
وحذر من أزمة مأوى حادة تطال 1,4 مليون شخص.
وكانت منظمة الصحة العالمية ووكالة "الأونروا" قد حذرتا من أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد للمساعدات تسبب في فقدان أرواح كثيرة.
0 تعليق