العراق – دعت الرئاسة العراقية، الجمعة، أهالي السليمانية في إقليم كردستان شمالي البلاد، إلى ضبط النفس والاعتماد على القانون، على خلفية الاشتباكات التي شهدتها المدينة خلال القبض على السياسي المعارض لاهور شيخ جنكي.
فيما أصدر الاتحاد الوطني الكردستاني، أمرا بتعويض المتضررين كافة من اشتباكات السليمانية.
وفي وقت سابق الجمعة، تمكنت قوة أمنية خاصة في السليمانية، من اعتقال جنكي وهو رئيس حزب جبهة الشعب، واثنين من أشقائه، بموجب أوامر قضائية، عقب عملية عسكرية واسعة انتهت باقتحام فندق كانوا متحصنين فيه.
وقالت الرئاسة العراقية، في بيان، إنها تابعت “بقلق الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة السليمانية، والتي أسفرت عن استشهاد عدد من عناصر الأجهزة الأمنية في المدينة وإصابة آخرين”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية “واع”.
وأضاف البيان: “نؤكد ضرورة ضبط النفس والركون إلى الإجراءات القانونية والقضائية وفقا للدستور وبعيدا عن العنف، وبما يرسخ مبادئ العدالة ويحفظ أمن المواطنين واستقرارهم”.
من جانبه، اعتبر رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، أن “التوترات والاشتباكات في السليمانية تستهدف أمن واستقرار إقليم كردستان”.
وأردف: “على الجميع أن يدركوا ذلك ويوقفوا هذه الاشتباكات فورا، ويتجنبوا أن يكون شباب هذا البلد ضحايا، ويجب حل أي مشاكل أو خلافات بالطرق القانونية”.
وزاد بارزاني في بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية: “أعمل مع جميع الأطراف لإنهاء هذه التوترات ومنع إراقة الدماء والعنف”.
من جهته، قال متحدث الجيش العراقي صباح النعمان، إنه “بعد الأحداث المؤسفة التي وقعت في محافظة السليمانية، تؤكد الحكومة الاتحادية ضرورة التزام الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية وفقاً لأحكام الدستور، وبما ينسجم مع مبادئ العدالة وسيادة القانون”.
وشدد في بيان نقلته “واع”، على أهمية أن “تُنفذ هذه الإجراءات بحيادية تامة وشفافية كاملة، بعيدا عن أي مظاهر مسلحة أو محاولات لترهيب المواطنين، فإنفاذ القانون يجب أن يتم بما يضمن صون كرامة الإنسان وحفظ حقوقه”.
بدورها، أعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “يونامي” عن قلقها البالغ إزاء تطورات السليمانية.
وقالت في بيان، إن البعثة الأممية “تعرب عن قلقها إزاء التطورات الجارية في محافظة السليمانية، وتأسف لسقوط قتلى وجرحى نتيجة الاشتباكات التي وقعت مؤخرا”.
ودعت جميع الأطراف إلى “ضبط النفس، والامتناع عن القيام بأية أعمال قد تعرّض حياة المدنيين للخطر، واحترام حقوق الإنسان، وضمان إجراءات قضائية نزيهة وعادلة ومتوافقة مع احكام الدستور”.
أما السفارة الأمريكية لدى بغداد، فأكدت رفضها “أي أعمال عنف تهدّد السلامة العامة والاستقرار، كما تحثّ جميع الأطراف التحلي بضبط النفس”.
من ناحيته، أصدر الاتحاد الوطني الكردستاني، الجمعة، أمرا بتعويض المتضررين كافة من اشتباكات السليمانية.
وأوضح في بيان، أنه “بناء على توجيهات من رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال طالباني، ومكتب الإدارة والمالية التابعة للحزب، تقرر تعويض سائر الأماكن والمرافق التي تضررت من الأحداث التي شهدتها السليمانية ليلة أمس”.
وقال إن “مكتب الإدارة والمالية التابعة للاتحاد الوطني شكل لجنة على وجه السرعة لتنفيذ التوجيهات الصادرة من رئيس الحزب بافل طالباني”.
وفي وقت سابق الجمعة، قالت محكمة السليمانية إنه “بعد رفض لاهور جنكي وأشقائه الامتثال للقانون ومواجهة القوات الأمنية وما أسفر عنها من استشهاد وجرح عدد من الأشخاص، سيتم التحقيق معهم وفق المادة 406 من قانون العقوبات، وهي المادة التي تخص القتل العمد”.
وصباح الجمعة، شهدت السليمانية اشتباكات بين القوات الأمنية الكردية وأنصار شيخ جنكي، عقب صدور مذكرة توقيف بحقه.
وأسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر الأمن، قبل أن يُعتقل جنكي مع شقيقيه بولاد وآسو، عقب عملية عسكرية واسعة انتهت باقتحام فندق كانوا متحصنين فيه.
الأناضول
0 تعليق