غزة تنزف تحت القصف: موجة نزوح جديدة تسبق اجتياحًا بريًا ووساطات عاجلة لوقف النار - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في وقت تتصاعد فيه أصوات الصواريخ والانفجارات شرق مدينة غزة، تشهد مناطق عدة موجة نزوح جديدة هي الأوسع منذ اندلاع الحرب، حيث فرّ آلاف المدنيين من الأحياء الشرقية باتجاه الجنوب والغرب، خوفًا من هجوم بري إسرائيلي وشيك.

ويأتي هذا النزوح وسط تصعيد عسكري إسرائيلي غير مسبوق، واستمرار القصف الجوي والمدفعي على الأحياء السكنية المكتظة، ما فجّر تحذيرات من انهيار كامل للواقع الإنساني في القطاع.

طائرات دون طيار ترصد وتضرب.. والرعب يعمّ المناطق الشرقية

أفاد مراسلون ميدانيون بأن الطائرات المسيرة الإسرائيلية، من نوع "كواد كابتر"، تواصل التحليق المكثف فوق المناطق الشرقية، مستهدفة تحركات المدنيين ومداخل الأحياء، ما دفع العائلات إلى إخلاء منازلها في مشهد أشبه بالنزوح القسري.

كما أظهرت صور بثتها وسائل إعلام محلية تحرك آليات عسكرية إسرائيلية بالقرب من الخطوط الأمامية شرق غزة، وسط مخاوف من اجتياح بري واسع.

الداخل الإسرائيلي يغلي: احتجاجات ومخاوف من مأزق عسكري

وفي الداخل الإسرائيلي، شهدت تل أبيب ومدن أخرى مظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف، للمطالبة بوقف الحرب والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، والبالغ عددهم نحو 50 شخصًا.

هذه الاحتجاجات، التي وصفت بأنها الأكبر منذ اندلاع الحرب، تعكس تصاعد الضغط الشعبي والسياسي على حكومة نتنياهو، التي تواجه أيضًا تحذيرات من المؤسسة العسكرية بأن التوغل البري قد يُطيل أمد الحرب ويعقّد فرص إنقاذ الرهائن.

وساطة مصرية – قطرية.. ونقاشات حول هدنة لمدة 60 يومًا

في القاهرة والدوحة، تتكثف جهود الوساطة الإقليمية والدولية، وسط حديث عن مبادرة لوقف إطلاق نار مدته 60 يومًا.
وبحسب مصادر مطلعة، أبدت حركة حماس "مرونة مبدئية" تجاه المقترح، مشروطة بالإفراج عن نصف عدد الرهائن مقابل هدنة إنسانية، بينما لم يصدر عن الحكومة الإسرائيلية موقف رسمي حتى الآن.

وتعتبر هذه الجولة "حاسمة"، حيث يرى الوسطاء أن الفرصة قد تكون الأخيرة قبل تفجر الأوضاع بشكل غير مسبوق.

الكارثة الإنسانية تتعمّق: مليون ونصف نازح ونقص حاد في الغذاء والدواء

النزوح الجديد فاقم من المأساة المستمرة، مع بلوغ عدد النازحين أكثر من 1.5 مليون شخص، وسط أزمة في المأوى، وشحّ في المياه، ونقص كارثي في الغذاء.

وقالت منظمة الأغذية العالمية إن غزة تواجه "أسوأ أزمة إنسانية في تاريخ المنطقة"، بينما أفادت وزارة الصحة في غزة بأن المستشفيات أصبحت عاجزة عن استقبال المزيد من الجرحى، مع ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.

الهدنة... أمل هشّ وسط النار

رغم التصعيد، يرى دبلوماسيون أن قبول حماس بالمقترح يعكس فرصة نادرة لوقف القتال، لكن غياب الرد الإسرائيلي الرسمي يُبقي احتمالات النجاح محدودة.

ويبقى الوضع في غزة معلقًا بين نار الاجتياح وأمل الهدنة، فيما يتابع العالم بترقّب نتائج الوساطات التي قد تكون المنعطف الحاسم بين السلام المؤقت.. أو الانفجار الكامل.

0 تعليق