عاجل

كيف حدّد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي حدوث المجاعة في غزة؟ - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نيويورك - رويترز: أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، أمس، أن هناك مجاعة في غزة، وذلك بعد مرور عامين تقريباً على بدء الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل على القطاع الفلسطيني؛ رداً على هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
فيما يلي شرح لطبيعة عمل التصنيف وكيف يقيّم أزمة الجوع، ومتى يحدد وقوع المجاعة وكيف يجمع البيانات.

 

من الذي يؤكد حدوث المجاعة؟

التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو هيئة مستقلة تمولها دول غربية، وتعتبر على نطاق واسع المنظومة العالمية الرئيسة لقياس شدة أزمات الجوع.
تم إنشاء هذا المرصد لدق ناقوس الخطر حتى يتسنى منع المجاعة والجوع الجماعي، وكذلك لمساعدة المنظمات على التعامل مع مثل هذه الأزمات.
ويشرف على هذا التصنيف 19 منظمة إنسانية رئيسة وهيئات إقليمية، ويعقد شراكات مع حكومات بهدف تحليل البيانات.

 

كيف يتم تحديد حدوث المجاعة؟

تُقيّم منظومة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي حالات انعدام الأمن الغذائي الحادة على مقياس من خمس مراحل، أشدها المرحلة الخامسة التي تتضمن مستويَين هما الكارثة والمجاعة.
وإذا رصد التصنيف، أو أحد شركائه، حالة مجاعة في منطقة واحدة على الأقل، يتم تفعيل عمل لجنة مراجعة يقودها ما يصل إلى ستة خبراء.
ولكي يتم تصنيف وقوع المجاعة في منطقة ما، يجب أن يعاني 20 بالمئة على الأقل من سكانها من نقص حاد في الغذاء وأن يموت طفل من كل ثلاثة أطفال جراء سوء التغذية الحاد واثنان من كل 10 آلاف شخص يومياً بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.
ويقول التصنيف: إنه لا يعلن رسمياً حدوث مجاعة، لكنه يقدم تحليلاً للحكومات والجهات الأخرى للقيام بذلك.
حتى لو لم يتم تصنيف منطقة ما على أنها في حالة مجاعة، يمكن أن يحدد المرصد أن الأُسر هناك تعاني من ظروف المجاعة، وهي الجوع والعوز والموت.
ويعتمد التصنيف على برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى، ووكالات حكومية لتوفير البيانات.
ويفضل أن يقيم مستويات سوء التغذية الحاد بقياس وزن الأطفال وطولهم. وإذا لم تسمح الظروف بذلك، يستعين بقياس محيط أعلى الذراعين للأطفال.

 

ما هي السوابق؟

هذه هي المرة الخامسة في السنوات الأربع عشرة الماضية التي يحدد فيها التصنيف المرحلي حدوث مجاعة، والمرة الأولى التي يؤكد فيها وجود مجاعة خارج أفريقيا.
سبق أن خلص التصنيف إلى تفشي المجاعة في مناطق من الصومال في عام 2011، وفي جنوب السودان في عامَي 2017 و2020، وفي السودان في عام 2024.
وانتقد البعض التصنيف بسبب بطئه الشديد في الاستجابة للكوارث الإنسانية الخطيرة. ووجد التصنيف في غزة صعوبات في الحصول على البيانات، واعترضت إسرائيل على النتائج التي توصل إليها.
ورغم أن تصنيف المجاعة لا يؤدي إلى أي استجابة رسمية، فقد يجتذب اهتماماً عالمياً.

 

ما هو التقييم الحالي في غزة؟

يعيش نحو 280 ألفاً تقريباً من هؤلاء في المنطقة الشمالية بالقطاع التي تضم مدينة غزة، التي يقول التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي: إنها في حالة مجاعة بالفعل، أما الباقون فيعيشون في دير البلح في وسط القطاع وخان يونس في الجنوب، وتوقع التصنيف أن تضرب المجاعة المنطقتين بنهاية الشهر المقبل.
وأضاف التصنيف: إن التحليل الذي أصدره، أمس، لم يغط إلا الذين يعيشون في مدينة غزة ودير البلح وخان يونس. ولم يتمكن من تصنيف محافظة شمال غزة بسبب القيود المفروضة على الدخول ونقص البيانات، واستبعد السكان الباقين في منطقة رفح جنوباً.

 

ما موقف المنظمات الأممية؟

قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: إن وقف إطلاق النار بقطاع غزة بات "ضرورة ملحة وأخلاقية".
جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته منظمات أممية وهي: الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، عقب تأكيد تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) وجود مجاعة في مدينة غزة.
وأكد غيبريسوس أن سوء التغذية المنتشر يتسبب في تفشي الأمراض التي تصبح قاتلة للأطفال، خاصةً أن النظام الصحي، الذي يديره عاملون في مجال الرعاية الصحية يعانون من الجوع والإرهاق، غير قادر على التعامل مع هذا الوضع، لافتاً إلى أن غزة بحاجة ماسة إلى الغذاء والدواء لإنقاذ الأرواح وبدء عملية عكس مسار سوء التغذية.
ودعا البيان المشترك للمنظمات إلى "وقف فوري لإطلاق النار، وإتاحة وصول إنساني دون عوائق للحد من الوفيات الناجمة عن التجويع وسوء التغذية".
وشدد على "الحاجة الملحة لاستجابة إنسانية شاملة، نظراً لتزايد عدد الوفيات بسبب الجوع والتدهور السريع في مستويات سوء التغذية الحاد، واستمرار معاناة مئات الآلاف من الأشخاص من انعدام الطعام لأيام".
وذكر البيان، الذي تناول أيضاً المخاطر التي يشكلها الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة، أن "هذا سيسفر عن عواقب وخيمة أشد وطأة على المدنيين في المناطق التي تعاني أصلاً من المجاعة".

 

0 تعليق