عاجل

بعد إعلانها رسميا.. تنصل إسرائيلي وتبرير أميركي للمجاعة في غزة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لا تبدو إسرائيل معنية بإعلان الأمم المتحدة المجاعة رسميا في غزة، حيث لا تزال تخطط للمضي قدما في عمليتها العسكرية الرامية لاحتلال المدينة، برعاية أميركية، رغم تأكيد منظمات أممية مسؤولية جيش الاحتلال عن تكريس هذا الوضع الكارثي في القطاع.

فقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني، أن احتلال مدينة غزة سيبدأ بعد الانتهاء من تطويقها الذي سيستمر نحو شهرين، وأن رئيس الأركان إيال زامير يريد أن يكون احتلال غزة بطيئا حفاظا على حياة الجنود وتجنبا للمس بالأسرى، ومن ثم سيبدأ الجيش العمل على إجلاء الفلسطينيين من المدينة خلال الأيام المقبلة.

وجاء هذه الحديث بعد إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن المجاعة في قطاع غزة ليست لغزا، وإنما كارثة من صنع الإنسان واتهام أخلاقي وفشل للبشرية نفسها، مؤكدا أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر دون عقاب.

والجمعة الماضية، أعلنت الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزة، بعد أن حذر خبراؤها من أن 500 ألف شخص يعيشون في حالة "جوع كارثي"، محملة إسرائيل المسؤولية عن ذلك، في ظل الحرب المتواصلة في القطاع منذ 2023.

إنكار للمجاعة

لكن الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان، ينكر هذا الحدث كله ويقول إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي المسؤولة عن تجويع الفلسطينيين "لأنها تستولي على المساعدات"، وإن المجوعين الحقيقيين، الذين يتجاهلهم العالم، هم الأسرى الإسرائيليون الـ20 الموجودون في القطاع.

وليست حماس فقط هي المسؤولة عن تجويع الفلسطينيين برأي نيسان، وإنما الأمم المتحدة أيضا التي "ترفض الاستجابة لمطالب إسرائيل لها بتوزيع المساعدات"، كما قال الكاتب الإسرائيلي خلال مشاركته في برنامج "الأحداث".

ولم يكتف المحلل الإسرائيلي بنفي وجود مجاعة من الأساس، لكنه زعم إدخال إسرائيل عشرات آلاف الشاحنات للقطاع وفتحها كافة المعابر البرية مع القطاع، وقال فقط تقوم بتفتيش الشاحنات لأن بعض الدول سبق وأن أرسلت أسلحة بداخل المساعدات.

المجاعة سببها قيود إسرائيل

لكن المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، عدنان أبو حسنة، رد على هذه المزاعم بقوله "إن إسرائيل تفرض قيودا ومسارات تجعل وصول المساعدات للناس معدوما"، مؤكدا أن الأمم المتحدة قدمت خطة واضحة لحل هذه المشكلة.

إعلان

وتمتلك أونروا -وفق أبو حسنة- 6 آلاف شاحنة مساعدات على الحدود يمكنها إطعام سكان القطاع لـ3 أشهر مقبلة، لكنها لا تستطيع إدخالها بسبب العراقيل التي تضعها إسرائيل والتي على رأسها إصرارها على وجود حماية للشاحنات التي تدخل من كرم أبو سالم أو زيكيم، وهو ما يجعلها لقمة سهلة للعصابات المسلحة.

ولدى أونروا من المعلومات والموظفين والخطط والمساعدات ما يكفي لإنهاء المجاعة التي أصبحت تهدد نصف مليون فلسطيني على الأقل مباشرة، لكن هذا الأمر يتطلب مواقف جدية من الدول لإجبار إسرائيل على التراجع عن سياستها الحالية التي تحول دون القيام بأى شيء لإنقاذ الناس، وفق المتحدث.

واستدل المسؤول في أونروا على تعمد إسرائيل جعل المساعدات عرضة للنهب، بأنها تسمح للشاحنات التجارية بتوفير الحماية، بينما تمنع الأمم المتحدة من الاستعانة بشركات أو عشائر لتأمين شاحناتها، وهو ما انتهى بـ 95% من المساعدات التي دخلت من زيكيم وكرم أبو سالم في يد العصابات.

ورغم كل هذه الأدلة على تورط إسرائيل في تجويع أهل القطاع، إلا أن المحلل في الحزب الجمهوري أدولفو فرانكو، يلقي باللائمة على حماس في ما يجري، لأنها "رفضت الاستسلام والرضوخ لشروط إسرائيل".

ووفقا لفرانكو، فإن الولايات المتحدة تشعر بالقلق بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة لكنها "لا تتفق مع كثير من توصيفات الأمم المتحدة التي تضم أعضاء يعادون أميركا وإسرائيل".

وإن كانت الكارثة في غزة من صنع الإنسان كما وصفتها الأمم المتحدة "فإن حماس شاركت في صناعتها وليست إسرائيل وحدها"، وفق فرانكو، الذي يقول إن الحركة "يمكنها إنقاذ الفلسطينيين باستسلامها"، وذلك في تأكيد واضح على استخدام تجويع المدنيين سلاحا لتحقيق أهداف الحرب.

وبناء على هذه التصورات الأميركية، فإن غزة تبدو مقبلة على كارثة سيكون كل ما جرى خلال الشهور الـ22 الماضية، صغيرا بالنسبة لها، برأي الباحث السياسي سعيد زياد، الذي قال إن الناس لم يعد أمامهم مكان ينزحون إليه إلا البحر.

ومع تدمير إسرائيل مدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع، اللتين نزح السكان إليهما في أول الحرب، أصبح مليون و200 ألف فلسطيني يعيشون في مدينة غزة بلا مكان يذهبون إليه، إذا اجتاح الاحتلال المدينة، حسب المتحدث.

وبعد أن راكمت إسرائيل المجاعة والأمراض والأوبئة ودمرت القطاع الصحي والبنى التحية والبيوت وجعلت الناس يفترشون العراء، فإن أي تحرك لاجتياح مدينة غزة يعني أننا مقبلون على كارثة أكبر بكثير مما مضى، ما لم يتخذ العالم مواقف جدية لمنعها، كما يقول زياد.

0 تعليق